حزب الله حرر الوطن لنفسه لا للبنانيين

مروة كريدية

[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com

مفتي زحلة والبقاع خليل الميس لإيلاف:
حزب الله حرر الوطن لنفسه لا للبنانيين

حاورته- مروة كريدية من بيروت: ألقت الوقائع التاريخية والسياسية في لبنان ضوءًا على جدلية العلاقة المحتدمة بين الديني والسياسي حيث شكل دور المرجعيات الروحية محورًا مهما في تحديد ملامح النظام السياسي فيه، وبعد تراجع هذا الدور وانحساره خلال الأعوام السابقة، عاد الى الواجهة مجددًا بشكلٍ صارخ لا سيما بعد الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان مؤخرًا، حيث كان لمفتيي السُّنة في المناطق اللبنانية تأثيرًا كبيرًا على تحريك الشارع وضبطه.

ايلاف قصدت مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في محاولة منها لسبر هذه المواقف من رجل تميز بالحنكة والدهاء، وحاول طيلة الأعوام السابقة ان يجمع في عبائته تناقضات السياسية اللبنانية، وهو يخرج اليوم في هذا الحوار بسلسلة مواقف سياسية يتنقد فيها المقاومة والدور " الفارسي " في المنطقة، معتبرا ان ايران تهدد العالم العربي وهي تسعى لاستعادة أمبرطوريتها من جديد؛ وهذا نص الحوار .

لقد برز مفتو المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية، خصوصًا بعد احداث شهر مايو الماضي ألا يُعدّ ذلك مؤشرًا سلبيًّا ؟ وتكريسًا للمذهبية؟
الدور كان إيجابي جدًّا لتهدئة الشارع، وعندما أعطيت لمفتيي المناطق الفرصة برزوا في الساحة ، لقد منعتُ سفكَ الدماء في تعلبايا وسعدنايل وكان لنا لقاءات مع حزب الله وأمل، وإلا كنّا دخلنا في نفق مظلم ، وانا منعت الاعتصامات والاحتجاجات والتجمعات البشرية في البقاع تجنبًّا للاحتكاكات.

لماذا يُصوّر الصراع على انه مذهبي لا سياسي ؟
السنة في لبنان تحركوا عندما حوصِر فؤاد السنيورة ، اي عندما حوصر منصب رئيس الحكومة فنزلوا لأجل الرمز السياسي على الأرض، الطرف الآخر (المعارضة) كان يرفع شعار تغيير البنية وتغيير الحكومة وحاصرها...وحضور حزب الله القوي في بيروت يلغي الدور السني ويُفقد بيروت دورها السياسي التاريخي .

حزب الله

ألا يعد هذا الكلام تكريسًا للطائفية في لبنان؟
المارونية السياسية هي التي ورطت كلّ لبنان بالطائفية، وبوجود حزب الله لا يمكن الغاء الطائفية؛ ولبنان بتركيبته الخاصة قائم على التوزيع الطائفي، والمطلوب عقلنة الطائفية .

لماذا هذه الحساسية تجاه حزب الله ؟
مشكلة حزب الله في احتكار المقاومة واختزالها في حزب ولاية الفقيه، مما أخرج الجميع منها ...وحزب الله لم يعد قادر على التعامل مع بقية الأطراف بعد ان حرّر جنوب لبنان.

أليس من حقِّ من حرر ان يقرر ؟
هو حرّر الوطن له لا للبنانيين .

غير أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله أهدى النصر مرارا وتكرارا للأمة، وهو يردد دومًا ان المقاومة لكل اللبنانيين !؟؟
( يبتسم ..) انها معادلة " سين ".. سين اسرائيل وسين سوريا طحنت السين الثالثة السنّة... الطائفة السنية التي كانت راعية العنفوان الفلسطيني والمقاومة العربية، كانت تحتوي على كافة الأطياف بما فيها الشيعة - ولا ننسى الدور الشيعي العربي قوميًّا - وفيما بعد تمحورت المقاومة وانتقلت ايرانيا .

إيران

لا بأس فلتنتقل ايرانيًّا ! ولماذا كلّ هذا القلق من إيران؟ لنتجرّد قليلا عن عصبياتنا، هل ايران تهدد فعلا العالم العربي ؟
نعم إيران تهدد العالم العربي .... لكلّ دين ومذهب ارثٌ تاريخي عقائدي يحركه ولننظر :
الارث اليهودي يتمحور حول " حائط المبكى " وعدوهم فيه العربي اقتلعوه من ارضه .
الارث المسيحي يتمحور حول قضية " الصلب " وعدوهم فيها اليهودي .
الإرث الشيعي يتمحور حول قضية "شهادة الحسين" وقصة "كربلاء" وعدوهم فيها كما يعتقد البعض السنة .
 ولننتبه ان القاسم المشترك فيها جميعًا البكاء .

انك تعيدنا بجوابك هذا قرونًا الى الوراء، وكلامك خطير، إذ لا يمكن لنا كدول دخلنا الألفية الثالثة وتعولمنا ان نعود الى "المخزون" العقائدي المقدس عند كل دين وطائفة ونكرسه في خطابنا ونبني عليه المواقف السياسية ، إنها كارثة !
 
التحريك التاريخي الشيعي الآن يدار بعقلية فارسية ، فالاسلام السني هو الذي قوّض بلاد فارس ، ولا مشكلة معنا مع الشيعة العرب فعروبتنا تجمعنا .

لماذا وُظِّف هذا الخطاب التاريخي الآن، ألم ترونه من قبل ؟
الآن نشهد عودة الإمبرطوريات من جديد ، وفارس هي إحداها.

ولكن حزب الله مقاومة لبنانية بمواجهة محتل اسرائيلي، كيف يخدم "الامبرطورية الفارسية " ؟؟؟
ايران تركز دورها في المنطقة عبر حزب الله من خلال تبني أمرين : أولا تبني القضية الفلسطينية وهي قضية رابحة، وثانيًا القضية المذهبية الشيعية والاستشهاد الحسيني .

العلاقات مع سوريا

في سياق متصل حول انحراف "الولاء الشيعي من العربي الى الايراني" كيف قرأت استقالة النائب حسين الحسيني بالأمس، خصوصًا بعدما ذكّر في كلمته برسالة موسى الصدر ؟
تصرف ذكي جدًّا ... إنه إحراج للرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب وهي محاولة لإنقاذ التاريخ الشيعي ورصيده في لبنان من هيمنة حزب الله ، في وقت يسعى الجميع فيه لتحقيق مزيد من المكاسب و الكل (عم يتناتشوا) استقال، ولا ننسى أنه رئيس مجلس النواب سابقًا .... إنها رسالة لرئيس البرلمان الحالي كي ينتبه.

مع زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان الى سوريا هل تتوقع اقامة علاقات دبلوماسية معها ؟؟
أنا حزين لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا، لأن ذلك يرسخ الانقسام العربي وهو خلاف إرادة الشعوب ، وهذه الانظمة القائمة في البلاد العربية لا تمثل شعوبها .

وأنا من حقي كمواطن عربي ألاّ أعترف بهذه الأنظمة، فعمقي الديني لا يعترف بهذه الحدود...بعد الحرب العالمية الثانية الأنظمة في أوروبا أعادت بناء أوروبا ووحدتها أما الانظمة العربية فإنها فتَّتنا ، وينبغي ان نتحمل مسؤولية تجاه إخواننا اينما وجدوا .

إذن، ما هي حدود مسؤوليتكم تجاه فلسطين ؟؟
حزين أنا لأن الأنظمة العربية لا تُساعد في فلسطين، وأنا أنادي كل دولة عربية أن تخصص جزءًا من موازنتها العسكرية لدعم الفلسطينيين لانهم يحاربون عن كلّ الشعوب العربية، واسلاميتي أكبر من الأنظمة والحدود المرسومة .

ان العاصمة الدينية للاسلام هي مكّة ونحن نحتاج لعاصمة سياسية للمسلمين واتمنى ان تكون القدس .

من أين تكون البداية من وجهة نظركم ؟؟
الحقيقية لأول مرّة أعود للقلم والفكرة ، القيادة لا تكون الا بالفكر وينبغي ان يوظف المال لدعم الأفكار لا ان يوظف الفكر من أجل المال .