أخت الزوج غير المتزوجة

د. محمد رشيد العويد

هناك امرأة يغفل عن مراعاتها كثيرون من أفراد الأسرة ، ولا ينجحون في فهم مشاعرها ، وفي تقدير حالها ، وفي التماس الأعذار لما يصدر عنها من أفعال أو كلمات .

وأعني بهذه المرأة أختَ الزوج التي بلغت من العمر ما بلغت دون أن تتزوج ، ولعلها قد أسهمت في رعاية أخيها وخدمته ، وأعانت أمها في كثير من العمل سنوات طويلة ، ثم يترك أخوها البيت بسبب زواجه ، أو يتزوج ويبقى مع زوجته في البيت ، المهم أن امرأة جديدة تنضم إلى الأسرة هي هذه الزوجة التي تريد أن تستأثر بزوجها دون إحاطة بما قدمته تلك الأخت لأخيها من حب وعطف ورعاية ، وربما تربية وتعليم إذا كانت أكبر منه بسنوات غير قليلة .

وتحدث خلافات بين الزوجة وأخت الزوج ، وقد تتطور هذه الخلافات إلى نزاعات خطيرة بسبب عدم تقدير الزوجة لأخت زوجها : فهي تريدها أن تبقى بعيدة ، لأنها تضيق بها وبكل ما يصدر عنها .

وينال الزوج ما يناله من نيران هذه الخلافات ، ولعله ينحاز إلى زوجته ناسياً أخته وما قدمته له ، ويغفل عن أنها من أقرب رحمه إليه ، فيندفع في مخاطبتها بكلمات تحزنها وقد تؤذيها وتؤلمها .

وقد تتدخل الأم ، وتقف مع الأخت لعلمها بما قدمته لأخيها فيشتد الخلاف ويتسع ، وتزداد معه حيرة الزوج الذي يفقد حلمه وصبره .

إزاء هذا نتساءل : ماذا ينبغي على كل واحد من هؤلاء ؛ وكيف يتصرف ؟

أولاً الزوج :

وأبدأ بالزوج إذ إنه يستطيع – بتوفيق الله تعالى وعونه – أن يحول دون وصول الأحوال إلى ما وصلت إليه .

على الزوج ، بعد زواجه ، أن يشرح لزوجته ما قدمته أخته له ، وما بذلته من تضحية ، وما أسهمت به في رعايته .

وليبين لها حاجتها إلى العطف والحب ، وأن لها حقاً عليه ، وليطلب من زوجته أن تقدر هذا كله ، وأن تعينه في الإحسان إلى أخته ، ويُذكِّرها بالأجر الذي يأتيها على ذلك .

ثم ليحرص من البداية على التأليف بين زوجته وأخته عبر نقل الكلام الطيب الذي تذكر به أختُه زوجتَه إليها ، ونقل الكلام الطيب الذي تذكر به زوجتُه أختَه إليها ، ولا بأس من أن يبالغ في هذا ويزيد فيه .

وليحذر العكس ، أي أن ينقل الكلام السيء سواء أقالته زوجته عن أخته أو قالته أخته عن زوجته .

وليعمل على جعل زوجته تشتري هدية لأخته ، ثم يجعل أخته تشتري لها هدية أيضاً .

ثانياً الزوجة :

وينبغي على الزوجة أن تقدر حال أخت زوجها ، فتحسن كلامها لها ، وتتقرب إليها ، وتثني عليها وعلى تضحياتها وما بذلته من جهد وما قدمته من رعاية لأخيها .

ولتبادر إلى تقديم هدايا لها بين وقت وآخر ولا تنتظر أن يطلب منها زوجها ذلك . ولتطلب من زوجها ،أحياناً ، أن يصطحبوا أخته معهم إذا خرجوا في نزهة أو أرادوا تناول وجبة في مطعم .

ثالثاً أخت الزوج :

ويحسن بأخت الزوج أن تقاوم مشاعر الغيرة التي تثور في قلبها تجاه زوجة أخيها ، وعليها أن تقدر حال أخيها إذا تعلق بزوجته ومال إليها .

ولتحرص على ألا تضيّع أجر ما فعلته لأخيها بإثارة تلك المشكلات التي تنغص حياة جميع أفراد الأسرة . ولتحتسب ذلك عند ربها سبحانه إن لم تجد من أخيها التقدير والشكر .

رابعاً أم الزوج :

والأم الحكيمة الحازمة تستطيع أن تذكّر كل واحد من هؤلاء ، أعني الزوج وأخته وزوجته ، بما عليه من واجبات تجاه غيره ، فتمنع التجاوزات إذا صدرت عن أي واحد من هؤلاء تجاه الآخرين .

وهي بإبداء حبها للجميع ، تنجح ، بعون الله ، في التأليف بينهم ، وإبعاد الخلافات عنهم .

وسوم: العدد 798