أهل الأرض ...

وعند كل منحنى يطل علينا من يقول ادعاء : نحن أهل الأرض ..ومما قاله الحبر الأعظم بالأمس من مقر الحكومة العراقية : "المسيحيون أهل ألأرض وملحها ..

وكلمة الفصل الربانية في وراثة الأرض جاءت على لسان سيدنا موسى  "وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ..

فكيف يكون المسيحيون  أهل الأرض ، وعمر المسيحية في هذا العالم  ألفا عام  ، وعمر هذه الأرض وعمر إنسانها وحضارتها وأقوامها يصل به العادون إلى مليون سنة . ..

وإن أهم ما يجب أن نذكره من وراثة المسلمين لهذه الأرض أنهم كان الامتداد الطبيعي لدعوة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ..وأنهم

أولا - لم يبيدوا ...ولم يهجروا ... ولم ينصبوا محاكم التفتيش،  فيكرهوا الناس على عقيدة ولا على دين وأن بقاء هؤلاء المخالفين لهم في العرق والدين والمذهب هو الشاهد وليس الشاهد عليهم  ...

في الأندلس الإسلامية التي تحولت بالإكراه إلى كاثوليكية ، استعان خلفاء البابا بمحاكم التفتيش التي نعلم عنها ويعلمون ..والتي كان وقودها الملايين الخالفين من مسيحيين ويهود ومسلمين ..

اإن لذين يحملون رسائل السلام يتجنبون أن يستفزوا الآخرين ، ويتجنبون التحرك والتعاقد في الظلم مع قوم ظالمين .. ..

المسلمون المتهمون في فحوى كل الأحاديث المجنونة والملحونة  لم يملكوا في الحرب التي تشن عليهم بارجة ولا طائرة ولا برميل متفجر ....يقتل الناس تحت عناوين مصائد الذباب والإرهابيين ..

ربما ما يزال بعض الناس يعجزون عن التمييز بين المسيحي والروماني . لأمر ما تصر روايات الإنجيل على تبرئة الروماني الوثني بيلاطس من دم المسيح!!

أما الحديث عن ملح الأرض فهو قديم منذ قال أقوام : نحن أبناء الله وأحباؤه ورد عليهم " رب العالمين " فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق.

الأرض لله

ولكل من يعمرها بالحق والعدل والسلام ...

والحب ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 919