أخرجوهم من قريتكم ! لكن هل يمكن إخراجهم اليوم ، كما قال سفهاء قوم لوط ؟ ومَن يُخرج مَن ؟

في القرآن الكريم ، قال قوم لوط ، بعضهم لبعض : (أخرجوا آلَ لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهّرون) .  

وقد ساد عمل قوم لوط ، اليوم ، في بعض الدول ، التي تدّعي التحضّر والتمدّن ، فمَن يُخرج مَن ؟ 

عادة الشذوذ ، التي كان يمارسها قوم لوط ، صارت اليوم محميّة بقوانين ، تسنّها مجالس النوّاب ، ويُنظر إليها على أنها أخلاق شخصية ، لايجوز المساس بها ! 

وقد   تحوّل الشذوذ ، من كونه شذوذاً ، فصار اسم الذين يمارسونه (المثليين) ، وصارت لهم حقوق يَدّعون بها ، وفقاً للقوانين السائدة ! 

فمَن يُخرج مَن ؟  

إن بين المثليين حكّاماً : وزراء ، ورؤساء وزارات ، ورؤساء دول .. فهل يُخرج هؤلاء مواطنيهم غير المثليين ، من بلادهم ؟ 

وإذا كانت الدعارة عاراً ، في سائر الملل التي تلتزم بشيء من الأخلاق الحميدة .. فهل يُخرج تجّار الدعارة مواطنيهم الشرفاء ، من البلاد ، أم يُخرج الشرفاء تجارَ الدعارة ودعاتها ومروّجيها ، من البلاد ؟ والدعارة خلق شخصي محميّ بالقانون ! 

وهكذا تقاس سائر العادات الذميمة ، على ماهو معلوم من الأخلاق الرفيعة ، التي تعارف عليها البشر! 

فمَن يُخرج مَن ؟ وكيف ؟  

والسؤال الأخير والأساسي والحسّاس : ما عقوبة المجرمين ، مستبيحي المنكرات ؟ وما عقوبة من يؤازرهم ؟ وما عقوبة من يرضى بأفعالهم ، التي يسمّيها أصحابها خلقاً شخصياً؟ والسؤال الأهمّ هو: إذا كانت الشعوب تختار مَن يسنّ القوانين الفاجرة ، فهل هي في منأى عن الدمار ؟ 

وسوم: العدد 923