أهي مشكلة لغة ، أم مشكلة عقول ، أم مشكلة ألسنة ؟

اللغة هي أداة التعبير، ووسيلة التفاهم بين الناس ! وهي مختلفة اختلافاً كبيراً بين الناس ، فلكلّ قوم لغتهم ! وأحياناً تكون ثمّة لهجات متعدّدة ، في إطار اللغة الواحدة !  

ومع تطوّر أدوات الاتصال بين الناس ، وشدّة التقارب بينهم ، برزت لغات معيّنة ، على أنها لغات عالمية ، كالإنجليزية .. وغيرها  ! 

وهذا كله من الأمر الطبيعي ، الذي لايحتاج إلى تأمّل كبير لفهمه ! 

المشكلة هي القدرة ، على التفاهم ، بين أصحاب اللغة الواحدة !  

وقد شكا بعض الناس ، من ضعف قدرة سامعيهم ، على فهم كلامهم ! فقال أحدهم ، يصف شخصاً بالضعف ، في فهم الكلمات الواضحة .. أو بالبلادة : 

أقول له : زيدٌ ، فيحسب خالداً     ويقرؤها عَمراً ، ويكتبها بَكرا ! 

وقد قال المتنبي ، يعيب على بعض الناس ، ضعفهم في فهم شعره : 

وكمْ من عائبٍ قولاً صحيحاً    وآفتُه من الفهم السقيمِ 

ولكن تأخذ الأذهانُ منه     على قدر القرائح والفُهومِ  

وقيل لشاعر قديم : لمَ تقول ما لايفهم ؟  

فقال : ولمَ لاتفهم مايقال ؟ 

ويبقى السؤال المطروح ، هو : 

إذا كانت اللغة واضحة مفهومة، يعرفها الجميع ، فلمَ يصعب التفاهم بها، بين الناطقين بها؟  

فهل تكمن المشكلة : في العقول ، أم في الألسنة التي تحرّكها العقول ؟ وقديماً قال الشاعر: 

إنّ الكلام من الفؤاد ، وإنّما    جُعل اللسانُ ، على الفؤاد ، دليلا 

وسوم: العدد 914