مع السيد عبد الله سليماني

الدورة الثانية من المعرض كانت ناجحة رغم قلة الإمكانيات:

حوار مع مدير معرض كتاب وصحافة الطفل بالجديدة:

السيد عبد الله سليماني

عزيز العرباوي

[email protected]

الأستاذ عبد الله سليماني، محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني بالجديدة، حاصل على دبلوم في علم المتاحف ثم دبلوم دراسات عليا في صيانة التحف الأثرية سنة 2001 اشتغل بمتحف الفنون الصحراوية بالعيون لكن حبه لعالم الكتب و المكتبات جعله يلتحق سنة 2006 بمشروع شبكة القراءة العمومية بالمغرب الذي أطلقته وزارة الثقافة بشراكة مع سفارة فرنسا بالمغرب. تلقى تكوينا في علم المكتبات بفرنسا وبالمغرب في إطار التكوين والتكوين المستمر. يشغل منصب محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني التي افتتحتت منذ 2007.

بهدف التعريف بمؤسسة القراءة العمومية وإبرازها كبوابة محلية للولوج إلى المعلومة و للترفيه - وفقا لبيان اليونسكو في شان المكتبات العامة - يعتمد عبد الله سليماني مقاربة نوعية في طريقة تدبيره للمكتبة التي يشرف عليها حيث يعمد إلى تنظيم أنشطة موازية متنوعة من شأنها المحافظة على حيوية المؤسسة  وتوسيع دائرة إشعاعها بهدف استقطاب جمهور واسع وبالتالي ترويج رصيدها الوثائقي.

أسدل الستار مؤخراً على الدورة الثانية لمعرض كتابة وصحافة الطفل، السيد عبد الله سليماني كيف تقيم هذه الدورة؟

حسب رأي المتتبعين للدورة الثانية للمعرض والأصداء التي تلقيناها من طرف الزوار والمشاركين في فعاليات المعرض من فاعلين ومهتمين بشأن كتاب الطفل وبعض الشركاء فإن هذه الدورة كانت ناجحة بدليل أنها سجلت أرقاما أفضل من الدورة الأولى رغم أن الإمكانيات المادية التي رصدت لتنظيم هذه الدورة لم تكن مشجعة ولم ترق إلى تطلعاتنا.

فعلى مستوى العارضين سجلت هذه الدورة مشاركة 31 دار نشر عارضة تنتتمي إلى دول عربية وأجنبية مختلفة إضافة إلى ثلاث مؤسسات محلية تهتم بكتاب الطفل.

أما على مستوى عدد  الزائرين فقد ارتفع من 14600 زائر خلال دورة 2014 ليصل إلى جوالي 23800 خلاب الدورة الحالية.

بخلاصة، بالنسبة لنا هذه الدورة حققت أهدافها و المتمثلة اساسا في رد الإعتبار لكتاب ومجلات الطفل وتقريبهما من الناشئة وكذا جمع العديد من المهنينين والمهتمين بشأن كتاب ومجلات الطفل في فضاء المعرض، وهذا هو الأهم. عدا ذلك كل الظروف التي مررنا بها والصعوبات التي واجهناها أثناء التنظيم تبقى هينة في سبيل بلوغ الأهداف السالفة الذكر.

عرف المعرض العديد من الأنشطة الموازية له، هل يمكننا أن نتعرف عليها؟

بالفعل، موازاة مع معرض كتاب وصحافة الطفل، برمجنا مجموعة من الأنشطة الثقافية رامت ترفيه الأطفال  وتشجيعهم على القراءة من قبيل :

معرض موضوعاتي و ورشات علمية حول الضوء من إعداد وتنشيط كل من جمعية المجتمع العلمي بالمغرب و النادي العلمي لمدرسة عبد الله بالكامل ومجلة الفطرة الخاصة بالأطفال وذلك تزامنا مع إعلان منظمة اليونسكو سنة  2015  عاما دوليا للضوء،  إضافة إلى لقاءات مفتوحة مع كُتاب يكتبون للطفل مثل  أحمد زيادي وخليل البحري وعروضا للحكي داخل فضاء المعرض نشطتها  الحكواتيتين الزهرة زرييق و حفيظة حمود وأخرى بمسرح عفيفي قدمها الكاتب  الحكواتي المغربي أحمد بوزين والحكواتية لطيفة سليماني. كما استمتع الأطفال بورشات إبداعية من تأطير طاقم مجلة الفطرة بالرباط وشباب موهوبون متطوعون من الجديدة.

وعشية الاحتفال باليوم الوطني للقراءة بالمغرب الذي يصادف العاشر ماي من كل سنة، تم تنظيم مائدة مستديرة جمعت مهنيين وفاعلين في قطاع كتاب الطفل حول موضوع : "كتاب الطفل في المغرب: الواقع والآفاق" في محاولة لرصد وضعية كتاب الناشئة  بالمغرب واقتراح الحلول الكفيلة بتطويره.

وقد توج برنامج الأنشطة الموازية بتنظيم ورشة نجم يقرأ للأطفال نشطها الممثل المغربي هشام بهلول الذي نشكره من هذا المنبر على تلبيته الدعوة رغم ظروفه الصحية الصعبة حيث أمتع زوار المعرض بقراءات قصصية للأطفال توخت منها اللجنة المنظمة ، من جهة، تحبيب الكتاب والقراءة للطفل عن طريق الإقتداء بنجم ومن جهة أخرى لمُّ الأسرة حول الكتاب.

كرمتم بعض الفعاليات المحلية والوطنية، ماذا ترك هذا التكريم لدى المكرمين أنفسهم؟ ولدى زوار المعرض؟

يعتبر معرض كتاب الطفل مناسبة لرد الجميل لبعض الأسماء التي قدمت خدمات لقطاع كتاب الطفل داخل المغرب وخارجه. هذه السنة تم تكريم كل من الكاتب المغربي السيد العربي بنجلون تقديرا لمساره الإبداعي الغني الذي ساهم في إثراء مكتبة الطفل بالمغرب. والسيد عبد الله اليماني، النائب الإقليمي السابق لنيابة وزارة التربية الوطنية بالجديدة، تقديرا لمساره المهني الحافل وامتنانا له على مجهوداته النبيلة التي ساهمت في إرساء الدورة الأولى لمعرض كتاب و صحافة الطفل بالجديدة سنة 2014 .

حسب ما استقيناه من ردود أفعال، فالكل استحسن هذا التكريم و أثنى على اختيار الشخصيات المكرمة.

ونحن كمنظمين لمسنا  سعادة لدى كلا المكرمين بهذه الالتفاتة خاصة من السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية  الذي كان يمر بمرحلة صعبة بسبب الوعكة الصحية المزمنة التي ألمت به....من جانب آخر شكل هذا التكريم فرصة طيبة جمعت هذا الرجل الطيب الذي عُرف بتفانيه في العمل مع أصدقائه وجميع المتعاطفين معه بعدما كان قد توارى عن الأنظار لمدة طويلة.

هل يمكننا أن نتعرف على نوعية زوار المعرض وعدد تقريبي لهم خلال أيام المعرض؟

نوعية الزوار حددها سلفا اسم المعرض ونوع المعروضات التي يقدمها، فالحدث موجه للأطفال والناشئة الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 16 سنة. غير أن المعرض يستقطب – وهذا أمر طبيعي – الأباء وأولياء التلاميذ وكذا الأطر التربوية لعلاقتهم الوطيدة بمجال الطفل  بكل ما من شأنه أن يتصل بتربيتهم.

وقد سجلنا هذه السنة جوالي 23800 زائر جلهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 07 و 15 سنة.

في النهاية أتمنى من الأستاذ سليماني أن يقدم للقراء خلاصاته حول هذه الدورة وحول الاستفادة التي استفدتموها منها من أجل العمل على الاهتمام بها في الدورة القادمة؟

بالنظر إلى عدد  قيمة دور النشر العارضة وكم وجودة الكتب المعروضة يمكن أن نقول أن هذه الدورة عرفت تطورا ملحوظا مقارنة بدورة السنة الماضية.  ويبقى عامل عدد الزوار الذي سجل ارتفاعا ملحوظا خلال هذه الدورة بفضل تنوع وسائل الدعاية وتمديد مدة المعرض التي انتقلت من سبعة ايام إلى عشرة أيام أحد أهم مؤشرات نجاح دورة 2015.

كل هذه العناصر التي ساهمت في نجاح هذه الدورة يجب الإهتمام بها والاشتغال عليها بدءا من اختيار دور النشر المشاركة ومرورا بتأثيث فضاء العرض وانتهاء بوسيلة الدعاية الدقيقة التي تخاطب الجمهور المستهدف.

    كما أعتقد أن إشراك المؤسسات التعليمية والأجهزة التي تشرف عليها في التهييء للدورة المقبلة من خلال الاستشارة ستكون في صلب اهتماماتنا خلال الإعداد لدورة 2016.