الديمقراطية هو مطلبنا لسوريا الجديدة

الديمقراطية هو مطلبنا لسوريا الجديدة

لولوة غازي

غايتنا تعريف الشعب الفرنسي بشكل موضوعي عما يجري في سوريا من ويلات

الدكتورة نجوى سحلول امرأة سورية فرنسية ناضلت في بلادها ضد النظام السوري والآن تقيم في فرنسا منذ فترة ليستمر نضالها متواصلا ضد النظام الأسدي.

أستاذة و باحثة جامعية في جامعة ليون3 وكاتبة مقالات باللغة الفرنسية وعضوا بارزا في المنظمة الفرنسية اليهودية من أجل السلام والمؤسس للهيئة الاعلامية من أجل سوريا حرة و ديمقراطية وهي الأولى من نوعها في مدينة ليون الفرنسية وكذلك المنسق للتجمع الموحد للنقابات العمالية الليونيه

هدفها هو نقل ما يعانيه الشعب السوري من حكم قمعي قبل وبعد الثورة السورية بطريقة موضوعية وشفافة الى الفرنسين .

ولتوضيح أكثر أجرينا هذا اللقاء.

١-  ما هو تأثير مرحلة ما قبل الشروع في انشاء هذا التجمع السياسي السوري الحر الديمقراطي؟

كأي سوري مع الثورة منذ أذار مارس 2011 قمت وشاركت وساندت الجمعيات السورية الفرنسية التي ظهرت.  لكنني وجدتها تتجه شيئا فشيئا الى العمل الخيري البحت, كتوزيع الملابس والغذاء وهو أمر هام نظرا لوحشية النظام و الحالة المزرية التي أوصل  إليها الشعب السوري. و لكن العمل الخيري لا يستطيع لعب دور في تعريف الشعب الفرنسي بالثورة السورية، التي تحولت عن مسارها الاصلي من مظاهرات سلمية الى ثورة كفاح مسلح مما جعل صورتها كثورة غير واضحة المعالم.

بالإضافة الى اهمية وجود تعبير سياسي سوري مدني (أي ليس طرفا في المعارضة الرسمية) يرفض الدكتاتورية و يطالب بمجتمع مدني ديموقراطي على الساحة الفرنسية.  فأخذت على عاتقي كإمراة سورية واعية لما يدور حولها أن أتولى ، أنا ومجموعة من أبناء شعبي في فرنسا، إنشاء هيئة إعلامية ذات طابع سياسي حر من كل الولاءات السياسية سوى إخلاصها لشعب طالب بالحرية و دفع و يدفع الثمن غاليا لتحديه سلطة غاشمة.

تزامن هذا مع اغتصاب وقتل لسكان مدينة القيصر التابعة لمحافظة حمص على الحدود اللبنانية من قوات حزب الله.  كلها كانت عوامل جعلتني أصر على انشاء هذا التجمع السوري الحر الديمقراطي و الذي تم الاعلان عنه في شهر اكتوبر عام 2013.

٢-  هل هناك تعريف للثورة السورية من وجهة نظر امرأة سورية مثقفة ؟

في البداية كانت تمرداً  وتحدياً لسلطة قهرت شعبها خلال خمسة عقود.  فرضت عليه حالة من الغيبوبة و الانضواء تحت سلطة حزب واحد : حزب البعث، و الذي ما هو في الحقيقة الا اداة هيمنة فكرية على مجتمع ممنوع من تأسيس الأحزاب و العيش في مناخ حياة سياسية متنوعة الالوان

إذا الثورة هي حالة اعترت الشعب السوري في مارس 2011، ليقول لا للخوف والقهر الدائم الذي عاشه.  هي زلزال حرر العقول قبل ان يحرر الواقع الاليم للسوري الذي جابهَ رصاص النظام و اعوانه بشجاعة منقطعة النظير.

٣-  يقودنا السؤال السابق الى سؤال هام :ما هو الفكر المنهجي المطروح في هذا التجمع السياسي ؟

نحن كتجمع اعلامي سوري فرنسي ذو رؤية سياسية واضحة ألا وهي دعم الثورة السورية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي واجبنا هو نقل ونشر المعلومات الدقيقة عن الثورة بشكل واضح وموضوعي.  هدفنا الاول هو فضح الدعاية المضللة التي ينشرها النظام و أعوانه في فرنسا. و أيضاً الجرائم و الاعمال التي تتنافى مع حقوق الانسان.

من مهامنا ايضا تنظيم الفعاليات والمظاهرات السلمية لدعم الثورة السورية العادلة و اقامة ندوات للإشارة الدائمة الى  مسار الثورة السورية و شرح اسباب تعثرها. و القاء الضوء على تاريخ الثورة وتطورها منذ عام 2011 من مظاهرات سلمية في مدينة درعا الى كفاح مسلح وقتل وتدمير بشكل وحشي من النظام وما تبعه من مجازر تقام وتدبر

على هذا الشعب الاعزل.

٤-  هل هناك دور فرنسي بما يدور هناك من قهر وابادة للشعب السوري ؟

بالطبع دور هام جدا فالشعب الفرنسي ساند دائما قضايا الشعوب العادلة. وهناك الموقف الرسمي الذي اتخذ منذ البداية موقفا واضحا الى جانب الشعب و ممثلي المعارضة في الخارج. اما فيما يتعلق بالقوى المدنية هنا في فرنسا فقد نجح نظام الاسد بتشويه صورة الثوار عبر ابواقه التي اشتراها منذ اللحظة الاولى للثورة.

ومن هنا تأتي أهمية تجمعنا و عملنا كهيئة اعلامية. التحدي الذي   نواجهه كبيرا جدا و

مع كل التعقيدات الاقليمية و العالمية الحالية يحتم على الهيئة أن تلعب دورا رئيسيا في مجال التوعية والشرح. لهذا فدعم القوى الديمقراطية الفرنسية  والنقابات العمالية  لنا والتعاون معهم شرط أساسي لنجاح مهمتنا..

٥-  ما هي الإنجازات المحلية التي حققتها الهيئة الإعلامية من أجل سوريا حرة وديمقراطية على أرض الواقع الفرنسي ؟

اعلنت الهيئة عن وجودها من خلال تنظيم سهرة في١٩/١٠/٢٠١٣.  و بعد ان قدم مؤسسو الهيئة برنامجهم عبر النص التأسيسي و النقاش المثمر مع الحضور أعرب العديد منهم عن رغبته بالانضمام للهيئة.

شاركنا في١٤/١/٢٠١٤ بالتظاهرة التي نظمت في جنيف أثناء ما سمي بالمفاوضات بين المعارضة و النظام السوري والتي باءت بفشل ذريع كما كان متوقع. وقد ألقيتُ كلمة بهذه المناسبة عن تمسكنا بأهداف الثورة و الاخلاص لتضحيات الشعب الباهظة.

وقد نظمت الهيئة، وذلك خلال أقل من سنة من عمرها، بضعة فعاليات ذات الاهمية على الساحة الليونية :

    وقفة في يوم السجين العالمي للتذكير بمصير السجناء السوريين في اقبية المخابرات و المفقودين.

    تجمعٌ في ١٥/٣/٢٠١٤ لاحياء ذكرى انطلاق الشرارة الاولى للثورة.

    ندوةٌ تثقيفية و نقاش في المدرج الجامعي لكلية العلوم السياسية في ٢٦/٣/٢٠١٤ بحضور الدبلوماسي المتقاعد و ذو الباع الطويل في السفارة الفرنسية في دمشق فلاديمير غلاسمان والذي شرح لنا تكوينة المجموعات الجهادية المتواجدة في ساحات القتال هناك. وكذلك بحضور الصحفية هالة قضماني والتي نقلت لنا انطباعاتها الحديثة العهد بعد زيارة للمناطق المحررة

    تجمعٌ في ثاني أكبر الساحات في مدينة ليون يوم الثالث من حزيران ٢٠١٤، يوم »انتخابات الدم« كما سماه ثوار سوريا، حيث جرت فيه مسخرة إعادة انتخاب بشار الاسد رئيسا لبلد هُجِّر منه ثلث السكان، هربوا من وطأة القصف عليهم ووحشية شبيحة النظام و حلفاءه. 

أقمنا في الساحة مكتب انتخاب وهمي و بالتعاون مع فرقة راقصين تمت عملية الاقتراع (تحت تهديد السلاح).  كان عرضا فنيا صامتا ناقلا للحقيقة الى المشاهدين الفرنسيين.  وصلت أصداء هذا التجمع حتى سوريا !!

    »حكايات سورية« تحت هذا العنوان أقمنا أمسية في ٥/٧/٢٠١٤ مع جامعي سوري لجأ مؤخرا إلى فرنسا و برفقة جامعي سوري مقيم في فرنسا منذ الثمانينات.  من خلال قصص عاشها كل منهما على حدة و في فترات زمنية متباعدة أعطيا صورة واقعية عن سوريا الاسد الاب و الابن.  تخلل حديثهما فواصل موسيقية قدمها موسيقيون سوريون.

    المعرض الفني المتنقل : هي مبادرة من الجمعية السورية »سورية حرية« والتي مركزها في باريس. و قد استضافتهم الهيئة في ليون و نظمت لهم بضعة معارض في الهواء الطلق ليطلع المواطن الفرنسي على أعمال بضعة فنانين سوريين هُجّروا من سوريا مكرهين

٦-  إحدى مقالاتك الفرنسية الهامة , صورت أهمية المرأة السورية ودورها الفعال والدؤوب في استمرار الثورة السورية والتي كانت بعنوان :   La Femme et la Révolution Syrienne

تقودنا الى سؤال عن ماهية الطرق الهامة للم الشمل السوري ؟

أحاول دائما بصفتي ممثلة للهيئة  أن أبقى على اتصال تام وتبادل فكري، سياسي مع كل المكونات السورية المتواجدة في ليون.  على سبيل المثال أشارك السوريين الاكراد في كل مبادرة ينظمونها. 

وعندما أُنشأت الهيئة  تواجدوا معنا ، كأعضاء، ، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.  الشرط الوحيد، هو  الاخلاص لتضحيات الشعب السوري و لمبادئ الثورة السورية السلمية في بناء وطن يحترم مواطنيه أيا كانت انتماءاتهم الدينية أو العرقية.

و لم الشمل السوري و خصوصا في هذا الوقت الحرج.  كما أحاول من خلال مقالاتي الموجهة إلى القارئ الفرنسي أن أؤكد على غنى الشعب السوري بأطيافه المتعددة الاشكال و الالوان وتاريخ وتداخل علاقاتها الاجتماعية التي لا تمت الى الطائفية على الاطلاق.

هذه هي سوريا طفولتي والتي احلم بها والتي اعمل على ان تعود الى ما كانت عليه.

٧-  في نهاية اللقاء ماهي كلمتك الاخيرة لشعب سوريا العظيم ؟

أود أولا أن أعبر عن امتناني و احترامي للذين كسروا حاجز الخوف في بداية ربيع ٢٠١١ و خرجوا في مظاهرات سلمية استنكارا للتنكيل بأطفال درعا.  جابهوا   معه عنف النظام و وحشيته.  بفضلهم استعاد المواطن السوري انسانيته بعد ما يقارب الخمسين سنة من الاستبداد و العبودية. 

أود أيضا أن أؤكد  على أن ما نقوم به هنا في فرنسا ، هو الحد الادنى من واجبي تجاه التضحيات التي قّدمها و لا يزال يقدمها سوريون هناك. أفعل هذا ، إخلاصا لكل دمعة عين طفل ذُرِفتْ.

ولكن ما يشغل بالي حقيقة هو وضع الأطفال اليوم.  فقد حُرمَت الغالبية العظمى منهم من الدراسة.  هم أولويتنا جميعا في سورية الغد،  سنحتاج لكل الخبرات

التربوية لتعويض ما يمكن تعويضه.  مصير جيل المستقبل هو ما سنعمل جاهدين على بناءه.