اجتهدوا ، واجتهدنا : الاجتهاد السياسي من أصعب انواع الاجتهاد !

 في الحديث الشريف : إن الله لايقبض العلم ، انتزاعاً ، ينتزعه من صدور العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبقِ عالماً ، اتّخذ الناس رؤوساً جهّالاً ، فسئلوا فأفتَوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا ! 

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

بعض الفئات الإسلامية ، على مستوى الأفراد والمجموعات : تقول : 

  اجتهَدوا ، واجتهدتم ، واجتهدنا ! ما أسهل أن يقول شخص من عامّة الناس ، مثل هذا الكلام !

فما معنى هذا ؟ معناه ، بكلّ بساطة : أن الاجتهاد حقّ للبشر، جميعاً ، للعالم والجاهل ، وللصغير والكبير.. دون مراعاة شروط الاجتهاد ، التي اتّفق عليها علماء الأمّة ، عبر السنين ، ومن أهمّها : 

العلم الشرعي : الذي يؤهّل صاحبه للاجتهاد ، ومنه ، بالطبع ، العلم باللغة العربية !  

العلم التخصّصي : سواء في المجال السياسي أو غيره .. ممّا يقوم على أساسه الاجتهاد ، ومن أهمّ أنواع العلم الفنّي التخصّصي ، وأخطرها ، وأكثرها مزالق ، العلم السياسي ، الذي هو علم وفنّ وخبرة ، وممارسة جادّة عميقة ! 

لقد باشر بعض قادة العمل الإسلامي ، العملَ السياسي ، وخاضوا في أخطر أموره ، وهو العمل العسكري .. فماذا كانت النتيجة ؟  

لن نتّهم ، ابتداءً ، سائر الفئات الإسلامية ، التي خاضت الحروب العسكرية في بلدانها ، وفي غيرها ، اجتهاداً ! وحسبنا أن نشير إلى بعض المتحمّسين ، الذين رفعوا رايات الجهادالإسلامي ، ونخصّ منهم ، تحدبداً ، الدولة الإسلامية في العراق والشام ، التي انتشر اسمها على أنها : داعش ! وصارت رمزاً للتطرّف الإسلامي !  

فهل هي ذات اجتهاد صحيح ، بالمفهوم الشرعي الإسلامي ، من حيث العلم بالشرع ، ومن حيث العلم بالسياسة ، ومكائدها وأساليبها ، ومنعرجاتها ودهاليزها .. أم هي مجموعات إسلامية ، متحمّسه لتطبيق الشرع الإسلامي .. وقادتُها دمىً ، في أيدي أجهزة الاستخبارات المتنوّعة ، يوظفونها كما يريدون ، حتى صارت مقاتلتها ذريعة مشروعة ، لكلّ من يريد القضاء ، على الإسلام وأهله ، في سائر أنحاء الأرض ؟  

 

وسوم: العدد 931