ولينكشف سر الأسرار ( 3 ) الإسلام السياسي : ليس الإخوان وحدهم ؛ والتعضية كفر

... عرفنا بعض سر الحملات الصهيونية على الإخوان ..وكذلك بعض أتباعها لخشيتهم ..إذا نجح حكم إسلامي صحيح نزيه حر متكامل ..أن يكشف عوارهم ويعري فسادهم ..ويسقط دعاواهم ..وبالتالي يلغي شرعيتهم الزائفة!..وهذا مما يدفع كثيرين إلى السدور في غيهم والمبالغة في التهجم على الإسلام وحركاته العاملة ..إلى درجة غير معقولة ..في بعض الأحيان! 

..وإن كنا لا نغفل عن المصالح المشتركة .. والمؤامرات المتنوعة..ونزوع البعض إلى أصله العميق والمغطى ..,الذي يبدو أنه جاء أوان كشفه .وهي المراحل الأخيرة للسرطان اليهودي الصهيوني!!  .. 

   قلنا من قبل :.. إن الإسلام لا يتجزأ ولا يتنوع..ولكنه إسلام واحد .هو مجمل ما جاء في الكتاب والسنة..بدون نقص أو تحريف..  

..وهنالك ما يسمى ( معلوما من الدين بالضرورة ) ويقول العلماء ..إن إنكار شيء منه كفر بواح!.. 

ومعلوم أن كل القرآن ثابت ثبوتا قطعيا ..ومعفوم بالضرورة..فلا يمكن إنكار كلمة منه..ولكن دلالاته تختلف فمنها ماهو قطعي ..ومنها ما هو ظني ..حسب ما ثبت 

.. والآيات التي في القرآن عن الجهاد وأحكامه والحكم والتشريع والعدل وصنوف المعاملات والعلاقات ..معروف معلوم ..لا يمكن إنكاره ..  

والتفريق بين مختلف الأحكام ..وتخير البعض وترك البعض مما يسمى التعضية   ( نؤمن ببعض ونكفر ببعض) .خروج على الدين المتكامل! 

ألم يقل الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه( لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة..؟! .. فكذلك ! 

..ولذا فكل من قال :أنا مسلم ... يجب أن يُحكّم الإسلام في كل أمور حياته ..ويسلم قياده إلى الله وشرعه .وإلا لم يعتبر مسلما " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا..أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم".. ولو أنكر ..أو خالف حكما واحدا ثابتا ..عامدا غير معذور! 

... واسمع قول الله تعالى"وأن احكم بينهم بما أنزل الله ، ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن(بعض) ما أنزل الله إليك،..فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم.." 

وبعدها " أفحكم الجاهلية يبغون؟!..ومن أحسن من الله حكا لقوم يوقنون؟!"! 

فوضع الله حكمه في كفة ..وحكم الجاهلية في كفة مقابلة – وهي كل ما عدا حكم الله ..لأنه مبني على جهل غالبا..أما االله فهو يعلم الغيب سابقا ولاحقا وظاهرا وباطنا ..فهو أعلم بالخلق من أنفسهم ..وما يقرره لهم أصلح لهم مما تقرره أهواؤهم ..وأفكارهم القاصرة! 

... إذن لفظ أو اصطلاح [ الجاهلية ] لم يخترعه سيد قطب – أو غيره من الخلق-كما يدعي البعض!؟؟ فها هو في صريح القرآن ..وقد تكرر فيه وفي السنن كثيرا.. 

.. بقي أن نقول: إذا كان هذا هومأ أُخِذ على الإخوان .. فليسوا وحدهم المعتقدين به ..ولكن كل مسلم فردا كان أو مجموعة.. 

..ومن ينكر الآيات السابقة وأمثالها يخلع ربقة الإسلام من عنقه !! 

وماهي السياسة ..إذا لم تكن الحكم وإدارة المجتمعات وشؤون الناس وحياتهم؟ 

..ولكن لأن الإخوان أشهر وأظهر وأكبر وأشمل التجمعات الداعية للإسلام الشامل ولتحكيمه في شؤون الحياة ..ولأنها تستقطب تأييد الكثيرين ممن يتوقون للعيش في ظل شريعة الله ..وينهجون نهجا سلميا [ ديمقراطيا]..أصبحوا مع الزمن ..أكبر خطر يهدد الفساد والأوضاع غير الطبيعية التي تصادر حريات الشعوب وحقوقها – والنظم الفردية والبوليسية والقمعية –التي هي وأمثالها اللون المفضل لدولة اليهود التي هي كالجرثومة ..لا تستطيع العيش إلا في أجواء منتنة موبوءة!! وحماتها وحلفائها .لأن الإخوان ..أو أي تيار إسلامي - لو سيطروا ديمقراطيا – كما يحاول الإخوان- لضاق الخناق على دولة اللصوصية والاغتصاب والعنصرية ..- كما نفهم من أقوال بعض كبارهم ..والتي أوردنا بعض أمثلة منها في بداية حديثنا في هذا الموضوع ! 

حزب التحرير أنضج في السياسة..ولكن: 

 من التجمعات الإسلامية التي تنتهج نهجا سياسيا بارزا حزب التحرير ..الذي  أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني في أوائل الخمسينيات ..في الأردن وفلسطين ..بعد أن برز ببعض محاضراته في بعض شعب الإخوان في القدس وغيرها ....ثم استقطب كثيرا من الإخوان وانفصل بهم ..من أمثال صالح جاسر وهاشم أبو عمارة – الذي أصبح فيما بعد - سفيرا للأردن في البحرين والشيخ عبدالعزيزالخياط الذي أصبح وزيرا للأوقاف الأردنية بعد تركه الحزب وتأليفه قصيدة طويلة عصماء وهو في سجن المحطة بعمان- في مديح الملك حسين..إلخ  

وخاض حزب التحرير غمار الحياة السياسية ..وناصب الإخوان العداء ..ولكنه كان سببا في تنشيطهم ودافعا لتطوير أدائهم . 

..وحزب التحرير يركز كثيرا على النواحي السياسية أكثر من غيرها ولا يهتم بالنواحي السلوكية والأخلاقية ..حيث قال الشيخ تقي في كتابه( نظام الإسلام): فالأخلاق لا تؤثر على قيام المجتع بحال !  

وله غير الكتاب السابق كتب كثيرة منها : النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي والشخصية الإسلامية ..ونظام الحكم في الإسلام ..وغيرها .. 

..وقد سطر الحزب دستورا إسلاميا متكاملا على نسق الدساتير المعروفة .. 

وانتشر الحزب في الأردن وفي بعض البلاد العربية والإسلامية ولاقى مقاومة عنيفة من معظم نظم الحكم ..حتى إن معظم أقطابه قضوا سنوات في السجون مثل الشيخ أحمد الداعور الذي مثل الحزب في أكثر من دورة في مجلس النواب الأردني وغيره من الأقطاب .. وكان معظم نشاط الحزب سريا ..وغالبا ما يعتمد على البيانات ..وله مجلة ( الوعي) التي تصدر في لبنان ..وتهرب لغيره وتصور على مستوى واسع 

 ذلك أن الحزب ينتهج خطابا عدائيا متوترا تجاه معظم النظم السياسية والحكومات والزعماء ..ويتهم الأكثرين بالعمالة ..وهو مغرم بتقسيم الناس بين عملاء أمريكا وعملاء بريطانيا ..ويؤمن بوجود صراع محتدم بين الدولتين ..أدى لوراثة أمريكا كثيرا من مناطق النفوذ البريطانية ..التي غابت عنها الشمس! 

..كما أن الحزب يتجنب الأنشطة الإنسانية والخدمية – بعكس الإخوان- فهو – كما يرى الشيوعيون .. يرى أن تقديم الخدمات للجماهير مساهمة في تخديرها عن الثورة على الظلم والظالمين! 

..كما أن الحزب لا يؤمن بالعنف – إلا اللفظي- ..وهو يعمل على أساس استقطاب النصرة ..عسى أن يقتنع بعض الضباط بفكره فيقوموا بانقلاب ويسلموه السلطة!! 

..وقد كان ينتقد الإخوان في الخمسينيات ..ويروج لمقولة ..: إن حركة عمرها 25 عاما ولم تنجح في هدفها حركة فاشلة ..!! وهاهو قد مضى على تحركاته 70 عاما ..وما زال يتباعد عن تحقيق أهدافه ! 

       علم ..ودستور..ومجلس أمة          كلٌّ عن المعنى الصحيح محرَّفُ 

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) 

وسوم: العدد 906