النصح التوجيه الإرشاد الاقتراح : مصطلحات تأتلف مسمّياتها ، وتختلف سياقاتها !

النصيحة : قدتكون من الأب لابنه ، ومن صاحب الرتبة الأعلى ، إلى الأدنى مرتبة، وبالعكس .. ومن العقلاء جميعاً للعقلاء جميعاً ! وهي تختلف عن الأمر والقرار! 

قال تعالى ، على لسان بعض أنبيائه ، يخاطبون أقوامهم : 

(ونصحتُ لكم ولكن لاتحبّون الناصحين). وليس للنبيّ ، أن يلزم قومه العصاة ، بأمر الله ! 

قال النبيّ : الدين النصيحة .. قلنا : لمَن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم ./ رواه مسلم 

وقد تكون النصيحة عامّة أو خاصّة .. كما قد تكون في شأن عامّ أو خاصّ ! 

وقد ورد على ألسنة بعض الشعراء ، أنهم لايحبّون النصيحة على الملأ ، بل على انفراد ؛ كما قال الشافعي : 

تعمّدني بنصحك ، في انفرادي   وجنّبني النصيحة ، في الجماعهْ 

فإنّ النصحَ بين الناس ، نوع      من التوبيخ ، لا أرضى استماعهْ 

وإنْ خالفتني ، وعصيت قولي     فلا تَجزع ، إذا لم تُعط طاعهْ 

أمّا التوجيه والإرشاد والاقتراح .. فتأتي ، في العادة ، على شكل نصيحة ، لا يُلزَم بها من توجّه إليه ، من أيّة جهة صدر، وإلى أيّة جهة اتّجه ! بَيدَ أن قيمة كلّ منها تختلف ، بحسب الظروف والأحوال ؛ فقيمة الناصح ، وصلته بالمنصوح ، وخبرة الناصح ومكانته .. كلّ ذلك يؤخذ بالحساب ، عند توجيه النصيحة ، وعند سماعها ! 

وسوم: العدد 914