الأديب اليمني "محمد عبد الوكيل علي جازم"

مجلة أخبار الثقافة

الأديب اليمني "محمد عبد الوكيل علي جازم"

لمجلة أخبار الثقافة:

الأزمة لا تكمن في الرواية والقصيدة أو القصة، بل تكمن في الروافع المفصلية

لا أجامل عندما أقول أنه من بين الحوارات التي نعتز كثيرا بالقيام بها لمجلة أخبار الثقافة الجزائرية مع واحد من الأسماء الأدبية اليمنية المبدعة والأصيلة. محمد عبد الوكيل ليس مجرد كاتب، بل نعتبره بصدق من بين أجمل الأسماء الإبداعية اليمنية الراهنة، فهو يكتب بروحه الجميلة، يصنع نصا أدبيا يجعلك تصاب بحالة من الدهشة الجميلة، فتشعر أنك أمام متن قصصي متمكن، يعرف ماذا يفعل وماذا يقول وكيف.. في هذا اللقاء حاولنا الاقتراب من عوالمه الأديبة، لمعرفة وجهات نظره في أشياء صار مهما طرحها...

مجلة أخبار الثقافة: لو طلبت منك أن تقدم نفسك إلى قراء مجلتنا، ماذا تقول؟

محمد عبد الوكيل: من المفارقات التي قد تحدث للإنسان انه كلما شرع في تفحص مجاهل النفس راح يكتشف تمخضات جديدة للوعي . توصلك القراءة مثلا إلى علاقات متجددة مع الداخل وتوصلك الحياة أحيانا إلى الشعور بالفشل والخراب ويوصلك التأمل إلى التعرف على قيم إضافية للمحبة والجمال والمصالحة ما أريد الذهاب إليه هو إنني طالما رأيت بأنني واحد من الناس .. الناس الذين يحبون ويعشقون ويحلمون. ولدت في قرية جبلية قريبة من مدينة عدن الساحلية وتعلمت من جدي الذي كان معلما ومثقفا في العلوم الدينية والتاريخية حب القراءة والكتابة حيث أنني كنت أحاكيه وأتتبع الكتب التي يقرأها واستمع إلى أحاديثه التي تتعدى قراءة القرآن وتجويده وتفسيره وتتجاوز السيرة النبوية الشريفة إلى قراءة الشعر والأدب ،اعمل اليوم في مركز الدراسات والبحوث الذي يرأسه شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح..

مجلة أخبار الثقافة: عندما قرأت ما أتيح لي من قصصك القصيرة، وجدتني أمام تجربة سردية متميزة، مثلما بدا لي أنك مهووس بالتفاصيل داخل النص الأدبي.. ما الذي يأكل أظافرك ككاتب؟

محمد عبد الوكيل: القلق ..القلق هذا الذي يجعلك تحس، وكأنك في المنتصف كأنك بين أبويين متخاصمين.. وفي لحظة جنون احدهما يريدك إن تكون معه فيسحبك من جهة والآخر يسحبك من الجهة الأخرى وقد يصل الأمر إلى الحد الذي تتمزق فيه الأوصال والسواعد والأجنحة وتتبعثر الريش فتذروها الرياح ولا احد يلتفت إليك أو يستمع إلى وجيب قلبك.. القلق بين ان تكون أنت كما تريد وبين نسخة أخرى في ذهن الشيطان ولولا هذا البحث الدائم عن التفاصيل في الحياة والكتابة لتعدت مسألة أكل الأظافر وأصبحت أكلا لما وراء الأظافر.. بمعنى أكلا للجسد للحلم البشري حقا أشعر دائما إن الله قد رحمني وهداني إلى هذه الكتابة التي لوها لأكلت أجزاء كبيرة من جسدي..

مجلة أخبار الثقافة: هذا يقودني إلى سؤالك: كيف تكتب، كيف تتشكل عوالمك السردية؟ وهل لديك طقوس قبل وبعد الكتابة؟

محمد عبد الوكيل: يظن البعض إن تسليط الضوء على طقوس الكتابة أمرا يغوص في صميم التجربة والواقع غير ذلك.. التجربة شيء مختلف لها علاقة بالغنى الوجداني والموروث الثقافي الذي يشكل الهوية ببعديها الداخلي والخارجي . الطقوس الكتابية ليست سوى برنامج يظل أسيرا للشكل بينما التجربة حفر وقراءة ضوئية لقلوب الأشياء .. كقلب الوردة وقلب الفراشة وروح الماء وحنين الشجرة التجربة تتشكل قبل الطقس وعلى إي حال يكون الطقس دائما على علاقة بالزيف. وأنا طقسي تجربتي كلما اكتملت تخلصت منها وذهبت ابحث عن حلم جديد

مجلة أخبار الثقافة: يقول الروائي الفرنسي" ميشيل ويلبك" أن أقصى ما يحلم به كاتب جيد هو أن يحبه قارئ واحد، هل تشعر أن القارئ شريكك في العملية الإبداعية؟

محمد عبد الوكيل: قرأت كثيرا عن العلاقة بين القارئ والكاتب وعن الشغف الذي يصل حد الجنون بالقارئ بينما بدأ بريق الكاتب يخفت مقارنة ببحث الكاتب عن قارئه يصل الأمر أحيانا حد التسول وفي تقديري  لا يجب إن ينشغل الكاتب بالبحث قارئه لان القارئ أمر وارد لا محالة  لكن الانشغال به يجعله مهيمنا على الكاتب وربما مسلطا عليه كالرقيب المستهلك..

مجلة أخبار الثقافة: وكيف تفسر أن الكاتب العربي يهتم بالناشر أكثر من اهتمامه بالقارئ، بدليل أن أغلب الإصدارات الأدبية تبدو موجهة إلى فئة من المراهقين !

محمد عبد الوكيل: اعتبر هذا السؤال من الأسئلة الذكية، التي لابد من الوقوف أمامها في هذه الآونة، بل ومناقشتها عبر ندوات ومؤتمرات جادة، يحدث هذا كنتاج لما نسميه  اليوم ب"العولمة " والعولمة شكل لا إنساني في الحياة إنها مثل وباء "يأكل الأخضر واليابس" .. وقد رافق بزوغها اختفاء الكثير من القيم وتشكل هوة عميقة بين أبناء آدم فهناك الأغنياء جدا وهناك الفقراء جدا. الأغنياء يستخدمون كل الوسائل المتاحة سواء كانت وسائل مشروعة أو غير مشروعة أما الفقراء فلا حول لهم ولا قوة . والمؤلم إن العولمة المنتصرة اليوم تفرض شروطها ومن ذلك هذا العبث الذي نراه  في طريقة تعامل دور النشر مثلا مع المؤلفين والكتاب حيث لم يعد الكتاب يهتمون بمشاريعهم  الخاصة  الكبيرة ولم تعد هناك ولادات جديدة لكتاب يشتغلون على الجديد في الفكر مثلا فإذا توفى كاتب كبير مثل محمد عابد الجابري لا ترى إن هناك من يعمل على تطوير المشروع وكذلك محمد أركون وادوارد سعيد ومالك بن نبي وسيحدث ذلك مع حسن حنفي وطيب تزيني وغيرهم.

مجلة أخبار الثقافة: من يتصفح الشبكة العنكبوتية لا بد أنه يصطدم بالكم الهائل من الكتابات التي توضع تحت سياق أدبي، على حساب المستوى الأدبي أحيانا.. هل ساهم الانترنت في تحرير الكاتب من "عقدة" الكتابة على حساب الكتابة نفسها؟ (دون أن يكون سؤالي تعميما طبعا)

محمد عبد الوكيل: هناك سيل كبير من الكتابات المتواضعة تطل علينا من الفضاء السايبروني ولكن هذا السيل يجب ألا يخيفنا لأن ما ينفع الناس سيبقى وقد رصدت من خلال تعاملي مع هذه الشبكة الكثير من الحالات التي أخنفت مع مرور الوقت فعندما لا يجد أصحابها قبولا ينفضون عن ذلك ويذبون في  اليأس.. فالمسألة وقتية، لذا فالانترنت اختراع مدهش لأنه طور العلاقة بين أبناء البشر وسهل توصيل المعرفة وأشاع أدوات البحث والفن..

مجلة أخبار الثقافة: لعل الذي يتابع القصة القصيرة في الوطن العربي ينتبه إلى أنها تتراجع عما كانت عليه في السابق، لماذا في رأيك؟

محمد عبد الوكيل: تبدو المسيرة المعرفية في الوطن العربي وكأنها تعود إلى الخلف ويمكن إن نقيس ذلك بالقطيعة التي تحدث عادة للحياة العربية سواء كانت سياسية أو فكرية أو علمية ولم استطع إلى الآن العثور عن سبب لهذه الجفوة غير المبررة مع القصة القصيرة خاصة وان ذلك يرافقه هوس في الرواية وارى بأن القصة القصيرة هي الشكل الكتابي الذي يفترض إن يهتم به العالم العربي لأنه عالم يبحث عن النهوض والقصة أكثر قدرة على النفاذ إلى الناس لأن خصائصها قريبة إلى التطور الأفقي للوعي فهي أكثر رشاقة وخفة من الفنون الأخرى، ولعل ذلك يحدث  في ظل غياب السياسات الإستراتيجية وعدم مراهنة الحكومات العربية على الشأن الثقافي وبالتالي عدم الوعي بقدرة الثقافة على التغيير.. نعم يا صديقي تراجعت القصة لأننا لم نعد نقرأ لكتاب كبار مثل محمد عبد الولي وزيد مطيع دماج والطاهر وطار ومحمد زفزاف ويوسف إدريس وزكريا تامر وعبد السلام العجيلي.. هذا الجيل يكاد يكون انتهى..

مجلة أخبار الثقافة: هنالك من يقول أن الرواية هي التي ساهمت في تراجع الشعر والقصة، بدليل أن شعراء وقصاصين تحولوا إلى كتابة الرواية باعتبارها الأكثر انتشارا وقراءة.. إلى أحد حد هذا الكلام صحيحا في نظرك؟

محمد عبد الوكيل: الأزمة لا تكمن في الرواية والقصيدة أو القصة الأزمة تكمن في الروافع المفصلية. أنت تعرف إن التغيير في الوطن العربي غير وارد في الأدبيات والأضابير الرسمية لان التغيير هو في الأساس رؤية جماعية – خاصة في العالم النامي- حيث تحتاج المجتمعات إلى قيادات جماعية متنورة تقرأ الواقع بمشاربه المختلفة، ثم تنطلق للتغيير إلا إن ما يحدث هو العكس . ولعلنا ندرك جيدا إن هناك فوضى في التعامل مع الأجناس الأدبية لان كل ما يحدث هو من قبيل الصدفة وإذا كانت الرواية هي التي تتسيد المشهد الثقافي فإن ذلك لا يعني إن هذا الزمن هو زمن الرواية وإنما يعني إن هناك فوضى وهناك غياب.. فأين دور المؤسسات الراعية . ربما يقول قائل: "المؤسسات هي التي تغتال الإبداع.. لا نريد مؤسسات .نريد المؤسسات أن تتركنا نعيش" وما اقصده هو الاحتكام إلى العقل والضوابط في رعاية الإبداع.. إذا أردنا إن نقيس حجم الوعي في إي بلد من البلدان علينا إن ننظر إلى المسرح..هل هناك مسرح ؟ والسينما ماذا عن السينما؟ هذا هو الرأي. في اليمن لا يوجد مسرح ولا توجد دور سينما  وهذه مأساة حقيقية ..

مجلة أخبار الثقافة: حدثني عن الفضاء الأدبي والثقافي في اليمن؟

محمد عبد الوكيل: تتشابه الأوضاع الثقافية العربية بشكل كبير ويكاد يكون الوضع الثقافي اليمني هو الأبأس لان القائمين على الشأن العام يرون أن الثقافة ليست ذات أهمية وإنما هناك أولويات اقتصادية ودفاعية وأمنية..  

مجلة أخبار الثقافة: وماذا عن السرد النسوي في اليمن..؟

محمد عبد الوكيل: كانت المرأة في اليمن إلى سبعينيات القرن الماضي عندما تكتب مقالة في صحيفة تضطر إلى إخفاء اسمها أو الكتابة بأسماء مستعارة وذلك لكي لا تثير حفيظة أولياء أمرها وقد تغيرت تلك النظرة إلى درجة صارت فيها الشاعرة هدى ابلان هي الأمين العام التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ولا استطع القول إن المشهد النسوي بخير لان هذا المشهد هو جزء من المشهد الثقافي العام ويلحقه ما يلحق المشهد بكليته ولا تزال هناك الكثير من الموانع التي تحد من حرية المرأة وذلك يعود إلى البنية الاجتماعية نفسها حيث إن هذه البنية لم تستطع الانسلاخ من الأعراف القبلية الدامغة  والمرأة اليمنية على الرغم من التزامها إلا إن ذلك الالتزام  يصل إلى حد المبالغة ومع ذلك تظل هناك أسماء نستطيع إن نشير إليها باعتزاز مثل الروائية والشاعرة نبيلة الزبير والروائية نادية الكوكباني والقاصة هدى الطاس والأديبة أروى عثمان  وبشرى المقطري وآمنة يوسف وغيرهن

مجلة أخبار الثقافة: ما سر أن الكتابة اليمنية قلّ حضورها إبداعيا لدى القارئ العربي، عكس ما كانت عليه في الثمانينات أو التسعينات من القرن الماضي؟

محمد عبد الوكيل: تأثر المشهد الثقافي اليمني بالتحولات السياسية والاقتصادية كثيرا حيث أودى تدهور الاقتصاد اليمني بالكثيرين إلى العزوف عن الكتابة لأن عائداتها لا تفي بالالتزامات الضرورية وأصبح هم الإنسان ملاحقة المعيشة، ولكن هذا لا يعني إنه لا يوجد أدب في اليمن. لقد حدث في التسعينيات ارتفاع نسبي في التعامل مع الأدب وظهرت أسماء مهمة في القصة والشعر مثل وجدي الاهدل ومحمد عثمان ومحمد ناجي احمد وسمير عبد الفتاح  ومحمد الشيباني وعلوان مهدي الجيلاني واحمد السلامي وجميل مفرح وغيرهم كثيرون لا يتسع المجال لذكرهم..

مجلة أخبار الثقافة: حدثني عن مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟

محمد عبد الوكيل: لا يمكن لأي مهتم بالأدب العربي ان يغفل تجربة أشقاءنا في الجزائر والمغرب العربي خاصة وأن هذه التجربة هي التي تمسك براية الرياده اليوم فمثلا "واسيني الأعرج " أنا تأثرت كثيرا بأدب هذا الرجل منذ عشرين عاما وهو يرافقني واهم ما شدني إلى أدبه: اللغة الشعرية والشاعرية التي تمتزج بكتاباته.. هو شاعر في إهاب روائي وقاص . شاعرية واسيني تختلف مثلا عن شاعرية أحلام مستغانمي فإذا كانت أحلام تمتلك لغة شعرية حد الغناء والرقص  فإن واسيني يمتلك القدرة على الغوص في الشاعرية انه الأقدر على التعامل مع اللغة من الداخل فإذا كان هناك من يعمل على تفجير اللغة من الخارج فإن واسيني يفعل ذلك ولكن من الداخل  يبدو واسيني أكثر تحديدا وتحليلا للمجتمع الجزائري وتستطيع إن تحيا في شوارع الجزائر وأحياءها دون إن تكون هناك ولكن شريطة إن تقرأ سيدة المقام " وذاكرة الماء وأنثى السراب وشرفات بحر الشمال . يستخدم أحيانا مفردات شعبية لكنه يدهنها بزيت طبيعي وذلك عندما يوضفها في سياقها المضبوط. أما اهتمام الأدب الجزائري بموت الثورات العربية فقد رأيت بأنه يشكل ملمح هام ومن ذلك ما كتبه فقيد الأدب العربي الطاهر وطار في "الشهداء يعودون هذا الأسبوع " ومن ذلك أيضا ما أوردته أحلام مستغانمي في ثلاثيتها "ذاكرة الجسد" و"عابر سرير" و"فوضى الحواس" . ولاشك أن التقصير في المتابعة وارد لأن الجسور بين أقطار الوطن العربي انعدمت ولم تعد كما كانت في السابق . أتذكر أنني كنت احد التلاميذ الذين درسوا في منهج اللغة العربية اليمني وفي الصفوف قصيدة "..

شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب

أين هذه القصيدة التي كانت تحرك وجداننا لم تعد من المكونات الوجدانية لهذا الجيل  وهناك تجربة مهمة في الأدب الجزائري الأدب المكتوب باللغة الفرنسية مثل كتابات "كاتب ياسين الذي وصلنا منها الرواية البديعة "نجمة" وكتابات مالك بن النبي الفكرية والفلسفية وكتابات محمد ديب ..

مجلة أخبار الثقافة: ما تقرأ الآن؟

محمد عبد الوكيل: قل لي ما تقرأ اقل لك من أنت؟ انتهيت من قراءة رواية "اليهودي الحالي" للروائي اليمني على المقري وهي رواية تاريخية تتحدث عن علاقة اليهود اليمنيين بالمجتمع المسلم في اليمن. وما أريد قوله هنا إذا كنت تعيش مرارة كبيرة بحجم وطنك الكبير فإن القراءة والكتابة يتشابهان بمعنى لا تدري هل أنت تقرأ أم لا وهل تكتب أم لا .. هل تحيا أم انك ميت إن الحزن والألم يجعلان الأشياء متساوية . لعلك تابعت حرب إسرائيل على غزة ..لم تكن حربا عادية فقد استخدم فيها الإسرائيليين كل أنواع الأسلحة الحديثة جدا على مرأى ومسمع العالم.تم ضرب الأطفال والنساء والأبرياء بوحشية تألم فيها العدو قبل الصديق، وفي المقابل ركن العرب إلى الصمت والذل والهوان.. يومها تساءلت ما جدوى الكتابة؟ ولماذا نقرأ؟

مجلة أخبار الثقافة: وماذا تكتب؟

محمد عبد الوكيل: انتهيت من كتابة مقالة عن شاعر النشيد الوطني في اليمن "عبد الله عبد الوهاب نعمان"..

مجلة أخبار الثقافة: كلمة ترغب في قولها لقراء موقعنا؟

محمد عبد الوكيل: ليس من السهل إن تكون كاتبا في بلدان لا تعترف بهذا الهم.. في بلدان يعتقد الكثيرون فيها أن الكتابة والقراءة من الأشياء المكملة للحياة وليست ذات أهمية وربما هناك من يرى انك تعمل على تضييع الوقت.