مع زهران علوش

فجر برس .. – 2015/05/18

زهران علوش: لدينا خطة مدروسة لما بعد سقوط “بشار الأسد” ..

اعتبر قائد “جيش الإسلام” زهران علوش، أن نظام بشار الأسد أصبح عبارة عن ائتلاف ميليشيات تساهم في بقائه بالسلطة، مشيراً إلى أن قرار نظام الأسد أصبح بيد الإيرانيين.

وبيّن علوش في مقابلة أجراها مع “السورية نت” أن لدى “جيش الإسلام” خطة مدروسة لما بعد سقوط “بشار الأسد”، بالتعاون مع الفصائل الأخرى، كاشفاً أن كبار ضباط النظام اغتيلوا بتنفيذ وتخطيط من إيران.

فقرات من نص المقابلة :

- قبل أيام بث جيش الإسلام فيلماً مصوراً يظهر عرضاً عسكرياً كبيراً لقواتكم في الغوطة الشرقية، وأظهرتم فيه قدراتكم العسكرية التي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن قصر بشار الأسد، ما الرسائل التي أردتم إيصالها من نشر الفيلم في هذا الوقت تحديداً؟

أردنا أن نقول بأن قوتنا الموجودة على تخوم العاصمة دمشق، هي قوة مدربة ومنظمة وتعمل في إطار مؤسساتي، ولديها من القدرات ما تمكنها من الوقوف في وجه نظام الأسد، بحيث لا تستطيع قواته ولا الميليشيات الأخرى التي استقدمها من حلفائه الإيرانيين واللبنانيين الوصول إلى مناطق الغوطة. لذا على النظام أن يدرك بأن سيطرته على دمشق ليست كسابق عهدها، فاليوم وعلى بعد بضعة كيلو مترات من القصر الجمهوري تتواجد قوات جيش الإسلام لحماية المدنيين في المناطق التي فرض النظام عليها الحصار، وهذه القوات ستكون للنظام بالمرصاد.

- نشر “أبو جابر الشيخ” قائد حركة أحرار الشام قبل أيام صورة خلال لقائك به، كيف هي العلاقة بينكم وبين الحركة؟

يوجد تنسيق بيننا وبين الأخوة في حركة أحرار الشام الإسلامية، ونحن متواجدون في بعض الجبهات ونقاتل معاً عدونا من قوات الأسد والميليشيات المساندة لها. وأود الإشارة إلى أن التنسيق لا يقتصر فقط على أحرار الشام بل إننا ننسق مع بقية الفصائل التي نتشارك معها في المعارك.

- عند الحديث عن سقوط نظام بشار الأسد، تثار قضية الخوف من بعد سقوطه بحدوث فوضى عارمة تجتاح البلاد، هل لديكم خطة لاحتواء الفوضى فيما لو حصلت، والحفاظ على مؤسسات الدولة؟

نعم لدينا خطة مدروسة ومطبقة الآن في الغوطة الشرقية، ساعدنا كثيراً بضبط الأمن وعدم انتشار الفوضى في الغوطة من خلال القضاء، والوضع في الغوطة الشرقية اليوم مستقر أكثر من الوضع بدمشق. حيث لا وجود لعمليات الخطف والسرقة.

ونحن في جيش الإسلام بما أننا على تخوم العاصمة دمشق فإن من مهمتنا كفصيل عسكري كبير أن نحقق الأمن والاستقرار، ورؤيتنا لهذا الأمر ليس فقط في دمشق بل في جميع المناطق السورية بالتنسيق مع بقية الفصائل. وخطتنا تقوم على حماية المرافق العامة وضمان حرمة أملاك المواطنين وعدم التعدي عليهم من قبل أية جهة كانت، وكذلك لدينا تصور للإجراءات الأمنية التي تمنع حدوث أفعال تنشر الرعب والخوف بين السكان أو تحقق الضرر بممتلكاتهم أو أرواحهم.

كما أن الحفاظ على مؤسسات الدولة هي أولوية بالنسبة لنا، فهذه المؤسسات هي ملك للشعب، وأحد أسباب قتالنا للنظام أنه كان يهدم هذه المؤسسات. ولدينا الآن تجربة في الغوطة الشرقية بالحفاظ على مؤسسات الدولة حيث نوفر لها الحماية، وسنعمل على توفير الأمن والاستقرار لتسليم هذه المؤسسات لمن سيتولى المرحلة اللاحقة في البلاد، للوصول بها إلى الحالة المثلى التي يأمل بها الشعب السوري.

- هل لديكم في جيش الإسلام توجه لكي تكونوا نواة من الجيش السوري بعد سقوط بشار الأسد؟

نعم لدينا رغبة في أن نكون جزءاً من جيش سوري مهمته حماية أرض الوطن والمدنيين، على أن يكون جيشاً مضبوطاً أخلاقياً ضمن مؤسسة عسكرية تسخر قدراتها لصالح الشعب وليس لقتلهم كما فعل المجرم بشار الأسد عندما ثار الشعب السوري عليه. وفي المحصلة فإن الجيش السوري القادم يحتاج إلى أبنائه الذين حملوا السلاح ضد النظام عندما بدأ يقتل المدنيين بغير حق ويقصفهم بشتى أنواع الأسلحة.

- دائماً هناك مخاوف من أن يستأثر العسكريون بأمور الحكم في سورية بعد سقوط النظام، أنتم في جيش الإسلام هل ستتدخلون في إدارة أمور المدنيين؟

نحن نقاتل الآن من أجل حماية المدنيين ومنع إجرام النظام بحقهم، وأي حكم في أي بلد لكي ينجح لا بد من تضافر الجهود العسكرية والهيئات المدنية، نحن في جيش الإسلام سنوفر الحماية والدعم للجهات المدنية لكي تقوم بمهامها في سورية بعد سقوط النظام. وأثبت الثوار في المناطق المحررة قدرتهم على إدارة أمور المدنيين عبر جهات مدنية، وكثير من الأمور في هذه المناطق تدار من قبل المدنيين أنفسهم فيما توفر لهم الفصائل الحماية اللازمة.

– كثرت التحليلات والاستنتاجات المتعلقة بسبب زيارتكم إلى تركيا، وبعض التحليلات كان مبالغ فيها، هل لك أن تضعنا في أسباب هذه الزيارة؟

جاءت هذه الزيارة للتباحث حول القضية السورية من جوانب عدة، وما زالت اللقاءات مستمرة حتى الآن والزيارة ناجحة من فضل الله.

– تعتبر قضية رزان زيتونة من أكثر القضايا التي يشار إليكم بها بشكل مباشر، بعضهم يتهم جيش الإسلام بالضلوع وراء اختفائها، وبنفس الوقت أنتم تنفون علمكم بمكانها أو مصيرها، هل لك أن توضح لنا هذه النقطة؟

لم تختف رزان زيتونة من منطقة يتواجد فيها جيش الإسلام، عندما خطفت رزان زيتونة في مدينة دوما بالشهر 11 عام 2013 لم يكن جيش الإسلام موجوداً في المدينة بالشهود والأدلة، ولم يكن يوجد ولا عنصر في مدينة دوما من جيش الإسلام إلا على سبيل الإجازة، وكان جيش الإسلام في المزارع وعلى الجبهات. وفي نفس ذلك الوقت كان هناك فصائل أخرى، والمقر الذي تواجدت فيه رزان زيتونة كان محاطاً بأربعة مقرات لهذه الفصائل من خارج جيش الإسلام.

- يشير بعضهم إلى وجود علاقة أو مؤشرات على تعاون بين النظام وتنظيم داعش وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة، هل توافقون على وجهة النظر هذه؟

نحن نؤيد وجهة النظر هذه بناء على معطيات ودلائل، ماذا يمكن أن نفسر قتال داعش لفصائل المعارضة المسلمة في مخيم اليرموك وبنفس الوقت تترك قوات النظام التي تفرض حصارها على المخيم منذ أكثر من عامين ونصف وتجوع آلاف المدنيين بداخله. أليس حرياً بداعش قتال هؤلاء بدلاً من قتالنا؟.

ونفس الأمر بالنسبة للنظام عندما تشهد بعض المناطق معارك عنيفة بين داعش والمعارضة لماذا يستثني النظام داعش من غاراته الجوية؟. وكيف يمكن أن نفسر استمرار حصول النظام على النفط من المناطق التي يتواجد فيها داعش إذا لم يكن هناك اتصال وتعاون فيما بينهم.