مع مأمون الحمصي

ملف المعارضة السورية:

مأمون الحمصي لسوبارو:

المعركة ليست بين نظام ومعارضة

بل هي بين شعب ونظام ديكتاتوري فاسد

مأمون الحمصي

ملف المعارضة السورية مع المعارض و النائب السابق في البرلمان السوري  السيد مأمون الحمصي

استمراراً للاستطلاع الذي اجريناه  في أوساط  المثقفين لاخذ ارائهم حول المعارضة السورية ننشر اليوم رد الأستاذ  مأمون الحمصي

نشرة سوبارو : هناك عدة تسميات وأشكال للمعارضة، أي منها برأيك ينطبق على المعارضة السورية؟ 

أولاً أتقدم بالشكر لموقعكم لما يقدم من جهد لنصرة الشعب السوري كما أشكر الأستاذ جوان لتجاوبه الدائم معنا

أما بالنسبة للسؤال فالمعارضة السورية بمختلف أطيافها العربية والكردية قدمت كثير من التضحيات في ظروف صعبة جداً وهي تختلف عن باقي المعارضات بسبب عدم تقديم الدعم اللازم لها من أجل تطورها و قيامها بما تتحمل من مسؤوليات جسام تجاه شعبنا المعذب  وأخذ وضعها الطبيعي في العمل السياسي على مساحة العالم ومن المؤكد هناك أخطاء كثيرة نتيجة هذا الواقع المؤلم  

نشرة سوبارو : أغلبية الشعب السوري مستاء من النظام ولا تنضم للمعارضة، فما سبل إشراك الناس واستقطاب الشارع للعملية السياسية المعارضة؟

أنت تعلم مجرد كلمة أو رأي تجلب لصحبها الويلات والجحيم فنظام يقمع بوحشية فاقت كل تصور ويرى الشعب أن الرجال الذين يواجهونه من المعارضة كيف يقمعهم ويحول حياتهم وأسرهم إلى جحيم  ناهيك عن صعوبة التواصل مع الشعب وأصبح عملهم كالذي ينحت في الصخر فلهؤلاء الأبطال ألف تحية واحترام سواء في السجن الصغير أو الكبير و الحقيقة أن المعركة ليست بين نظام ومعارضة بل هي بين شعب ونظام ديكتاتوري فاسد أجاع الناس وسلب وطن وحتى لا نطول الشرح وكما قلت من داخل سجني أن هذا النظام هو الوجه الأخر لنظام صدام حسين ونهايته ستكون واحدة بأذن الله

نشرة سوبارو :  إن كان توظيف الضغوط الدولية والرأي العام العالمي من أساسيات النشاط المعارض، فما الذي فعلته المعارضة لهذا الغرض؟ 

شرحت لك وضع المعارضة ولكن الحقيقة المؤلمة أن هذا النظام معروف بسواد صحيفته في العالم  من جرائم وفساد ليس على مستوى سوريا فحسب بل إلى العراق فلبنان وفلسطين وكثير من العالم يتبادل معه المصالح على حساب الشعوب المعذبة التي بدأت بالتعبير عن غضبها  في ثورات متلاحقة من تونس الى مصر والغليان حاصل في أم الياسمين سوريا ولو  شعر الشعب أن العالم سيتخلى عن هذا الغطاء لهذا النظام  لشاهدوا عظمة هذا الشعب

لنقف قليل عن التعامل المزدوج المفضوح من قبل الدول صاحبة القرار التي ينطبق عليها صيف وشتاء تحت سقف واحد

ثورة تونس انطلقت بعد أن طفح الكيل وحرق نفسه رجل نتيجة القهر والظلم  فسخر الإعلام في العالم لهذا الحدث وجرت الثورة وهرب الديكتاتور أما في سوريا القتل مستمر حتى بحق براعم عشرات الشباب من إخوتنا الأكراد الذين يذهبون لأداء خدمة العلم فيعودن لذو يهم بالصناديق دون رقيب أو مجيب ويتكرر المشهد والعالم صامت وكأنه بمثابة تصديق على القتل ناهيك عن السجون والتعذيب الذي لا يميز بين كبير وصغير امرأة وطفل وهذا الحال هو وصمة عار على جبين هذا العالم 

نشرة سوبارو : تبنت شرائح المعارضة النشاط السلمي، فما الفرق بين العربية والكوردية منها؟ ما هو الحل الأمثل للقضية الكوردية في سوريا برأيك، هل هو: حقوق المواطنة أو الحكم الذاتي أو الفيدرالية؟ 

المعارضة كلها متشابها ولكن تختلف بعض الشيء عن بعضها وقد وضع لها حواجز كثيرة حتى لاتتلاقى وأصبحت التركة كبيرة نشأت عن عمل مبرمج ضمن سياسة فرق تسد بين الصف الواحد وبين مختلف أطياف ومكوناتها الشعب السوري

أما عن موضوع قضية إخوتنا الأكراد ففي الحقيقة أن الديكتاتورية البعثية الأسدية أجرمت بحق الشعب السوري بأكمله لكنها في هذا الوقت تمارس أبشع أنوع القتل والبطش  في حق إخوتنا الأكراد حتى أصبحت المناطق التي يعيشون فيها هي سكنة عسكرية  مغلقة

وهنا أريد أن أؤكد أن الحل هو الحرية لنا جميعاً  ولا تبنى الحرية على الإكراه فيجب أن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات ويتحاوروا لصناعة مستقبل أفضل وكيفية هذا المستقبل لنبقى جميعاً بوطن واحد وأنا لا أقمع الآخرين من طموحاتهم وطرحاتهم ولكن نتمنى قطع الطريق على هذا النظام لترويج هذه الطروحات بقوالبه الخبيثة ويجب أن يعلم الجميع أنني سوري بكل فخر وابن مدينة دمشق مثلتها بمختلف أطيافها ومكوناتها بكل شرف وأمانة   والتي أصبح عدد إخوتنا الأكراد مايقارب المليون وأصبحنا عائلة واحدة يربطنا اللحم والدم والمصير  

نشرة سوبارو : ما السبيل برأيك لتقوية المعارضة، ومستقبل سوريا إلى أين؟

رأي أن نسمع صرخات شعب وأن نترك الخلاف السياسي والخلافات الضيقة لنتوحد جميعاً عرباً وأكراد وأشوريون وكافة أطياف الشعب السوري في الخارج  للعمل على  مخاطبة  المجتمعات التي نعيش بها من خلال نقطة أساسية هي حقوق الإنسان

وحق الشعوب بالحياة  وبشكل متطور رغم الإمكانيات المتواضعة فحين نستطيع ذلك ستختلف الأمور فأهلنا بالداخل تنشدوا عزائمهم والعالم سيتراجع عن غطاء هذا النظام المارق

أما مستقبل سوريا التي دفعة مئة ألف شهيد من أجل استقلالها  ستطرد المغتصبين وسيعود الاستقلال ليتشارك الجميع في حكم سورية الديمقراطية

شكرا لكم.