ما الحل مع الإخوان المسلمين؟ رأي ليبرالي وطني

السفير إبراهيم قراده

- هل يتم حظر وتعقب واستئصال فكرهم وجماعتهم حتى أخر حرف وأخر نفس؟

- اما، هل يتم القبول بهم واستيعابهم ومشاركتهم في الحياة السياسية؟

اذا تجاوزنا سؤال الاستحقاق الفكري والسياسي الديمقراطي التعددي، اَي من "هل" قابلة للتطبيق الواقعي؟

عمر الإخوان المسلمين مستمر منذ 90 سنة، ولم تستطع أنظمة حاربتهم بشراسة مثل عبد الناصر، صدام، الأسد، القذافي، بن علي، آل سعود...من استئصالهم، وبل ان بعضها توصلت في مراحل متأخرة من التسوية معهم واستيعابهم.. في حين ان هناك أنظمة فهمت المعادلة مبكراً، بدرجة او اخرى، فاستوعبتهم بدرجات، مثل المغرب، الأردن، لبنان، الكويت..

الان، الإخوان المسلمون وأذرعهم السياسية معترف بهم ومتواجدون في الساحة السياسية ومعترف بهم ويمارسون السياسة بصورة شرعية ومعلنة، سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية او قريبين منهما او في المعارضة المعترف بها، في المغرب، الجزائر، تونس، السودان، الأردن، العراق، الكويت، قطر، ولبنان وفي غرب ليبيا. مع تواجد في سوريا واليمن ضمن ظرفهما.

حالياً، الإخوان المسلمون ممنوعون قانوناً وسياسياً في مصر والإمارات والسعودية وشرق ليبيا.

عودة لسؤال الاستهلال، ما الحل الواقعي مع الإخوان المسلمين في ليبيا؟

هناك طيف عريض يرفض الإخوان المسلمين، وبعضهم يدعو إلى منعهم؟

هل يمكن ذلك في ليبيا الان، مع اعتبار الفوضى الأمنية والسياسية؟ وهل يمكن لهذا المنع ان يصمد وينجح؟ وما ثمن وأثار ذلك؟

هناك اتهامات ومخاوف وهواجس متضخمة لدى العديد من الإخوان المسلمين، وخصوصاً في اربع جوانب:

- مدى احترامهم للحريات الفردية في حال وصولهم للسلطة.

- مدى التزامهم بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.

- مدى انحصارهم في الشأن الوطني مقابل التوجه العابرة للحدود؟

- مدى تقيدهم بالتوازن المجتمعي مقابل ممارسة التمكين النفوذي.

- مدى تطابق اهدافهم المعلنة مع المخفية.

تلك تحديات متداولة، وعلى الإخوان المسلمين بذل جهد فيها لطمأنة المختلفين والمخالفين والخائفين والمتخوفين.

ولعل من اول المهام على عاتق الإخوان وكذلك باقي القوى السياسية، هو احترام وتقدير ومراعاة التوجهات السياسية لباقي الدول وظروفها، وعدم الانجرار الأيديولوجي او المصلحي في العلاقات مع الدول الاخرى.

في رأي الشخصي الراهن، الفكري والسياسي والواقعي، أفضل وسيلة لمواجهة الاختلاف مع الإخوان المسلمين هو مقارعتهم فكرياً وديمقراطياً في ساحة التنافس السياسي. اذا كان الإخوان المسلمين والقذافي وصولوا إلى قناعة القبول المتبادل على مضض بعد 35 سنة من العداء والتربص، فما بالك والإخوان المسلمين اليوم أقوى حضوراً وتمكناً ونفوذاً. وليبيا لا تستطيع ولا تحتمل ولا تفترض ولا يجب.

اعتقد ان الاختلاف والتقابل مع الإخوان المسلمين انسب وأسلم داخل البيت السياسي منه من ان يكون احد الأطراف خارج البيت السياسي. لان الطرف المخرج من البيت، لن يهمه انهيار سقف البيت. وهذا ينطبق على مجمل الأطراف السياسية، باستثناء الاقصائية والإرهابية، التي لا يهمها تدمير البيت وسقفه على من فيه، طالما هي داخله ومستحوذة عليه.

وسوم: العدد 794