مع الدكتور حسان نجار

محاوره مع رموز الوطن

من أجل فهمٍ أفضل لسوريا الغد

مع الدكتور حسان نجار

الرئيس السابق لإتحاد الأطباء العرب في أوروبا

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

نذّكر القراء الأفاضل بأننا أجرينا أربع محاورات حتى الآن مع اربع شخصيات من رموز الوطن :الأولى مع الدكتوره أميمه أحمد من الجزائر وتمثل رمزاً قومياً , والثانيه مع الأستاذ إبراهيم درويش ويمثل رمزاً وطنياً كردياً, والثالثه مع الأستاذ علي صدر الدين البيانوني ويمثل الرمز الوطني لجماعة الإخوان المسلمين, والرابعه موضوع محاورة اليوم مع الدكتور حسان نجار ويمثل رمزاً وطنياً في مجال الإغاثه وحقوق الإنسان.

المحاوره الخامسه  أعزائي القراء ستكون مع رمز من رموز الوطن هو الدكتور هيثم مناع له نشاط  معروف ومتميز في المنظمات غير الحكومية ولم ينتسب لأي حزب سياسي.

...فتابعونا

 من هو الدكتور حسان نجار؟ : ولدت عام 1935 في مدينة حلب ، حصلت على الدكتوراه في الطب من مدينة استانبول عام 1959 ، والاختصاص في الجراحة العامة عام 1965 عملت في المغرب العربي رئيسا لاحدى المشافي الجراحية قرب مدينة مراكش حتى عام 1970. أسست مع عدد من الزملاء مستشفى حلب التخصصي عام 1970 .عدت ثانية الى ألمانيا بعد خروجي من المعتقل مباشرة. أسست عام 1983 مع مجموعة من الزملاء اتحاد الأطباء العرب في أوروبا وانتخبت رئيسا له لعدة مرات حيث استقلت بعدها عام 2009 .افتتحت عيادة بجانب مدينة شتوتجارت لمدة 22 عاما وفي الوقت نفسه حصلت على اختصاص في الطب الداخلي مع طب الأسرة أعمل الآن في النشاط الاغاثي والطبي لدعم شعبي السوري الحبيب وانقاذه من براثن الطغاة 

***

 أرجو التفضل بإعطاء القارئ الكريم نبذه عن نشاطكم الإنساني والإغاثي  في الدول المنكوبه من خلال ممارستكم لمهنتكم ونشاطكم؟

الجواب

بحكم ترؤسي لاتحاد الأطباء العرب في أوروبا من عام 1983 وحتى 2009 ، كانت مهمتنا هو الدعم الاغاثي والطبي في العالم العربي والاسلامي . وأول عمل قمنا به كان لشعب أفغانستان حيث ساعدنا شباب الثورة ضد الغزو السوفييتي ، وقد سافرت الى مدينة بيشاور حاملا معي عدة أطنان من الأدوية وحليب الأطفال  وفي البوسنة أرسلنا طاقما طبيا الى سيراييفو لاجراء العمل الجراحي ومعالجة المرضى ، كما سافرت الى مدينة بيهاج في البوسنة حيث قدمنا للأطباء وجهاز التمريض رواتب شهرين ، بعد أن بدأت الهجرة الى ألمانيا  بسبب انقطاع الرواتب عنهم  وبذلك أمنا بقاءهم في مستشفى بيهاج. وقس على ذلك حرب كوسوفو ودعم المجاهدين ( أوجيكا ) ، وقد يسرت وزارة الدفاع الألماني سفري الى تيرانا حاملا معي خمسة أطنان من الأدوية ومرافقة عدد من الزملاء ، وقس على ذلك سيراليون وغيرها من الدول المنكوبة ، أما فلسطين وغزة المجاهدة فكان لها منا النصيب الأوفر من التواصل والدعم الاغاثي والطبي

من خلال خبرتكم في المجال الإنساني كيف تقيمون حجم الكارثه الإنسانيه التي سببها النظام للشعب السوري؟

الجواب

الأوضاع الإنسانيه داخل سوريا تتفاقم مع إذدياد الهجمه الإجراميه لقوات النظام داخل المدن والقرى كان آخرها الهجوم على حماة ودير الزور والبوكمال ودرعا وحمص. الا يستدعي ذلك عقد إجتماع طارئ للمنظمات الإنسانيه العربيه على وجه الخصوص لوضع خطة طوارئ لمساعدة الشعب السوري مادياَ وصحياً؟

زرتم مؤخراً مخيمات المهجرين المتواجدين في جنوب تركيا,كيف تقيمون الوضع النفسي والصحي والمالي للمهجرين السوريين؟

الجواب

عدت من رحلتي الى انطاكية قبل خمسة أيام ، وقد عشت المآسي التي يعيشها مايزيد عن الأحد عشر ألف مهاجر منتشرين بين المخيمات الخمسة والقرى التركية والشريط الحدودي .وهي تعبر وبكل معنى الكلمة عما يحدث في الداخل ، وقد كنا ثلاثة أطباء من فرانسا والسعودية وألمانيا ، وأعتقد أننا استطعنا وخلال هذه المدة القصيرة سد بعض الثغرات رغم وجود العديد من الجمعيات الخيرية والانسانية ، الى جانب عددا كبير من الشباب المهاجر الذين يقوم بدعم جيد للمهجرين . ان أكبر مساعدة تأتي من الهلال الأحمر والجمعية التركية الخيرية ( أ. ه. ه. ) وهي وجبات الطعام والألبسة,

وطبعا فرغم المساعدات فان الوضع النفسي وحتى الصحي متدهور ، وخاصة بالنسبة لعشرات الجرحى ذوي الاصابات الخطيرة والعشرات من الحوامل ومئات الأطفال ، لقد كان همي الأكبر هو رعاية الجرحى المصابين والأطفال وتوزيع بعض الأموال على العوائل والألعاب على الأطفال والجلابيت على النساء وخاصة بمناسبة رمضان المبارك.

 هل تسمح الحكومه التركيه للمهجرين بالتنقل خارج مخيماتهم؟وهل هناك قيود على الإلتقاء بهم من جانب الصحفيين ومنظمات إغاثيه عربيه ودوليه؟

الجواب

لايمكن أن أخفي بأن الأوضاع الأمنية هي في غاية التعقيد ، فالأخوة المهجرين يرغبون مزيدا من الحرية في التنقل خارج المخيمات والتكلم مع الأصدقاء والصحافة .. ولكن الحكومة التركية وبحق تخشى الاندساس من مخبرين سوريين همهم اثارة الفتنة ضد الحكومة التركية ، حتى أن البعض دعا الى مظاهرات ضمن المخيمات ضد مايعتقدونه أنها معاملة غير مقبولة من طرف المسؤولين الأتراك ، وقد قبضت المخابرات التركية على بعض السوريين لاعتقادهم بالتجسس ، واعطاء المعلومات للنظام السوري ، وحتى التهمة لبعضهم في محاولة تفجير بعض الخيم ، والدعوة الى حمل السلاح ضد النظام السوري، وبالتالي لاعطاء الحجة لهذا النظام أمام العالم أن المظاهرات ليست سلمية كما يدعي المتظاهرون.

 هل هناك رغبه عند بعض المهجرين  بالعوده إلى بيوتهم رغم  تمركز الجيش والدبابات والأمن في قراهم وبلداتهم؟

الجواب

لأاشك أن القلة وخاصة أصحاب العائلات الكبيرة ( لدى بعض العائلات عشرة أطفال أو يزيد ) يفكرون في العودة ، ولكن يعلمون استحالة الأمر ، رغم وجود البعض ( من المندسين ؟ ) يحاول اغراءهم بأن الأوضاع في مدنهم أو قراهم هادئة.وخلال مدة اقامتي لم نسمع بعودة البعض الى سوريا.

هل لكم ان تعطوا القارئ الكريم مثالاً لحاله مؤلمه صادفتموها أثناء زيارتكم الأخيره لمخيمات المهجرين وأثرت فيكم تأثيراَ عميقاً؟

الجواب

في الحقيقة هناك عشرات الحالات التي تعطي انطباعا أن النظام يريد أن يقتل أو يترك العاهات لمن لم يستشهد ، وتحضرني حالة شاب أصيب بكسور متفتتة وساقه الأيسر ، وكنت أرافقه الى مستشفى الدولة ، وقد تكلمت مع مساعد مدير المستشفى وهو أخصائي في الجراحة العظمية ، وكان مقتنعا أن بتر الساق لابد منه ، واستعطت أن أرافقه الى مستشفى ( دفنة ) التخصصي ، الذي أكد لي امكان اجراء العملية مع المحافظه عليها  ، والبارحة أخبرني أحد الشباب أن العملية أجريت بنجاح ، وهذا الشاب مصاب أيضا بشلل في ذراعه الأيسر نتيجة طلق ناري سبب له قطع العصب الكتفي ، واتفقت مع الجراح أن يرسل المصاب الى مستشفى تخصصي آخر في أنقرة لاجراء تطعيم للعصب .وهذه الحالة من عشرات الاصابات الكبيرة والتي تحتاج الى متابع ، لذا أوجه ندائي الى أهل الخير للدعوة الى التبرع ، وسأسافر باذن الله ثانية الى انطاكية لاتمام عملي الانساني,

 تم عقد عدة لقاءات بين أطياف المعارضه, ماهو تقييمكم لها؟

 الجواب

ان الأوضاع الانسانية القاسية والمآسي التي يتحملها شعبنا المناضل المجاهد فاقت كل التصورات . واني أدعو أهل الهمة والنخوة والشباب الى توحيد الصفوف والتنسيق الذي لايزال حبراعلى ورق ، فالوقت يداهمنا ، ومع أن الاجتماعات السابقة كانت ضرورية وتحصيل حاصل بعد قرابة نصف قرن بسبب  تبعثر المعارضة ، الا أن الوقت قد حان لرأب الصدع والى لقاء لجميع المعارضة والمنظمات الانسانية للخروج بمكتب تنسيقي يمثل جميع الأطياف ويعبر عن رأي الشباب الثوار، وبقدر ماكان لقاء المعارضة في استانبول بتاريخ 16 / 7 2011 ليس على المستوى المطلوب ، لكن الاجتماع الذي حصل من تاريخ 27 – 30 /7  / 2011 يعبر عن تطلعات وآمال شعبنا الحبيب .اننا وبحمد على أبواب قاب قوسين أو أدنى من الحاق الهزيمة بالنظام وأتباعه .

 فكرة تشكيل حكومة ظل لم تلقَ تأييداً في الوقت الحاضر,ولكن الا تعتقد ان إجماع رموز المعارضه على تعيين منسق عام للشؤون الإنسانيه والإغاثه ,إضافة إلى تعيين ناطق رسمي  بإسم المعارضه للإتصال بالجهات الدوليه صار أمراً مطلوباً؟

الجواب

كما سيق وأن أشرت فإن رموز المعارضة في الداخل والخارج عليها انتخاب مكتب تنسيقي يضع خطة للطوارئ تضم الأمور الهامة والكتب التسيقي ينتخب ممثلا عاما أمام العام الخارجي ، وأيضا تعيين مجموعه للمسارات التالي : المسار الاعلامي ، المسار السياسي ، المسار الحقوقي والمسار الخيري والاغاثي.

إذا طُلب منكم ترشيح ثلاث شخصيات لقيادة العملية الإنتقالية, مبتدئين بالأكثر قبولاً لديكم إلى الأقل قبولاً. فمن ترشحون؟

الجواب

ان الاجابة على هذا السؤال صعب ، لأني لست في موقف يؤهلني الى ترشيح شخصيات قيادية ، وان كانت هذه الفكرة قد بادرتني كثيرا ، ولكن لكل حادث حديث وتوقيت خاص.

هل تعتقدون أن سورية مهددة بحرب طائفية ؟ ومن المستفيد من تأجيج الاقتتال الأهلي ؟

الجواب

لقد حاول النظام أن يشعل نار الفتنة ، ولكن خاب ظنه ، فمنذ أشهر وحتى هذه اللحظة فان النداء الوحيد للشباب الثائرهو الحرية للشعب السوري

والكل يعلم أن زعماء الجهاد أمام الاستعمار الفرنسي كان تحت لواء سلطان باشا الأطرش الدرزي وصالح العلي العلوي وابراهيم هنانوالسني

الشعب السوري متعطش للحرية بكل أطيافه مهما حاول الدخلاء وعملاء النظام .

هل لديكم فكره او نقطه هامه لم ترد في الأسئله وتودون طرحها

الجواب

لقد أرسلت البارحة رسالتين لكل من رئيس الجمهورية ( وولف ) ورئيسة الوزراء ( ميركل ) ، ذكرت   لهما النداء الرائع الموجه للجميع ( صمتكم يقتلنا ) ورجوتهما أن يقطعا هذا الصمت ويطالبا النظام البائد بالتنحي ، وتقديمه أمام المحاكم الجنائية . وهذا النداء هو أيضا للصامتين والخائفين والمتفرجين من بقية شعبنا ، انضموا الى الثورة والا لاوجود لكم بعد النصر المحقق باذن الله

(وقل اعملو فسيرى الله عملكم ...)

شكراً  دكتور حسان نجار راجياَ لكم التوفيق في عملكم الوطني والإنساني

مع خالص تقديري