الشيخ الضاري يؤكد التغيير قادم في العراق

لصحيفة الحياة ..

الشيخ الضاري يؤكد التغيير قادم في العراق

اكد الشيخ الدكتور حارث الضاري، الأمين العام لـهيئة علماء المسلمين إن تخلي رئيس الوزراء الحالي ( نوري المالكي) عن الحكم في العراق يعد من أساسيات الإصلاح، وتوقع ثورة شعبية تطيح بهذه الحكومة.

وأوضح الشيخ الضاري، في حديث لصحيفة الحياة نشرته في عددها الصادر اليوم الأحد، ان العراق يتجه الآن نحو نهايته كدولة .. لافتاً الانتباه إلى ما حصل من تدمير في كل النواحي العمرانية والاقتصادية والسياسية والأمنية، وما جرى للإنسان العراقي من أذى، وما لحق به من حيف، حيث قُتل واغتيل الملايين من أبنائه، كما تم اعتقال وتهجير الملايين، اضافة الى ملايين الايتام والارامل .

وحمّل الدكتور الضاري، الاحتلال الأمريكي الغاشم وحكوماته المتعاقبة، وعلى رأسها الحكومة الحالية ـ التي تعد اكثرها سوءا واجراما ـ ، والتدخل الإيراني السافر في شؤون العراق مسؤولية اتجاه هذا البلد الجريح نحو الهاوية.

وفي رده على سؤال بشأن المصالحة مع حكومة المالكي أجاب الشيخ الضاري : " لا وجود لأي مصالحة حقيقية، هناك مصالحة غير جدية يدعو إليها المالكي وحكومته، وهي إعلامية، ليس فيها أي عمل من شأنه التأسيس لمصالحة حقيقية يمكن أن تصلح أوضاع العراق وتعيد إليه شيئاً من واقعه وكيانه ومن احترام الناس له ولشعبه، أو شيئاً من الأمل في الحياة الحرة الكريمة" ..

واكد الامين العام للهيئة ان من أساسيات الإصلاح أن يتخلى المالكي نفسه عن الحكم، وأن تجري انتخابات حرة، تحت اشراف جهات دولية وإقليمية مقبولة من الشعب العراقي، لتأتي بحكومة منتخبة ربما تعيد الأمور إلى نصابها وتُصلح ما أفسده الآخرون، ثم إطلاق سراح المعتقلين، الذين يُعَدّون بمئات الآلاف، واستعادة حرية العراق وسيادته وقراره السياسي، بخروج قوات الاحتلال ، التي ما تزال موجودة في العراق رغم إعلان الادارة الامريكية بالخروج منه .. مشيرا الى ان امريكا مازالت ممسكة بالعراق أمنياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً .. مشددا على ان أي إصلاح من دون تحقيق هذه الأمور لا يمكن أن يكون إصلاحاً حقيقياً ومقبولاً لدى القوى الشعبية العراقية الوطنية التي تريد تحرير بلدها واستعادة قرارها السياسي وإرادتها الحرة .

وعندما سئل: هل تفكر القوى السياسية المعارضة للمالكي في خطوات محددة للإطاحة به؟ أجاب الشيخ الضاري : " نعم، هناك رغبة شعبية متصاعدة لتغيير النظام، من خلال ثورة شعبية سلمية على غرار الثورات الشعبية السلمية التي حصلت في الدول العربية، وربما تكون قريبة أو بعيدة، لكنها آتية بتقديراتنا وتقديرات المراقبين للشأن العراقي، لأن الشعب العراقي وصل اليوم إلى نهاية صبره من ناحية، وإلى نهاية اليأس من الإصلاح الحقيقي المطلوب".

وحول الاوضاع التي تعيشها سورية قال: " ان الحكومة العراقية مناصرة للوضع القائم في سورية وللنظام السوري بالذات، والتعاون بينهما واسع وعلى كل المستويات، المادية وغيرها، وأكثر من ذلك فان العراق أصبح ممراً للمساعدات الإيرانية للنظام السوري بكل أنواعها، المادية والعسكرية وغيرها".

وبشأن إدعاء الحكومة الحالية، تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى دمشق، أجاب الدكتور الضاري بالقول: " إن هذا كلام إعلامي، وليس لدينا ما يؤكده، والأدلة كثيرة على أن الحكومة العراقية تساند النظام الآن في أعماله ضد أبناء الشعب السوري، وهي تأتينا من الداخل العراقي ومن الداخل السوري".

وخلص الامين العام للهيئة في حديثه الى القول : " أن العراقيين الوطنيين مع الشعب السوري المظلوم الذي يعاني اليوم الكثير على يد النظام" .. داعيا، الرئيس السوري إلى الاستفادة من كل المبادرات العربية والدولية، لأن فيها مخرجاً جيداً له، ومخرجاً لهذا البلد مما هو فيه من حرب أهلكت الكثير من أبنائه، والحقت اضرارا جسيمة بسورية سياسياً واقتصادياً، كما فتحت الأبواب للأطراف الخارجية للتدخل فيها، على حساب وحدتها واستقرارها وأمن أبنائها.

الحياة + الهيئة نت