حوارات مع شبابنا الضائع في سوريا

حوارات مع شبابنا الضائع في سوريا

السلام عليكم,

أرسل إلينا أحد المتابعين الشباب بعض التعقيبات على حواراتنا مع جماعة الديمقراطية و اهل العلمان, فقال بعد السلام:

أحببت أن أجيب على أسئلتك و على بعض النقاط التي أجبت بها الأخ قبلي أرجو ان يتسع صدرك لأجوبتي .

نقول شكرا لك و  لإجاباتك و استفساراتك.

بداية أحببنا أن نضع بين يدي متابعينا الكرام هذه المقالة عن قبطي مصري فهم المؤامرة على الاسلام اكثر من كثير ممن يدعي الاسلام, أو على الأقل عنده من الانصاف مايجعله يفهم لماذا يحق لنا أن ندافع عن كياننا و نقول ما نعتقده من أرائنا:

د. رفيق حبيب(القبطي):

خلاصة المواجهة الغربية مع الحضارة الإسلامية، تتبلور في مشهد رمزي، لكنه بالغ الدلالة،إنه مشهد منع إقامة المآذن في سويسرا.

تلك هي الغاية النهائية للمشروع الغربي تجاه العالم الإسلامي والأمة الإسلامية، مسجد بلا مئذنة، ومسلمون بلا إسلاميين، ودول عربية بلا عروبة وبلا إسلامية، ودول مسلمة بلا إسلامية. نموذج في التصنيع الحضاري، تحت لافتات عدة، تبدأ بهيمنة الرجل الأبيض، ولا تنتهي عند العولمة.

كل التيارات الغربيةتبحث في النهاية عن الإسلامي الجزئي حيث يصبح المسجد بلا مئذنة، والمسلمة بلا حجاب، والحركة الإسلامية بدون هدف، والمشروع الإسلامي بدون الدولة الحضارية العابرة للقوميات، والخطاب الإسلامي بدون تطبيق الشريعة الإسلامية.

-- ------------------------------------

ابتدأ الشاب الكلام حول ما طرحناه في إحدى النقاشات: مرة أخرى لماذا لكَ الحقّ في جعل سورية ديمقراطية و لا حقَّ لي في جعلها اسلامية؟ اليس هذا منطق الديكتاتورية؟ فأجاب:

الجواب لأن الأنظمة الديمقراطية و الاشتراكية و الشيوعية و الديكتاتورية هي أنظمة سياسية مدنية( انتبهوا, الديكتاتورية نظام سياسي مدني!) تتوافق مع كافة شرائح و مقومات المجتمع الذي تتكون منه الدولة, أما الانظمة الاسلامية و المسيحية و اليهودية فهي أنظمة عنصرية بامتياز و أكبر دليل على ذلك هو الدولة اليهودية في فلسطين

 

نقول: شوف حبيبي, هذه الدولة اليهودية, لديها من المدنية و الحرية ما لا تحلم فيه أنت في المنام رغم كل مافيها من عوار:

في الدولة اليهودية اللي مو عاجبتك, تستطيع ان تتهم رئيس الجمهورية بالزنا و تزجه في السجن  عقابا على ما افترى,

في هذه الدولة اليهودية, يُحاكم قائد أركان جيشها لانه غصب قطعة أرض و تعزله عن الحكم وهو الذي كان اليه في جيشها الأمر,

في الدولة اليهودية, يـُطلق الرصاص المطاطي على المتظاهرين, لكنها لا تمنع اسعافهم الى مستشفياتها

قد تسجن الرجال و النساء, و لكنها تخرجهم عند الاضراب و الامتناع عن الطعام,

مرة أخرى هي أكبر عدو لنا, لكنا ينبغي أن نحلل نقاط قوتها كي نصل إلى هزيمتها

 

قال الشاب: من حقك ان تجعل سوريا كما تشاء عندما تكون قادرا على استمالة الناس باتجاه توجهك ولا أحد يمنعك من ذلك, ولكن على اساس مدني و بما يتناسب و ظروف العصر و على اساس الأنظمة الحديثة وليس دساتير مضا على وضعها 14 قرنا, و أنا هنا لا أستخف بشريعة ربنا و إسلامنا ولكن (لكل زمن دولة و رجال)

نقول وماذا نفعل هنا غير إستمالة الناس؟!

ألا ترى أننا نعرض هنا الأفكار و لا نفرض عليك الأراء, أم أنك ترى أنّا نفرض عليك الآراء بقوة السلاح كما يفعل النظام؟

و بالنسبة للأساس المدني, فشكلك متل بشار الأسد توافق على بعثة الجامعة العربية على مضض, و لكن على مخابراتك أن يوافقوا على أعضاء البعثة و إلا, فلا أمل!

لا أدري لماذا تفرض علينا ماتشاء؟ ثم هل المدني عندك عكس العسكري ام عكس الاسلامي مشان نفهم على بعض؟

اذا المجتمع المدني عندك عكس العسكري, فأنا لم أفكر يوما في فرض رأي بالسلاح.

و أما ان كنت تقصد عكس المجتمع الاسلامي فهذا سأعمل على بناءه وسأموت من أجله حتى يأتي الله بأمره

 

و أما ظروف العصر الحديثة و دساتير ال14 قرن الماضية, فنقول الأنظمة الحديثة يا حباب وضعها رجال, و دستور ربنا نزل من السماء طيع لين مناسب لكل زمان و مكان.

و الى أن تفهم هذا الكلام سيكون بيننا نقاش,

و تقول أنك لا تستخف بشرع الله, و هل الاستخفاف يكون فقط باطلاق النكات؟

تارك الصلاة مستخف بشأنها, و الذي لا يحكم بشرع الله مستخف به "و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" و الكفر ترتب على ترك الحكم بما أنزل الله سواء لم يحكموا استخفافا او وجدوا غيره أفضل منه,

وأما أن لكل زمان دولة و رجال, فليس بيننا هنا خلاف على ظاهر الكلام, فلم أكن أفكر في أن يبعث الله المختار أو يأتي بعمر بن الخطاب

و لو كنت تفهم في الشرع أو قرأت شيئا عن هذا الامر لزال من رأسك هذا الخلط,

اذكرك لعلك تذكَّر بقول الله "وانه لذكر لك و لقومك وسوف تسئلون" فهيأ لذلك الموقف جوابا

و بقوله "فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" فسأل تعلم "ولا تقف ماليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا"

 

ثمّ قال الشاب تعليقا على مقالنا: اخي انا لست ديكتاتوريا بل أنا اسلامي و لتكن انت نصراني او علماني او كردي او شيعي امامي.

فقال رح احكيلك نكتة كتير معروفة رغم أني لا أرى فيك روح الدعابة بس اجت بوقتها (هادا يا سيدي واحد مسلم أصولي او متدين او اللفظ اللي بتحبوا و ما بيجرحلك مشاعرك, طلع مع شوفير تكسي لئاه مشغل الراديو و المكيف, ئلوا لازم تسكر الراديو لأنو من عمل الشيطان و الغناء حرام, قام سكروا سائق التكسي ئلوا كمان المكيف لأنوا على زمن سيدنا محمد ما كان في مكيفات خلينا نشم هوا ربنا, قام نفذ السائق

هلأ الجو كان حرائي, فبعد 5 دئايق وئف على اليمين و قالوا لهل الراكب خفيف الدم ئوم نزال, قلوا ليش, قالوا السائق ئوم نزال هلق بتمر قافلة قريش طلاع معهن )

شوف يا حباب, اذا قلتلك في ناس قاعدين بالنار, قام فتحوا باب جهنم ليدخلوا كافر على النار فقال من في النار اذا ممكن سكروا الباب بردنا, فيها برأيك شي بيضحك؟

المسخرة و الاستهزاء يحسنها كل الزعران, اما اذا كنت فهمان بتعرف انه لا توجد مقارنة بين امر قد يكون فيه نص شرعي, و امر آخر لا يتعلق بدين و لا شرع, بل هو من عادات الناس كالاكل و الشرب و اللعب,

يعني مثلا, لم يكن حفر الخنادق معروفا في زمن رسول الله, و لكنه شارك في حفره..

و لم يكن المنجنيق من اسلحة العرب, و لكنهم استخدموه .. و لم يقل احد أن ذلك له علاقة بالدين

وأقول لك كما قيل لغيرك "ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه و يحل عليه عذاب مقيم"

 

أكمل الشاب الكلام: انا هنا ليس لاهرّج و لكن اجت بمكانها لانك يا صديقي مدعي انك فهمان بس انتي مانك فهمان شي من شي, يعني شو دخل الدين بالدولة ؟؟؟؟ !!!!!

يعني هل وجدت في أوربا العلمانية بكل دولها و تقدمها اي دولة تسمي نفسها مثلا فرنسا المسيحية او انكلترا الصليبية؟

نقول: و الله انا سمعت قول الله "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" فتبعته في كل شئ, و أول مابدأ به لما تهيأ له الأمر أن اسس دعائم الدولة,

و لم يطلب مني الله أن أتبع فلانا و لاعلتان, بل حذرني من متابعتهم فلا تضربهم لي مثالا فماهم لي بقدوة و لا مثال

و لكن لو كنت عالما كما تقول, لعرفت ان أقوى أحزابهم هي أحزاب دينية و استعرض أسماءها في أوربا الغربية أو الشرقية, تجد تصديق ما أقول قبل أن تُنَظِّر ماليس لك به علم و تقول.

 

تابع الشاب: أم أنك معجب بالتجربة الأفغانية و أخوتنا الأفغان

أخي نحن مفتونون بالتجربة الاسلامية تجربة رسول الله و الصحب الكرام, في عندك اعتراض؟

 

و تريدنا أنت و أمثالك أن نعود لنركب الخيل و نمتطي الحمار و و نستخدم الحمام الزاجل؟ ستقول لي أنظر الى التجربة التركية الناجحة سأقول لك نعم انها ناجحة قياسا لبلدان العالم الثالث أما بالنسبة للدول المتقدمة فهي تجربة عادية  أقل نجاحا من تجارب باقي دول العالم المتقدم,

على فكرة لو استخدمت الحمام الزاجل ما كنت قدرت توصل أفكارك الجهنمية لكل الناس متل ما انت هلق عمتعمل, خاصة انو انا مستغرب منين جايب ايميلي, بس كتير منيح, و على فكرة متابع كل كتاباتك و خاصة ردك على العلماني بس الظاهر أنت كتير معجب بأفكار حالك, يعني لو يطلع صوت تصفيقك كنت صرت تحكي و تصفق ضمن رسايلك,

 يعني انتي الخصم و القاضي كمان, على فكرة والله العظيم انا شخص مسلم و على شرع ربنا و اعتز بأسلامي و لكن ليس بطريقتك انت و اصحاب الاتجاه المتطرف بالاسلام او اصحاب الفهم على طريقتكن.

أخي قلنا أن الخيل و الحمام ليست من أمور الشرع حتى نعود اليها,

و كما قلت, لو كان هذا تفكيري لما استخدمت الانترنت و لكن يبدو أنه تفوتك الكثير من الأشياء لأن رغبة الجدل و النقاش و الهزء و السخرية قد أخذت عليك عقلك حتى صرت تظن أنك تسمع تصفيقي و حبي لذاتي "إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون و إذا مروا بهم يتغامزون و إذا انقلبوا الى أهلهم انقلبوا فكهين و إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافطين فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون"

طبعا مع الأخ الثاني على اعتباره مسيحي لمن أكن أستشهد بالقرآن, أما أنت يا من تزعم الاسلام فأين أنت من هذه الأيات؟

 

 تابع الشاب التنظير حول تنظيرنا القديم عندما قلنا أليس من الديكتاتورية ان تقول مشكلة المسلمين الفهم الخاطئ للاسلام؟ من انت لتفهمنا ديننا او تنصب نفسك حكما علينا؟

فقال: أنا اشاطر الاخ الذي سبقني الرأي و أقول: أجل ان مشكلة المسلمين الفهم الخاطئ للاسلام, ألا ترى معي أن من يفجر نفسه ليقتل أكبر عدد من الناس سواء كانو جنود او مدنين أو أطفال هو شخص (راسو معفن) و الأكتر عفونة راس من فتالوا بطريقة هالجهاد الحيوانية هاي

بعدين انتي يا فقيه مانك شايف معي أنوا ازهاق الأرواح من عند ربنا و شغل ربنا و ليس شغل البشر؟

طيب أنا بدي أسألك شو الفرق بين اللي بينتحر ؟؟ و اللي بفجر حالوا ليفطس و يقتل ناس معوا ؟؟؟ اذا بدك انا بجاوبك . بس خليني اسمع منك.

 

نقول, لو تشاطر مليار جاهل فكرة خاطئة, فهل يجعلها هذا فكرة صحيحة؟

قد تختلف وجهات النظر و أفهام الناس حول فكرة معينة, ولكن مما يقرب الامور ان يكون المتحدثان جالسان على نفس القاعدة و يستقون من نفس المصادر,

اذا كنت تقصد بالتفجير مايحدث الآن في الشام, فهذا تخريب يقوم به النظام لاثبات وجود العصابات و لارهاب الناس

و أما ان كنت تقصد من يفجر نفسه في صفوف العدو, فهذا أمر مختلف فيه و ان كان الراجح انّ صاحبه شهيد,

في كل جيش من الجيوش, هناك سرايا انتحارية ينظر الى رجالها بالاكبار و الاجلال لانهم على جاهزية تامة لتقديم ارواحهم في سبيل مايؤمنون به سواء كان الوطن او العقيدة او الفكرة,

و انتحاريوا اليابان الكاميكاز الذين كانوا يندفعون نحو البارجات الامريكية بالطائرات كصواريخ موجهة ليضمنوا تدمير اعدائهم, سُطرت ملاحمهم في الكتب و المقالات, و كانت مثالا لمن بعدهم.

و كذا مافعله مقاتلوا حماس في غزة و القطاع,

و كذلك ما يفعله متظاهروا سوريا لما يقفون عاري الصدور في وجه آلة الحرب الأسدية,

فقد يسمي الكثير ذلك انتحارا, و لكنه حياة لغيرهم من الاجيال,

 

على اي حال ليس مثالك منطبقا على الفهم الخاطئ أو الصحيح للاسلام, بل هو اجتهاد فقد يراه البعض اثخانا للعدو, و قد يراه غيرهم ازهاق لأرواح أبرياء صدف ان كانوا في المكان.

و باعتبارك تحب القصص و النكات فلعل في هذه القصة عبرة لك ان كنت من أهل الألباب:

فقد روى أبو داود في تفسير قوله تعالى "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة"عن أسلم بن عمران قال "إن رجلا من المسلمين حمل على الروم في القسطنطينية حتى دخل فيهم, ثم خرج, فصاح الناس: ألقى بيده إلى التهلكة, فقال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه يأيها الناس: إنكم لتتأولون هذه الآية على غير التأويل, وإنما نزلت فينا معشر الأنصار, إنا لما أعز الله دينه, وكثر ناصروه, قلنا فيما بيننا: لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها, فأنزل الله هذه الآية" فلم يعب على الرجل اندفاعه في صفوف الاعداء و الحال أن موته متحقق لامجال بل عاب التأويل الخاطئ و الفهم السقيم للأيات

 

ثمّ تابع الشاب تعليقا على ما كتبنا عن النجّار الذي يعلم اينشتاين الفيزياء, و السبّاك اللي يعلم مندل الكيمياء, فقال:

دين الاسلام متاح لكل الناس, يعني في نصارى و يهود قد يكونوا مثقفين بالفقه الاسلامي أكتر من كتير مسلمين و كتير ناس بيدعوا الفقه من المسلمين .

يا أخي أنت و أمثالك بأمس الحاجة لتفهم ديننا الحنيف لأن الاسلام ليس دقن طويلة و شوارب محفوفة مع الاحترام لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم لكن قبل ان نكون شكليا اسلام, علينا ان نكون في جوهرنا و في سلوكنا و في قلوبنا اسلام

اي: أن نقنع الاخرين بأخلاقنا الحميدة و ليس أن ندعي و نمدح أنفسنا و نمدح أخلاقنا الحميدة نحن الذي أقصده

قال تعالى ( من يفعل (فمن يعمل) مثقال ذرة خير (خيرا)يرى (يره) و من يفعل (يعمل) مثقال ذرة شرا يرى(يره) )

أي أظهر للناس و للأديان الأخرى أخلاق الاسلام, و هو سيعطيك حقك أكيد لأنه مهما كان سيئا سيعترف بالجميل ( المعروف ما بيضيع حتى مع ابن الحرام )

 

نقول: حبيبي انا دقني قصيرة لان الذقن طولها مو بيدي و انما بيد من خلقها, أما إن كنت تقصد اللحية, فلحيتي عادية و كذا شاربي,

اما الشكل و الجوهر, فطالما لا تعرفني, و حتى لو عرفتني فعلمها عند الله فهو علام الغيوب,

و حاول قبل أن تنصح الناس بالأخلاق الحميدة و لم ترى أخلاقهم و تتحدث عن الجوهر و القلب و ليس بيدك قلوبهم, أن تراجع الأيات القصيرة التي أطفال الخامسة في المدارس يعرفون قراءتها و لفظها أكثر منك,

و فعلا الأية التي ذكرتها أقنعتني بفكرتك من أن الكثير من اليهود قد يعرفوا عن الاسلام أكثر من الكثير ممكن يدعي الاسلام, و أرجوا الا تكون منهم!

 

ثمّ شارك الشاب من قبله بالغصّة, عندما قلنا للأول أنّ المواطنة قائمة على الوطن, و القومية قائمة على العرق, و العلمانية او الشيوعية قائمة على فكر, و انا عقيدتي قائمة على دين, كل ما سبق معك زبط و غصيت بأخر وحدة؟ فقال:

أكيد رح يغص هوي و انا المسلم و المسيحي و الكردي و الشركسي و الأرمني, مو من الاسلام بحد ذاته متل ما بيقطعك عقلك و بيخليك تفكر, بس نحن نغصّ انو في دين تميز على باقي الاديان ببلد فيه تعدد ديني فأين احترام الاخر الذي تدعيه ؟؟؟ اما بس بالحكي احترام الاخر و لما جينا على المحك صار المسيحي كافر نصراني, و العلوي و الشيعي كافر نصيري من الرافضة, و الدرزي و الاسماعيلي ما بعرف شو, إرحموناااااااااا و حلو عنااااااا.

 

نقول: أنا ما أذكر أني كفّرت في كتاباتي أحدا من الناس فلماذا تفتري عليّ؟

ولكن كتاب الله وضع حداً للمسلم وحداً للكافر, وأمر بموالاة المسلم و نهى عن موالاة الكافر "لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم"

"لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة"

لكنّ هؤلاء النصارى و غيرهم من شركاءنا في الأوطان, لهم دينهم و لـنـا دين, و هم كذلك بالمقابل ينظرون إلينا,

يعني مثلا, هل هم يؤمنون برسولك محمد؟ أو أنّ حضرتك تؤمن بثالوثهم المقدس؟ و هكذا الإختلاف ..

لكن تذكّر أنت و غيرك, هذا الأخ المسيحي أحترمه في المعاملة و أتعايش معه و لا أنادي بقتله, و لكني لا أداهن في ديني ولا أتنازل لأحد من الناس.

أما التميز يا مسلم فلست أنا من يقول ذلك بل كتاب الله "صبغة الله و من أحسن من الله صبغة"

"قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون"

"وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله"

 

تابع الشاب الكلام, فتعرّض للشعارات عندما قلنا للأول: تريد أن تحصر نفسك في حدود سايكس بيكو التي صنعها الاستعمار و انا عندي الدنيا من امريكا الى اليابان؟

فقال: يا سيدي حصلنا حقوقنا بموجب سايكس بيكو و نحنا رح نبذل دمنا لتقود هالبلد و كلنا معك يعني رجعلنا الجولان من اسرائيل و لواء سكندرون من تركيا الاسلامية وعمول اي مجتمع بتحبوا بتريد اسلامي ليبرالي او اسلامي سلفي او اسلامي وهابي اللي بدك ياه نحنا معك, بس ما تبيعني شعارات متل حزب البعث و شلته بدي فعل

نقول أخي أنا لم أبعك شعارات فلماذا تأتي للكلام و تجتزئ منه ماتشاء؟

مثل "فويل للمصلين" ليس الكلام في تحصيل الحقوق ولا شعارات لاسترداد الجولان و اللواء بل في التقوقع ضمن كلمة وطن ووطنية و مواطنة,

أنا مسلم ولدت في سوريا, ولست سورياً يدين بالاسلام,

 يعني ولائي اولا و أخيرا للاسلام و ليس للأوطان, و كل بلد مسلم هو بلدي بغض النظر عن القوميات و الأعراق و البلدان, واضحة هالفكرة؟

 

ثمّ قال الشاب تعليقا على كلام الأول عندما قال نحن نعلم أن المسلمين حكموا مناطق واسعة من العالم و رزخ تحت حكمهم العديد من الديانات المختلفة و تعاملوا معهم أحسن معاملة, لكن ذلك كان منذ عدة قرون و بصراحة أنتم اليوم لا تسرّون أحدا بما فيهم انتم انفسكم!

فقال الشاب: هلق والله هالزلمة جاب كبد الحقيقة لانوا هيهات ان يكون المسلمون على ايام الصحابة رضوان الله عليهم او زمن الدولة اللأموية و العباسية متل مسلمي هالأيام و أفكارهن التي لا تمت للإسلام بصلة, لكن مفكر ليش كل الأمم سبقتنا مو لأنوا في مسلمين بعدهن بيحكموا و بيفكروا في عقول العصر الحجري تحت اسم الدين الذي انتم ابعد الناس عنه.

نقول: وهل رأيت برنامجنا الذي ندعوا اليه لتحكم علينا؟ وهل دعونا الناس الى دين الاسلام ام الى دين نحن اخترعناه, يعني شو شفت منّا الى الأن لتتبنى هذه النظريات؟

 

ثمّ أشار الشاب إلى كلام الأول عندما قال: خلاصة الكلام هو ما طرحه عليك أحد المتابعين, لماذا تحولت الحركة التي بدأت في حمص أو درعا للمطالبة بإسقاط بشار و شوية حرية و ظروف معيشية إلى حركة دينية و إمارة إسلامية, فقال الشاب:

ايضا سؤال اخر وضعك فيه السائل بعنق الزجاجة, فأجبت بما لا تعلم و ان كنت تعلم فالمصيبة أعظم, يعني اذا كانت تحولت مطالب الناس من الحرية الى دولة اسلامية طيب شو نعمل بهالمسيحي اللي كان بأول الضرب من أول يوم حراك منقلوا علاك و كول و نضب ببيتك و شو كتر غلبتك انت اصلا انت يا مسيحي شو الك بسوريا ( مع العلم هوي موجود بهالبلد قبلك ب 1000 سنة على الأقل) كمان يا ناصر أهل السنة و بدكن كل العالم تصير سنة ولو بالسيف (على فكرة والله العظيم انا سني) طيب اليوم بدكن تجاهدو ضد العلوي و الشيعي و المسيحي طيب كمان هالعلوية المعارضين اللي في منهن ناس صارت معروفة و كمان الشيعة كمان هدول منقلهن متل المسيحية و يمكن قواعدكن بتقول كمان نقتلهن لأنهن رافضة ما الحراك طائفي ما هييك يا فهمان.

نقول: لا تقوّلني مالم أقل و لا تفهم الكلام كما تحب أن تفهم على هواك,من قال بتحويل العالم إلى سنّة أو إسلام؟

ثانيا: أنا مسلم أدعوا الى الاسلام و الى اقامة دولة اسلامية لكن بالدعوة الحسنة و الحوار, وأما لماذا تحولت الحركة من دعوة الى الحرية الى دعوة اسلامية فلو كنت أحركها لأجبتك,

و لكن يبدوا أن عدوى الأسد أصابتك فظننت وراء الثورة مؤامرة كونية سلفية امبريالية سعودية قطرية و غفلت عن انها حركة اسلامية فطرية حركتها الفطرة الصحيحة للناس التي كادت تخبوا جمرتها تحت وطأة القهر و العذاب.

و غدا عندما نحتكم الى صناديق الانتخاب, بامكانك ان نتتخب من تشاء, و أن تقف في صف من تشاء

و كما قلنا لمن قبلك لعلنا نحن أصحاب هذا الفكر أقلية في عنق الزجاجة وبالتالي لاحاجة بك لان تخاف منا لأن فوزك مضمون بالأغلبية؟

و لعل أفكارنا تعجب الكثير من الناس فنفوز, ألست من أنصار الديمقراطية؟!

وسترانا كما في مصر و المغرب و الجزائر و ليبيا و كل مكان ارتفعت فيه قبضة الجلاد شئت أبيت, رضيت أم لم ترضى,

وبالنسبة لمن تخاف عليهم من الأقليات, كانوا يعيشون في ظل الدولة الراشدية كما تقول ومن ثم الأموية و العباسية والزنكية و الايوبية و المماليك, واخيرا العثمانية كونهم مازالوا على قيد قيد الحياة منذ أكثر من ألف عام دليل لي و دليل عليك,

فكما عاشوا مع كل هؤلاء بحرية دينية, سيعيشوا مع الاسلاميين بحرية دينية لأني و من مرّ قبلي نستقي من نفس الأصل اذا بتسمع فيه, اسمه القرآن الكريم,

وبالنسبة لخوفك على المسيحيين فهذا رد اتاني من الأخت المسيحية عبير و التي بسببها كانت كل هذه الحوارات:

"شكرا لايميلك المذوق و أنا مستحيل خاف من اخواتي الاسلام او من اي سوري طالما جمعنا حب الوطن و الثورة تحياتي و شكرا على التوضيح,  عبير"

 

النهاية على السريع, قلنا و قال ...

قلنا مرّة, اخي الحماصنة جدبان و لو عاقلين ما بيوقفوا بوش الرئيس

قال: الحماصنة اروع ناس بالخليط تبعهن مو بالسنة و بس,

قلت مع أني ماذكرت انهم سنة, و لكن أتمنى أن يكون هذا الخليط معا في الميدان و الإستشهاد, سنة و مسيحيّة.

 

قلنا, الحوارنة زعران ولو مؤدبين ما بيعارضوا عاطف نجيب

فقال, و الحوارنة أشرف و أطيب و أرجل ناس و ما قصروا باللي عملوه كمان كمزيج متكامل للمجتمع الدرعاوي, (نفس يلي فوقها لو كنت من أهل التفكير)

 

قلنا روح اسألهم شو يلي غيرهم فأنا لست مندوبا عنهم؟

قال: طبعا انت لا تمثلهم ولا تمثل اي شخص فيه ذرة عقل لانه من فيه عقل لا يصدق أمثالك

قلنا: أنا لا أمثلهم بس هم من رفع راية الاسلام و لست أنا , أنا فقط كنت أبرر موقفهم و هم الذين شجعوني على هذا الموقف

بس يمكن كانوا نسيانين انهم اولا و اخيرا يبقون مسلمين, و ما في عندهم حل الا بهل طريق؟

 

قال: شيلك من كل شي و انسا انا و انت متفقين بشغلة وحدة بس هي اسقاط النظام

قلنا الحمد لله هي متفقين عليها و عسى أن نتفق على مابعدها

 

في متل بيقول ( اذا حبيت, خاف الله و اذا كرهت خاف الله )

هلق نظام الحكم في سوريا شو ؟؟؟ انت جاوبني لشوف ثقافتك السياسية

قصدي هل هو علماني او مسلم ؟؟

نقول: نظام كافر كالحرباء لايعرف دينا و لا مذهبا و لا قومية

 

قال قانون الاحوال الشخصية اللي بيتطبق على حضرتك هل هو الاسلامي ام المسيحي ام ماذا ؟

نقول: اذا كنت تعتقد أننا نسعى من أجل قانون الأحوال الشخصية فأنت على خطأ تماما,

نحن نسعى لجعل كل شئ يتحرك حسب لا اله الا الله محمد رسول الله سواء أعجبك أم لم يعجبك هذا الكلام

 

قال: انت كمسلم في سوريا في حدا مضيق عليك في أنك تمارس شعائرك الدينية؟

نقول: أبدا عايش بكل حرية ولم أستدع الى أي فرع مخابرات, و خطبتي لا تحتاج أن يوافق عليها أحد, و أقول ما أشاء, و لا أتستر خلف الاسماء و لااستعمل بروكسي لكسر الحجب و الاختفاء, لكني جاحد ما بيعجبني العجب و لا الصيام برجب

 

قال: اجا عيد اسلامي و ما احترمته الدولة و عملت عطلة رسمية احتراما للعيد؟

متل يلي قبلها, يمكن انت بتهتم بالظواهر و أنا عم فكر لبعيد لأني باطني ارهابي!

 

قال: بدي جوابات لهل الشي اللي كتبته بمجمله و ما بعتذر عن أي تهجم عليك لأنوا منيح اكتفيت بهييك رد على أفكارك الغريبة

وهلق آخر شي, احييك بتحية الاسلام الحقّ: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, انتبه السلاااااام مو التفجير و التفخيخ و القصف و النسف.

طبعا, كل من يحذف هذا الإيميل أو لا يقتنع بالأفكار, سينفجر كمبيوتره و سيصير في خبر كان!

لكنهم قالوا سلاما, و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته, و شكرا على التواصل و جاهزين لأي استفسار ..