الشاعر الكردي بدل رفو المزورى

أبحث عن المكتبات القيمة حتى ولو كانت بلاد الوقواق

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

أجرت الحوار: عزيزة رحموني/ المغرب

من هو الشاعر والمترجم المغترب في النمسا بدل رفو المزورى؟

بدل رفو، إنسان من مواليد 1960 في إحدى أزقة أحياء مدينة الموصل العراقية والتي تعد بدورها عاصمة للإمبراطورية الأشورية نينوى ومن هذه المدينة التي عشقها الفنانون والأدباء وكانت مركزا للثقافة والفن ومن أحيائها القديمة كانت انطلاقتي مع الشعر في البحث عن وجودي وألمي وجعي بين فوضى المدينة ومن محلة المشاهدة انطلقت بعنف بداية مشواري  باللغة العربية ولكن بحس كردي يعانق افاق الإنسانية  وبالرغم من صغر سني  أحببت الكتب وكنت ادخر مصروفي الأسبوعي من اجل الكتب وكلما أحسست بخناق المدينة كنت أتمشى في شارع النجفي كي استنشق الشعر والكتب ومازلت ابحث عن المكتبات القيمة حتى إن كانت في بلاد الوقواق.

ما الذي دفعك إلى الكتابة؟

الكتابة لي غذاء الروح  والفكر والقلب والوجدان . الكتابة هي الإحساس بالوجود ..أنا اكتب إذن انا موجود وأحس بوجودي وإنسانيتي  في عالم ملئ بالوحوش فالأدب هو الذي يرحل بي إلى آفاق نبيلة سامقة من البراءة  والإنسانية وينقذني من آفات الزمن والغربة الأزلية والكتابة هو الخيط الوحيد الذي يربطني بشعبي وبالإنسانية ..إذن هي حلقة تواصل بين الكاتب والكون والعالم.

ما تأثير الهجرة على الابداع؟

لكل أديب مهاجر وحتى الإنسان المبدع المغترب ،للغربة بصمات على إبداعه  و حياته ولذا نرى بان أكثر المبدعين من الأدباء والفنانين قد ودعوا الحياة في الغربة وهم في قمة إبداعاتهم، فالغربة تمنح الأديب الحرية بعدما خسر الوطن والناس ولم يبق سوى قلمه ،فلا حياة لأديب المهاجر سوى حريته وقلمه فهو يكتب لأجل الإنسان والإنسانية وكذلك مدت الغربة أفاق الاتصال  بالآداب الأخرى ونهلنا من ينابيع الآداب الاجنبية  وبذلك غدت الغربة حلقة وصل بين الأديب المهاجر والحضارات الأجنبية .

كيف تصور الوضع العربي الراهن؟

مسكين الشعب العربي ولكن الآن قد نضج الزمن والزمن لا يسمح بالدكتاتوريات أن تحيا ثانية والشعب العربي عليه أن يعيش مثل شعوب الأرض ونضج الوقت بان ترقص الحرية برفقة كل البشر  وانه زمن العيش بكرامة. ولكن للأسف لحد هذه اللحظة لم تصبح ثورات مصر وتونس عبرة للبعض وللأسف السياسي الشرقي ينظر إلى المواطن الشرقي باستصغار ولكون السياسي يشعر بالجهل والنقص

دور المثقف في مجتمعه؟

على الأديب أن يكون مرآة لمعاناة شعبه ونبراسا يضئ درب ناسه وان يكون صوتهم  وألا يكون أدبه فرشاة تنظف بدلات المسئولين ويجب أن يكون الأديب صوت المظلومين  وإلا فالتاريخ لن يرحم.

الشعر في عرفك؟

الشعر في عرفي هو الإحساس بحذافيره ،الإحساس بالإنسان والوطن والأرض  والشعر هو الانتماء أيضا،إذن الإحساس والانتماء للحبيبة الأم والأرض والإنسان في إطار وجداني إنساني ومن دون أن ينفصلا .

ان لم تكن شاعر ما تحب أن تكون ؟

احب ان اكون شجرة كبيرة داخل فصل قيم ومن كتاب نير في بلد حر وطليق وبذلك أكون قد أردت ما أبغيه.

مثل تحبه؟

ستظل البحار نظيفة مهما شربت الكلاب منها

س:لحظة مؤثرة  في حياتك ؟

حين أودع والدتي في آخر  يوم من رحلتي للوطن كردستان  وانظر إليها نظرة الوداع من خلال شباك السيارة  وإذا بها تنظر الى السماء وتخاطبها بان تحفظني وترعاني وتبكيني هذه اللحظات القاسية.

ما الذي يمثله الوطن  بالنسبة لك؟

تحلق العنقاء

في سماوات عناق الروح

تكثف من هيجان الاغتراب

في أوطان الشعر...

تقتنص طيور الأفق

كي تحلق صيفا

صوب أغاني ألباز الرحال

لا رياض تعانق رياحين القصيدة

في عيون  الشعراء

القبوج..الباز

صدى لثوار الجبل

لكنها ..!!

غدت  انحدارات متموجة

كراسيَ مهزوزة

بطوناً متعفنة

وأنوفا متعجرفة

لكن الراية  مازالت  ترفرف  عالية

والباز يحلق أبدا

والوطن في أعماقنا

في  محطات احتراق

الروح والجسد

أجرت الحوار: عزيزة رحموني