لأبطال منبج تحية وتجلة ..

كنت أكره "شيخ الكتاب" الذي ينقر على رؤوسنا ونحن صبية صغار  بالقصبة من بعيد وما زلت !!!! وما زلت أراه في صور وأشكال ، يحرك النار ويغني لأوارها ولهيبها ، ويخدع من يخدع " بصك غفران " أو عقوبة " حرم " يضرب به وجه أو قفا كل من قال له " لا "

وأوجه أول أمري التحية والتجلة لأهالي منبج الأحرار الذين ما زالوا يقارعون الظلم والظالمين أفانين ...

ثم أدعو الله أن يتقبل شهداءهم في عليين ، وأن يشفي جرحاهم، وأن ينصرهم على أعدائهم ..

ولو كان سهما واحدا لاتقيته .. ولكنه سهم وثان وثالث

اللهم انصر أهلنا في منبج، ثبت أقدامهم ، خذّل عنهم عدوهم . اربط على قلوبهم وسدد رميهم . ولي على منبر الشيخ عقيل المنبجي ذكريات وأيام.

ثم أقول لكل الذين التحفوا الحدث تنطحا وتنطعا ...

الثورات لا تقاد على طريقة " شيخ الكتاب أبوقصبة طويلة " سورية لن تتحرر بتحريك أي مربع من مربعات العيش فيها. هؤلاء الشهداء الذين ينشدون " ركضا إلى الله بغير زاد " هم أبناؤنا وإخواننا وأهلونا ، وليسوا سلة عملات احتياطية تتصرفون بها مرة يورو ومرة دولار ..

الفعل الثوري يجب أن يكون في سياق، والحدث الذي ينتظم في شبكة وسلسلة تمتد حتى تقلع المستبد الفاسد، والأحمق الباغي... إذا تحركت مدينة أو بلدة ، فزع كل السوريين لها ، وليس راحوا يصفقون ويصفرون ( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً )

وإذا غاب مشروعكم فالصمت أولى بكم ..

وكلهم يغدو يتمسح بشعر مدينة البحتري الجميلة ...

خداع يا قوم يمارسه عليكم المفلسون ..

يا أبناء منبج الأحرار ...

ادفعوا عن أنفسكم وعن أعراضكم وعن أمولكم قدر ما تستطيعون ، واصبروا إن وعد الله حق ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون..

( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 931