مستشار منشق يكشف أخطر أسرار نظام الأسد

شهداء ثورة سورية 10 آلاف.. والمعتقلون 50 ألفا.. والمفقودون 20 ألفا

الوطن الكويتية

قال القاضي السوري المنشق خالد عبد الله  شبيب الواوي رئيس اللجنة الحقوقية الخاصة بشهداء وأسرى حماة، إن أعداد الشهداء في سورية وصلت إلى أكثر من 10 آلاف شخص، وإن المعتقلين تجاوزت أعدادهم الـ50 ألفا، وإن المفقودين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً تجاوزوا العشرين ألفا.

وأضاف القاضي الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري من الكويت التي يعمل بها مستشارا بوزارة العدل الكويتية وعبر «الوطن» أن الكويت منذ وصوله إليها مستقيلا وهاربا من الظلم الذي رآه يمارس على كل المستويات في سورية، فتحت له ذراعيها، وتعاطف معه أهلها، ووفروا له فرص العمل كما لو كان كويتيا.

وأشار المستشار والقاضي خالد الواوي في حوار مطول تنفرد «الوطن» بنشره على حلقتين إلى أنه وأشقاءه الثلاثة النقيب عمار الواوي قائد المنطقة الشمالية لجيش سورية الحر المنشق والرقيب مصعب من الدفاع الجوي، وصف الضابط حسام الواوي من الأمن الجنائي بالداخلية السورية. انشقوا عن النظام لأنه لا يمكن لأحد يحمل ذرة من ضمير أو خلق أن ينحاز إلى صف القتلة الذين يقتلون أبناء الشعب السوري ويقمعونه ليل نهار.

وأكد القاضي خالد شبيب الواوي في حواره الذي يكشف فيه الكثير من أسرار النظام السوري القانونية والتشريعية، وأسرار ارتباط عمليات حزب العمال الكردستاني بسورية وحزب الله وعلاقة السلطة في سورية بالتفجيرات والاغتيالات في العراق، أن الإصلاح في سورية أصبح مستحيلا، مشيرا إلى أن «العصابة الحاكمة» في سورية أفسدت كل شيء، ولم تعد المشكلة في إصدار تشريعات جديدة أو قوانين تحت أي مسمى، وإنما في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي تتحكم في كل شيء، وفي رأس النظام «الديكتاتور» الذي يملك كل شيء ويترأس كل الأجهزة والوزارات.

وكشف القاضي المنشق خالد شبيب الواوي أنه لا توجد «عصابات مسلحة» في سورية، وإنما هي «العصابات التي شكلها النظام من الزبالين والعاطلين عن العمل والمسجلين خطر وتجار المخدرات الذين أطلقوا سراحهم من السجون كي تقتل الشعب السوري وتنشر الرعب في أرجاء سورية».

ولفت إلى أن شهداء وأسرى حماة ضاعت حقوقهم وصودرت عقاراتهم، واستبعدوا من الوظائف والتعليم حتى درجة القرابة الرابعة، في حين صدر قانون في سورية لحماية أملاك اليهود ومنازلهم بحيث ترد إليهم فور مطالبتهم بها.

وقال المستشار خالد شبيب الواوي إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية وان أي شخص يلتزم بتعاليم دينه يوصف بأنه من الإخوان المسلمين ويعتقل أو يستبعد تماما وفيما يلي نص الحوار:

< ماذا عن عمل اللجنة الحقوقية الخاصة بالأسرى والمعتقلين في حماة التي تترأسها؟

- القاضي خالد شبيب الواوي: هذه اللجنة أنشئت في اسطنبول بتاريخ 2011/9/11 وهدفنا عرض المآسي والمجازر التي ارتكبت بحماة في المحافل الدولية، وبإذن الله بعد سقوط النظام الحالي فإن قضية شهداء حماة ستكون القضية الأولى التي تنظر فيها محكمة الثورة، لأن هؤلاء الشهداء الذين تجاوز عددهم خمسة وأربعين ألفا ضاعت حقوقهم ويذكرون بصفتهم إرهابيين، فاليهود حميت حقوقهم في سورية، أما المسلمون فلم يُقتلوا فقط في سورية وإنما عوقب ذووهم، فالشهيد الذي قتل في حماة لا يتولى أقرباؤه حتى الدرجة الرابعة أية وظائف أو مناصب وليس من الضروري أن يكون إخوانيا وإنما فقط لأنه ينتمي إلى حماة التي كلها بالضرورة من الإخوان المسلمين، وأحد المسؤولين الكبار قال لي: أنتم كلكم في حماة إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وحتى لو أثبت العكس فأنت في رأي السلطة كحموي مشبوه ومنافق وهو ما يستدعي مراقبتك والتوجس منك.

حتى أبناء وأقارب معتقلي شهداء حماة لا يُقبلون في الجامعات، بل صودرت حتى عقارات هؤلاء، فهناك 120 ألف عقار تخص شهداء حماة صودرت، ويمتلكها ويستثمرها المخابرات العسكرية في سورية، وأعتقد أن البشرية لم تشهد قانونا مثل هذا.

بالمقابل فإنه لدينا في سورية قانون اسمه «حماية أملاك اليهود» يحفظ أموال اليهود وعقاراتهم ويجمدها فلا تمس من قبل أحد، في حين أن المتهمين بأنهم إخوان مسلمون تصادر أموالهم وعقاراتهم ويسكن بها أفراد المخابرات العسكرية أو الجوية أو السياسية.

حكم بالإعدام

< لكن ملف حماة شائك جدا وقد توقف ويحكم عليك بالإعدام إذا ما حاكمك النظام بصفتك منتميا أو مقربا من الإخوان المسلمين؟

- نعم.. هذا حقيقي.. فهناك في سورية من يفتش عن أي أشخاص يتعاطفون أو حتى يفكرون في فكر الإخوان المسلمين ويقدمهم إلى المحاكمة، بل إن الصلاة ممنوعة في الثكنات العسكرية، وقد أطلقت سراح جندي جيء به إليّ لأحقق معه بتهمة «الصلاة في المعسكر»، فقلت لمن جاء به: هل الصلاة تهمة.. ألا تصلي كل الفرق الإسلامية؟ فقال لي: يا أستاذ.. كلكم- يقصد أهل السنة- إخوان مسلمين حتى يثبت العكس، وإثبات العكس يكون بأن تتخلى عن أي مظهر من مظاهر انتمائك للإسلام وليس الإخوان المسلمين، وحتى في هذه الحالة يقولون عن هذا الشخص اللامنتمي: إنه يمارس التقية أكثر منا!.

ملف متخم

< أعتقد أن ملف الشهداء والمعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية أصبح متخما جدا؟

- بالفعل علما أن الأعداد التي تذكرها بعض المنظمات الحقوقية عن أعداد الشهداء والمعتقلين أقل بكثير من الواقع، فأعداد الشهداء وصلت إلى نحو 10 آلاف شخص، وأعداد المعتقلين وصلت إلى 50 ألفا أو أكثر، وعدد المفقودين الذين لا يعرف عنهم احد شيئا تجاوز العشرين ألفا.

< من أين حصلت على هذه الأرقام؟

- من قلب الإحداث في سورية ومن متابعة دقيقة لأساليب حصر الشهداء وكيفية الإبلاغ عنهم. فمعظم أهالي الشهداء لا يبلغون عن مقتل أبنائهم في الاحتجاجات للجان حقوق الإنسان، وإلا فسيتعرض أبوه وأمه وأخته وأخوه للاعتقال بمجرد إذاعة اسمه كشهيد، ولذا فمعظم أسر الشهداء يدفنون أبناءهم في صمت ودون الإشارة إلى كونهم ضحايا لنيران الجيش والشبيحة.

ولذلك أعمل مع أعضاء اللجنة العشرة على توثيق أعداد هؤلاء الشهداء وظروف استشهادهم، وذلك من خلال الحصول على المعلومات الموثقة التي تتمثل في شرائط الفيديو، وتقارير الوفاة التي يصدرها الطبيب الشرعي ومحاضر الشرطة وشهادة الوفاة، وتقارير قاضي التحقيق، وكذلك البينة الشخصية أو شاهد العيان الذي رأى واقعة القتل وكيفية حدوثها وفاعلها إن أمكن.

في سورية

< ماذا عن عملك في سورية قبل حضورك إلى الكويت؟

- كنت محققا ثم محاميا ثم عملت قاضيا عند النظام، وقد وافقوا على عملي إنا وغيري مع علمهم بتوجهاتي والتزامي الديني من باب تجميل صورة النظام. لكنني كنت مستقلا في كل قراراتي وأحكامي وهو ما سبب إزعاجا كبيرا لهم – أصدرت مذكرات ضبط وإحضار لشخصيات مهمة وكبيرة للحضور أمامي للتحقيق مثل ضابط امن ارتباط القصر اللواء فاروق الموصلي – الذي يعمل الآن مديرا لإدارة المرور في دمشق – وذلك بتهمة إساءة استعمال السلطة وعدم تنفيذ قرار قضائي وإخلال بمهامه، وكذلك العميد خليل خالد مدير مكتب رئيس المخابرات السورية اصف شوكت وقد أزعجهم ذلك حتى طلبني مدير إدارة القضاء وراجعني وراح يهول من طلبي لمثل هؤلاء القادة والضباط، فقلت له: هل نحن قضاة أم موظفون! فسكت ولم يرد. والحقيقة أن القاضي لابد أن يشعر بأنه اكبر من أي موظف أو سلطة حتى يصدر أحكامه العادلة باطمئنان.

وقد أصدرت مذكرة ضبط وإحضار لابن النائب العام السوري وعدد من الشبيحة عندما اختطفوا امرأة من حمص واغتصبوها اغتصابا جماعيا في طرطوس، ولم يستطع أحد أو جهاز في سورية أن ينفذ مذكرتي القانونية .. فمن يستطيع أن يوقف ابن مخلوف أو الأسد أو غيره. وقد رفضت سحب المذكرة عندما طلب النائب العام مني ذلك وصارت مشاحنة كبيرة تقدمت على إثرها باستقالتي.

قضاء غير مستقل

< النظام يتحدث عن القضاء المستقل في سورية فما رأيك؟

- القضاء في سورية ليس مستقلا، والقضاة موظفون يأتمرون بأوامر من أجهزة المخابرات والأمن، والبنية الأساسية للقضاء تؤكد ذلك. فمجلس القضاء الأعلى يرأسه رئيس الجمهورية وينوب عنه وزير العدل وهذا إشكال كبير يعرفه القضاة جيدا، لان السلطة التنفيذية هي التي تتحكم في السلطة القضائية عندئذ، كما أنه إخلال كبير باستقلال السلطة القضائية والفصل بين السلطات القائم على استقلالية كل سلطة.

كما أن رئيس الدولة في سورية هو الذي يقوم بالتشريع لأنه لا استقلالية لمجلس الشعب. فرئيس الدولة هو الذي يمارس كل السلطات. انه «الديكتاتور الأكبر» الذي يملك جميع السلطات في يده.

وقد استقلت من القضاء في سورية عام 2005، وبعدها بعشرين يوما جئت إلى الكويت بكارت زيارة وتقدمت إلى وزارة العدل الكويتية وقبل طلبي فورا، وعملت مستشارا بها.

القصد أن بشار الأسد يتحدث عن انتخابات حرة ونزيهة ستجرى في سورية وبإشراف قضائي، والحقيقة أن ذلك لا يمكن أن يحدث لان القضاء السوري غير مستقل .. فكيف سيمارس القضاة استقلالية على صناديق الاقتراع، ببساطة أجهزة الاستخبارات والأمن ستزور الانتخابات، وسيكون القضاة حينئذ شهود زور بل إن الهوية السياسية للقضاة أفقدت العملية كلها نزاهتها. ففي سورية لا يعين الشخص قاضيا إلا إذا كان بعثيا .. وبالتالي كيف سيكون محايدا مع المرشحين الذين تتنوع أطيافهم السياسية.

أنا اعرف أن وزير العدل السوري الحالي رجل نزيه وشريف، لكن النظام يستخدمه بشكل سيئ جدا، فأجهزة المخابرات تصدر أوامر الاعتقال ويوقع عليها وزير العدل أو المحامي العام دون معرفة التهمة أو المتهم أو القيام بأي تحقيقات بل إنهم أدخلوا «عناصر المخابرات» في كل أجهزة التحقيق العدلي.

< كيف تتم التحقيقات مع المتهمين في سورية؟

- درسنا أساليب التحقيق في مدارس عدة كالألمانية والفرنسية وغيرهما، لكن في سورية يؤتي بالشخص وينهال عليه المحقق بأقذع أنواع السباب والشتائم ويضرب فورا على قفاه بشكل متواصل وموجع هكذا يبدأ التحقيق بدون جمع معلومات عن الشخص المحقق معه، أو كرامته الإنسانية. إنها نفس أساليب الدولة البوليسية التي تعلمها حافظ الأسد من جمال عبد الناصر. إلا أن الله حفظ لمصر استقلالية قضائها في أحلك الظروف وأسوأ أنواع الاستبداد التي كان يمارسها للمواطن في مصر.

< لماذا أعلنت أنت وشقيقاك عمار وحسام الواوي الانشقاق على النظام السوري الآن؟

- نحن ننتمي إلى أسرة ريفية من ريف حماة، وبفضل الله فلهذه الأسرة تاريخ نضالي طويل. فالجد شبيب كان ضمن السرايا التي شكلت لقتال الفرنسيين الذين احتلوا سورية. جدي كان يضع يدي على رقبته ويجعلني أتحسس الرصاص أو الخرطوش الذي دخل جسده ولم يخرج وكذلك أبي – رحمه الله – كان فيه هذه النخوة الوطنية. وبالتالي فنحن ورثنا حب الوطن والدفاع عنه من أجدادنا وآبائنا. أما لماذا انشققنا الآن فلان النظام لم يبق أحدا على الحياد.

نحن كنا في النظام ونعمل معه ولكن الآن افترق الحق عن الباطل واتضح الأمر. ولا يمكن لأحد يحمل ذرة من ضمير أن يقف في صف القتلة ويقتل شعبه. أخي حسام الذي كان يعمل بالأمن الجنائي بالداخلية السورية قال أنا لا أستطيع أن احصل على راتبي ممزوجا بدماء إخواني، وكذلك شقيقي الرقيب أول مصعب والنقيب عمار الثلاثة اتخذوا هذا القرار، وأنا كتب قد اتخذت قرار الافتراق عن النظام من قبل ولكن بشكل أقل حدة فقد استقلت من القضاء السوري عام 2005 قبل أن تندلع أي ثورة أو انتفاضة.

وكان ذلك بسبب عدم استقلال القضاء والظلم الذي كنت أراه بعيني، لكن لم يستمع إلي احد عندما كنت أتحدث عن الفساد المستشري في القضاء، وعن سيطرة الاستخبارات على كل أجهزة القضاء والقضاة.

المهم استقلت وبعدها مباشرة جئت إلى الكويت.

< ماذا عن تجربتك في الكويت؟

- الحقيقة أنني منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى الكويت عوملت معاملة طيبة جدا، ووجدت تعاطفاً كبيرا من أهالي الكويت كوني قاضيا سوريا كان من الممكن أن تفتح له نوافذ الذهب في بلده.

استدنت بعد استقالتي من القضاء 300 دينار وحوالي 50 ألف ليرة سورية، وجئت بكارت زيارة إلى الكويت واشتركت في مسابقة كانت وزارة العدل الكويتية تطلب فيها مستشارين، وحصلت على المركز الأول وعينت فورا بمجرد المقابلة مع وزير العدل في السجلات العقارية وسندات السحب والوكالات العقارية والتوثيق أو مكاتب كتاب العدل.

إصلاحات

< لنعد إلى سورية مؤقتا: بصفتك قاضياً مار أيك في الإصلاحات التشريعية والقانونية التي يتحدث عنها النظام في سورية للخروج من الأزمة الحالية؟

- تصوري أن الإصلاح في سورية غير ممكن، فنحن في حالة ثورة وتغيير جذري الإصلاحات مستحيلة لأنه على مدى 40 سنة افسد الرئيس الراحل حافظ الأسد كل شيء: افسد الداخلية والقضاء والأمن والتعليم، هل تتصور أن رئيس الدولة يطلب من المحافظ كتابة تقرير عن المخابرات، ويطلب من المخابرات كتابة تقرير في المحافظ، ويأمر مدراء الفروع بالاستخبارات أن يكتبوا تقارير بالوزراء.. وهكذا على كل المستويات في الدولة.

حول الشعب السوري كله إلى «مخبرين» على بعضهم البعض هناك قوانين في سورية جيدة، كقانون الإدارة المحلية على سبيل المثال، لكنها معطلة تماما ومفرغة من مضمونها فالنظام عمليا هو المشكلة وهو غير قابل للإصلاح. بشار تسلم الحكم منذ 11 سنة وكنا نتوقع منه الإصلاح لكنه طوال هذه السنوات صار على درب ابيه وأكمل مسيرة إفساد سورية بل تفوق على ابيه عندما زواج بين السياسة والمال ولذلك أقول إن المشكلة ليس في القوانين ولكن في النظام الفاسد الذي سيطبقها. فمثلا تم إلغاء قانون الطوارئ رسميا لكن مازال مطبقا عمليا في الإجراءات الاستثنائية التي تعيشها سورية في كل لحظة ، وفي هؤلاء الضحايا السوريين الذين يقتلون في الشوارع ماهو الأساس القانوني لقتل السوريين الآن في الشوارع.

عصابات مسلحة

< هناك تبرير رسمي من النظام بأنه يقاوم «العصابات المسلحة»؟

- هذا غير صحيح فحافظ الأسد فرغ سورية تماما من أي سلاح والذي يحمل السلاح الآن هو العصابات التي شلكها النظام الذي شكل مايسمى بـ «اللجان الشعبية». ويشكل «الزبالون» الذين يكنسون الشوارع العصب الرئيس لهذه اللجان الشعبية التي تقتل الشعب السوري، وكذلك بعض العاطلين عن العمل، و «المسجلون خطر الذين أطلقوا سراحهم من السجون وتجار المخدرات يعملون أيضا «شبيحة» وعصابات يقتلون الناس فكيف يمكن الحديث عن إصلاحات يقوم بها نظام يقتل شعبه بهذه القسوة وبهذا الشكل الممنهج! أوكد لاتوجد أي عصابات مسلحة في سورية إلا التي شكلها النظام بمعرفته هو وهي التي تقتل السوريين كما نرى الآن وهي التي تستحق الإعدام لأنها شكلت عصابة حسب القانون السوري وأقولها صريحة وواضحة لو سحب النظام السوري دباباته وعساكره وشبيحته من شوارع سورية لسقط خلال 24 ساعة، حيث سيخرج السوريون بالملايين ويسقطون النظام هم يعلمون ذلك لذا يرفضون أي دعوى في هذا الإطار السوريون كانوا يطالبون بالإصلاح في بداية الثورة ولم يطلبوا إسقاط أو إعدام الرئيس لكن النظام قتلهم بوحشية واستباح أعراضهم وبيوتهم وأرواحهم فطالبوا عندئذ بإسقاطه كل القتلة الذين ذبحوا الشعب السوري مازالوا مكرمين وعلى رأس عملهم ووظائفهم.

< وماذا عما يسمى بـ «جيش سورية الحر» المنشق من الجيش؟

- بعد 7 اشهر من الثورة وما قوبلت به من قمع وقتل، بدأت الانشقاقات في الجيش والداخلية والأجهزة المأمورة بقتل الناس لقد رفض هؤلاء الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين سلميا الدستور يبيح التظاهر سلميا والذي يتظاهر – حتى بدون إذن – تعتبر جريمته مجرد مخالفة قرار إداري لا أن يذبح وتشرد أسرته ويهدم بيته. لذلك كان انشقاق هؤلاء الجنود انتصارا للقانون والدستور وشريعة الله.

< لماذا يصر النظام على وصف المتظاهرين السلميين بالعناصر أو العصابات المسلحة؟

- لأن هناك قراراً صدر عام 1964 من وزير الدفاع يقول: كل رجال الأمن والجيش معفوون من جريمة القتل إذا حصلت اشتباكات مع عناصر مسلحة، لذلك هم يصرون على هذا الوصف ظنا منهم أنه قانوني وسيعفيهم من المساءلة عن قتلهم المدنيين، فالجيش السوري الحر المنشق الذي شكل الكتائب العسكرية هو الذي يقاتل جيش النظام الآن دفاعا عن الشعب المظلوم الذي يقتل الآن، فالجندي الذي انشق عن جيش النظام بسلاحه يعلم يقينا أنه محكوم عليه بالإعدام، لكن لأنه حلف يمينا بحماية الشعب، فقد انشق برا بقسمه، والجيش السوري الحر الذي يدافع عن الشعب هو الجيش السوري الشرعي النظامي الحقيقي، وقريبا سيصدر من الجيش السوري الحر قرار بحل الجيش العربي السوري التابع للنظام، وعلى كل أفراد هذا الجيش الالتحاق بالجيش السوري الحر.

مبادرة عربية

< الجامعة العربية أطلقت مبادرة لحوار النظام مع المعارضة فكيف تراها؟

- الجامعة العربية مشكورة أطلقت هذه المبادرة وطلبت من «العصابة الحاكمة» وقف إطلاق النار وسحب الجيش مع العناصر الأمنية والشبيحة من الشوارع فهل فعل النظام ذلك! هذه العصابة التي تمارس القتل والإذلال والاغتصاب في سورية رفضت فورا دعوة الجامعة العربية للحوار وشتمت الجامعة ووزير خارجية قطر، واعتبرت أن ذلك يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية ثم قبلت بمجرد استقبال لجنة الجامعة العربية، إذن كيف نتحاور مع مجرمين لم ولن يقوموا بأي إصلاحات طوال أكثر من 40 سنة، وقتلوا شعبهم وشردوه، المجرمون يجب أن يقدموا للمحاكمة على جرائمهم ولا يجوز التحاور معهم شرعا أو قانونا لأنهم غير شرعيين، وقد اغتصبوا السلطة وقتلوا الشعب ودمروا الوطن والحوار معهم يعني إضفاء صفة الشرعية عليهم، ولذلك فليس عليهم إلا تسليم السلطة فورا إلى المجلس الوطني الذي ارتضاه الشعب، لا توجد دولة في سورية وإنما عصابات: عصابة المخابرات الجوية، عصابة أمن الدولة، عصابة الأمن العسكري.. وهكذا، ويرأس كل هذه العصابات رئيس الدولة الذي يعتمد بالأساس على طائفته وعلى عناصر الفرقة الرابعة المدرعة التي يترأسها شقيقه ماهر الأسد، وعلى المرتزقة الذين اشتراهم بالأموال، وسلحهم بالأسلحة كي يقتلوا الشعب.

لم تتراجع

< كيف تصف عملية تراجع وتيرة التظاهرات في الآونة الأخيرة؟

- لم تتراجع وتيرة التظاهرات ولكن كما علمت من لجان التنسيق أن المناطق تتبادل عملية تخفيف عبء القمع من بعضها فعندما تثور درعا تتجه آلة قمع النظام الرهيب إليها، عندئذ تثور حماة فتستدير الدبابات إلى حماة فيخف الضغط قليلا عن درعا.

وهكذا في بقية المناطق تنتقل شعلة الثورة من محافظة أو منطقة إلى أخرى استنزافا كذلك لقوة النظام، لكن الثورة انطلقت ولن تهدأ إلا بسقوط عصابة النظام ومحاربة كل أركانه، وأتصور أن هذه العصابة سقطت شرعيتها من اللحظة الأولى التي استخدمت فيها القتل والقمع ضد المتظاهرين والشعب السوري.

ولعلمك فإن عصابة السلطة في سورية ستقتل د.البوطي والمفتي حسون والزعتري وهم من علماء السلطة حتى يتهموا بها الآخرين ويشوهوا صورتهم، وهم من قتلوا ابن المفتي حسون وهؤلاء الدعاة والعلماء إذا لم يقتلوا فسيحاكمون لأنهم أعانوا القتلة والظلمة على الشعب الأعزل.

ولا تستغرب عندما يقتلوا بعض القيادات الكبيرة حتى يبرروا قمعهم للشعب السوري وكي يتماسكوا طائفيا، وهذا نذير سقوط قريب جدا للنظام، وستنهار عصابة النظام في سورية بشكل لا يتوقعه أحد.

السوريون في الكويت

< هل تتواصل مع السوريين في الكويت؟

- السوريون في الكويت يصل عددهم إلى نحو 120 ألفا، وأتصور أن 110 آلاف منهم يعملون مع الثورة في سورية على كل الجبهات، بداية من تويتر، وفيسبوك، والصحافة والإعلام والفضائيات، وحتى التعاون مع المجلس الوطني والتنسيقيات في الداخل، هذه العصابة جعلت كل السوريين في خندق واحد، ونحن الآن في الكويت وخارج الكويت نتقابل ونجتمع ونتحدث بعد أن كنا نخاف مجرد أن نتحدث أمام بعضنا البعض، كما أنني عضو في اللجنة القانونية لنصرة الشعب السوري بالكويت مع الدكتور وليد الطبطبائي، ود.شافي العجمي، ود.عادل الدمخي.

< هل تعتقد أن هناك نشاطا استخباراتيا سورياً في الكويت؟

- حقيقة لم أتعرض شخصيا لمثل هذا الأمر، وأعتقد أن أعضاء السفارة السورية يخطبون ود السوريين في الكويت كي يستميلوهم إلى تأييد النظام، هي سياسة معروفة بالاستقطاب أو الإرضاء، والحقيقة أنهم يعلمون بأنشطتنا وعلى الرغم من هذا لم يسألني أحد عن رأيي أو هذه الأنشطة لأنهم لا يريدون إحداث مشكلة مع الكويت التي يؤيد شعبها وبرلمانها وحكومتها نضال الشعب السوري ضد العصابة الحاكمة.

والسفير السوري في الكويت اللواء بسام عبد المجيد كان وزيرا للداخلية في سورية، وأنا أعرفه جيدا، وقد التقيته في السفارة ونصحته بالانضمام إلى الثورة فكان رده «نحن مع الحوار وهناك أخطاء ارتكبتها الدولة وتقوم الآن بتصحيحها ويجب أن يُعطى النظام فرصته من أجل الإصلاح».

وعموما سأنشر نص المقابلة معه في وقت لاحق لكنني أعلم أن السفير السوري ينتمي إلى القومية الشركسية القليلة العدد، وأظن أنه يخشى أن انضم إلى الثورة أن ينكل بأهله وأعضاء قوميته.

وقد أنشئت رابطة الخليج لمناصرة الشعب السوري وانبثقت عنها اللجان السياسية والبرلمانية والحقوقية والإغاثية ولذلك أشكر أعضاء هذه اللجان، وأعضاء مجلس الأمة، الذين ناصروا شعبنا في سورية وأوجه التحية إلى دولة الكويت كلها التي احتضنت السوريين وناصرت الشعب السوري بكل الوسائل. وحقيقة أننا نخجل من علماء الكويت وبرلمانييها ورجالاتها لأنهم قدموا للشعب السوري أكثر مما قدمناه نحن السوريون وقبلنا، حيث حملوا راية الثورة السورية، وان شاء الله يتطور الموقف الخليجي أكثر لصالح قضيتنا.

< هناك تخوف شديد من أن يؤدي سقوط النظام إلى تفشي الطائفية في سورية؟

- الطائفية لم تكن موجودة في سورية من قبل لكنها وجدت مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة كانت كل الطوائف السورية تتعايش مع بعضها ولا تفرقة بين سني أو نصيري أو مسيحي أو درزي أو أي مكون آخر من المكونات السورية. ومع أن السنة هم الغالبية فإنهم لم يمارسوا طوال التاريخ أي نوع من الطائفية على إخوانهم من الطوائف الأخرى وعاشوا معهم في محبة وسلام . فالسوريون كلهم أحبوا سلطان باشا الأطرش (الدرزي) وفارس الخوري (المسيحي) وصالح العلي العلوي الذي يعد أحد أبطال سورية. لكن عندما وصل حافظ الأسد إلى السلطة جند الطائفة التي ينتمي إليها لخدمة مصالحه. وجعل الغالبية منهم «عيونا» على بقية السوريين الوطنيين في سورية ورفع هذه الطائفة (العلوية) فوق رؤوس الناس.

فالشاب السوري عندما يذهب إلى الحربية مثلا يواجه بفرز طائفي. فالأولوية تكون لأبناء اللاذقية التي تضم الطائفة العلوية، ثم طرطوس، وفي آخر القائمة تجيء حلب وحماة وإدلب. فعصابة السلطة هم من زرعوا الطائفية وخلقها ومارسوها في كل مفاصل الدولة السورية. أما نحن (السنة) فيرمى لنا فتات الوظائف. وأنا سمعت الشرفاء من العلويين يقولون بأن حافظ الأسد هو الذي خلق الطائفية بينهم وبين السنة، وانه بذلك سيؤدي إلى مشاكل كبيرة بينهم وبين إخوانهم السنة.

وقد سعى حافظ الأسد إلى استقطاب الأقليات الأخرى إلى نظامه كي يشكل أغلبية في مواجهة الأغلبية السنية، لكنه لم ينجح، وحتى لو نجح فإنهم جميعا لا يشكلون أكثر من %15 من مكونات الشعب السوري.

والآن يعزف بشار الأسد على نفس النغمة الطائفية وأرجو ألا ينجح في ذلك. وإني بكل الحب والمودة والأخوة  أنصح إخواننا العلويين والدروز والمسيحيين والإسماعيلية وغيرهم بالمسارعة إلى الانضمام للشعب السوري حتى لا يفوتهم قطار الثورة الذي أوشك على الوصول إلى محطته الأخيرة وهي محطة الحرية والديمقراطية، ونحن في كل الأحوال سنحمي إخوتنا من بقية مكونات الشعب السوري. وأطمئن إخوتنا المسيحيين بشكل خاص لكني اسألهم لماذا لا أجد سوى هيثم سارة وميشيل كيلو وبعض المسيحيين يشاركون في الثورة. أين بقية الوطنيين المسيحيين وكذلك العلويين والدروز والشركس.

< متى زرت سورية آخر مرة؟

- منذ ثلاث سنوات فبصفتي قاضيا احتاج إلى موافقة رسمية للسفر لكنني عندما طلبت الإذن قبل سفري بثلاثة أيام فوجئت بأحد الأصدقاء العاملين في الأمن يطالبني بالسفر من سورية في نفس اليوم، لان الضباط المسؤولين عن إذن السفر طائفيون ولن يوافقوا على سفرك أبدا فخرجت من سورية فورا ولم اعد إليها منذ ذلك الحين أي منذ 3 سنوات ولا أستطيع العودة، أولا لأنني خرجت من سورية بدون إذن امني وثانيا لمشاركتي في الثورة السورية المباركة التي انحزنا إليها أنا وأسرتي جميعا.

أنا وأولادي

< أولادك معك في الكويت؟

- نعم عندي 4 أولاد أكبرهم بنت في الصف السابع وولد في الصف الرابع وابنة في الأول وابنة عمرها سنتان.

< هل تخشى على نفسك وأسرتك؟

- أنا لا أخشى إلا الله. ثم إنني في الكويت بين أهلي أنعم بالأمان. المشكلة الحقيقية هم لإخواننا وأخواتنا في سورية فالعصابة الحاكمة عندما لا تجد الشخص الذي تبحث عنه تقبض على أبيه وأمه وأخته وأخيه ويعذبون ويقتلون. لذلك فإن هذا النظام الفاسد ليس مدانا فقط سياسيا، ولكنه مدان جنائيا وطبقا للقوانين السورية التي يدعون تطبيقها. وأقول للشعب السوري البطل إن ثورتكم مباركة وتدعو إلى الحق وتطبقون فيها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «تحكمون من حكام يقولون ما لا يفعلون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس بعد ذلك من الإيمان شيء» أو كما قال، فقمة الإيمان جهاد هذه السلطة الباغية القاتلة التي قتلت الشجر والحجر، وقتلت الحمير أيضا. لماذا يقتل بشار الحمير! لا أدري!

السلك القضائي

< هل هناك اتصالات بينك وبين زملائك في السلك القضائي في سورية؟

- ليس هناك اتصالات بيني وبينهم، لكنني أطالب كل من يحمل ذرة واحدة منهم من عقل أو ضمير أو إيمان أن يترك هذه السلطة القاتلة فورا، وان ينحاز إلى الشعب.

ورسالتي للعصابة الحاكمة في سورية بان تسلم السلطة للمجلس الوطني فورا، وان تجرى انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي وليس بإشراف القضاء في سورية لأنه غير مستقل ومنحاز، وإلا فالفوضى تنتظر الجميع.

التدخل الأجنبي

< انتم متهمون بالدعوة إلى التدخل الأجنبي في سورية فما رأيك؟

- نحن نرفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري، لكننا نريد حماية الشعب من القتل، ووقف حمام الدماء بكل الطرق بما في ذلك الحماية الدولية والغطاء الجوي والمنطقة العازلة، وإمداد الجيش السوري الحر السلاح لان السلطة لا يمكن أن تسقط إلا بالسلاح، وأي معارضة لا تتبنى هذا النهج فهي ساقطة لان الشعب هو الذي يأكل العصي وهي تعد فقط وتتفرج.

حزب العمال

الرئيس التركي عبد الله جول قال تعليقا على هجمات حزب العمال الكردستاني بأنه كلما اتخذت تركيا موقفا جيدا أصابها ما أصابها فهل ترى ارتباطاً بين الموقف التركي المعارض للنظام السوري والهجمات الأخيرة؟

- نعم هناك ارتباطاً بين هجمات حزب العمال الكردستاني على الأرض وبين المواقف التي اتخذتها أنقرة ضد النظام السوري وسأكشف لك بعض الإسرار المهمة.

فقد اعترف الشبيح الإعلامي شريف شحادة على القنوات الفضائية بان هناك أحزابا داخل تركيا «سورية شغالة عليها» وسنقوم بعملها في الوقت المناسب.

وأنا أعلم شخصيا أن حزب العمال الكردستاني كانت سورية تحتضنه وكان عناصره يتلقون التدريب في حقل «طيبة» العسكري في مدينة بعلبك تحت إشراف المخابرات السورية وحزب الله.

وقد كنت مرة في زيارة لأحد الضباط برتبة لواء في الأركان السورية فحضر شخص يرتدي اللباس المدني وسلم اللواء ورقة مطوية قرأها تم اتصل برئيس الأركان وقتها علي أصلان وقال له سيدي: عمليات حزب العمال تمت بإحكام ودقة داخل تركيا، وسأفصح عن اسم اللواء لاحقا.

وقد وصلتني معلومة من قبل وزير سوري سابق لتحذير الحكومة التركية من عمليات ستقوم بها عصابة السلطة في سورية عن طريق حزب العمال الكردستاني في تركيا، وحملت هذه المعلومة احد الدعاة الكويتيين الذين كانوا يزورون تركيا لتوصيلها إلى المسؤولين، هناك، وبعد ذلك بخمسة أيام استهدف موكب أردوغان بالقنابل لكنه لم يكن موجودا في مكان الهجمات.

العراق

< هل هناك أسرار أخرى تريد كشفها؟

- فيما يتعلق بالعراق فالنظام في سورية ومنذ عام 2003 يرسل بمعرفة ضباط المخابرات أشخاصا في سورية للقيام بعملية تفجيرات واغتيالات في قلب العراق، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وزع الفتنة بين العراقيين وأعرف شخصيا احد الضباط في إدارة المخابرات العامة (امن الدولة) يشرف على تلك العمليات وهو المقدم رضا عمر.

وبشكل عام فإنني أضع نفسي وخبرتي القانونية رهن إشارة أي محفل قانوني دولي أو إقليمي لكشف جرائم عصابة السلطة في سورية ومن اجل ثورتنا المباركة.

إعدام ولكن

< ما تتحدث عنه من «أسرار عسكرية» اعتقد بأنها تعرضك للإعدام في سورية؟

- أنا أؤيد مبدئيا المجلس الوطني السوري الذي أيده الشعب السوري وان ولائي الأول والأخير لهذا المجلس الذي اعتبره الممثل الشرعي الوحيد لكل السوريين.

كذلك فإنني أرى أن «الجيش السوري الحر» هو الجيش الشرعي في البلاد الذي يدافع عن الشعب والوطن.

وهذه المعلومات التي أدليت بها بالفعل تعرضني لعقوبات النظام وأنا اعرف ذلك، لكنني انحاز إلى الشعب المقهور المذبوح واقف في وجه هذه العصابة التي دمرت البلاد.

وفي هذا المجال اطلب حق اللجوء السياسي أولا من دولة قطر وثانيا من تركيا وثالثا من السعودية، ورابعا من المجلس الوطني في ليبيا. وأي دولة تقبل بمنحي اللجوء السياسي سوف التجئ إليها لأكمل مسيرتي مع الثورة ولنصرة الشعب.

< كنت أتوقع أن تطلب اللجوء السياسي إلى الكويت التي تقيم فيها؟

- الحقيقة إنني أحب الكويت واحترمها واعترف أن الأيام والسنين التي قضيتها في الكويت أفضل من أيامي التي قضيتها في سورية وأنا اشعر في الكويت بأنني أعيش وسط أهلي، وقد حباني الكويتيون بحبهم وحضنهم وقدموا إلي كل أنواع الدعم، ووظفوني وكأني كويتي ولمحبتي الكبيرة للكويت لا أريد أن أشكل عبئا أو حرجا لأحبائي في الكويت والذي أحبه وأتمناه أن اطلب اللجوء إلى الكويت وأن أبقى فيها لكن رفعا للحرج عن الكويت لم أطلب وأتمنى أن تقبلني الكويت لاجئا إذا لم يشكل ذلك حرجا عليها.