أين الحقوق والكرامة الإنسانية؟

الذين يقارنون بين استبداد أنظمتنا وديكور الديمقراطية الغربية يقعون في لبس شديد عندما يهللون للواقع الغربي،

وينسون أن الغرب المتشدق بشعارات الحرية وحقوق الإنسان هو وراء مآسينا في الماضي والحاضر. 

من مزق جغرافيتنا وفرض علينا قوانينه وثقافته وعملاءه غير الغرب؟

من يقف ضد ثورات شعوبنا لنيل حريتها غير الغرب؟

من شكل ودعم المجموعات المتطرفة غير الغرب؟

من يسرق ثرواتنا غير الغرب؟

ومع كل هذا مازال بعضنا مفتونا بحضارة الغرب وثقافته، ولم توقظه كل هذه الجرائم، ولم يدرك أن معركتنا في الماضي والحاضر هي معركة الحرية مع الاستبداد والغرب، والمشكلة لم يكتف الغرب في محاربة المسلمين داخل بلادهم بل توجه الآن لمحاربة المسلمين في داخل مجتمعاته والسبب أن الغربيين لا يؤمنون بالتنوع الحضاري.

ماذا نفسر هذه الحملة العالمية معنويا وماديا ضد المسلمين؟

الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أطلق حملة صليبية ضد مسلمي فرنسا والعالم دليل على إفلاس قيم الجمهورية العلمانية التي يفتخرون بها.

وأسأل: هل حرية التعبير كما يدعي ماكرون تقتضي النيل من مقدسات الآخرين؟

هل حرية التعبير وحقوق الإنسان تقتضي الاعتداء على المحجبات والمساجد وقتل المسلمين؟

هل حرية التعبير وحقوق الإنسان تقتضي إغلاق المساجد والمؤسسات الإسلامية؟

لا أدري لماذا هذا الخوف من الإسلام والمسلمين؟

بينما نحن حافظنا على التنوع الديني والقومي والمذهبي في واقع حضارتنا، ولم نفرض الإسلام على أحد، ولم نشتم مقدسات أحد ولم نغلق أماكن العبادة لأحد، ولم نعتد على نساء أحد فمازالوا يعيشون بيننا في سلام واحترام، وما زلت أجد في اسطنبول بعض النصارى يعلقون الصليب على صدورهم فلا يتعرض لهم أحد، هذه هي ثقافتنا ولكن شوهها الاستبداد والغرب بافتراءاتهم.
القضية ليس قضية حادثة هنا أوهناك مفبركة أمنيا، وإنما القضية هي قضية الإسلام والمسلمين يتم شيطنتهم بشتى الوسائل.

وكما نعلم أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة ولاننسى الخلق البراغماتي الذي تربوا عليه.

اسمعوا ما يقوله بعض الغربيين

قال الرئيس الامريكي نيكسون : إن دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه .
وقال المستشرق البيرو مادول :لن تقوى الذرة أو الصواريخ  على وقف تيارهم .
وقال المستشرق مرمادوك : المسلمون يمكنهم أن ينشروا حضارتهم إلى العالم ،لأن الغرب الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم.

هذا هو الواقع الغربي إنهم يخافون من الإسلام القادم التي لا تستطيع قوتهم المادية مواجهته، لأن المباديء لا تحارب بالسلاح.

على الغربيين أن يفهموا أن الإسلام غير الشيوعية، وبالتالي عليهم أن يغيروا موقفهم منه من منطلق التنوع الحضاري، ولكن المشكلة في المنهزمين نفسيا الذين يرددون سمفونية الحضارة الغربية وكأنها الحلقة الأخيرة في الحياة كما يدعي فوكو ياما صاحب نظرية العولمة .

وسوم: العدد 902