الوقائع السورية، و"نقطة من أول السطر"، و"دليلي احتار"

أحاول أن أتفاعل مع "الوقائع" السورية، التي تهم ثورتنا كل صباح.

إن فرقت الأفكار وعالجتها في موقف واحد، يكتب إليّ عزيز نحن في عصر السندويشات فلو خففت عنا!!

وإن فرقتها في عناوين وأفكار، يقال لي: أكثرت علينا يا صاح.. في سبع رسائل متتاليات!!

حتى خطر ببالي، أن يكون المهم في رسالة واحدة مكونة من أفكار.

يتصدر كل فكرة عنوان "نقطة من أول السطر."

وتقرأ ما شئت متتبعا العنوان. تقرأ ما تختار وتتجاوز ما تريد!!

وإذا رأيتني أعالج غير المشاكل اليومية السورية فسامحني فهو هرب من واقع مثخن أو مغفل. أحيانا أحاول أن أعبر هكذا:

"في بيتنا ميت تشاغل أهله عن إكرامه"

لعلكم تتفكرون. والآن لنبدأ

نقطة من أول السطر

كل المشتغلين على الملف السوري.. لا يهمهم أمرنا!!

كل الذين يتحركون على الأرض السورية، ويشتغلون في الملف السوري، يفعلون ذلك لمصلحتهم. لا أحد يسعى لمصلحة السوريين. كل أمات الطير تسعى لمصلحة فراخها. ومصير الفراخ التي تقع أماتها في شبكة الصياد، أن تموت وإن بقيت سالمة في أعشاشها. تقول لي معلوم!! نذكر بعضنا بالمعلوم حين نبدو وكأننا لا نعرفه..

التناوشات الأمريكية- الروسية في سورية، ليست لمصلحتنا، ولا ينبغي أن نعوّل عليها، وأن لا ننتظر منها.

يقول العربي:

ويلاه أن نظرت، وإن هي أعرضت

وقع الســــــــــهام ونزعهـــــــــن أليــــــــــــــم

ويل لنا، إن اتفقوا فعلينا. ويل لنا اختلفوا فنحن الذين ندفع الأثمان!! لا تعجب.

وكذا

لقاء ما يسمونه الرباعية الذي تسعى عليه روسية، ليس لنا فيه سهم.

تسألني من الرباعية؟؟ أقول وارثو أستانا بعد ان انضم إليهم الاسد..

كانت العرب تقول، وهو شاهد عند النحويين:

إن من صاد عقعقــــــا لمشـــــــومُ

فكيف من صاد عققان وبومُ

عرفت "العقعقان والبوم"

نقطة من أول السطر..

أنا ما فهمت سر هجمة المعارضين السوريين بشكل عام عن سؤال مواطنة سورية عن "مذكرة الإحضار" ، وإنكارهم عليها، وسخريتهم منها؛ الحمد لله في واحدة في سورية نطحتها البوابة، فشجتها، فصحت من حالة انضباع. ألم تحكي لكم الجدات والعمات والخالات حكايات المضبوعين الذين يسيرون وراء الضبع إلى "المغر" ثم تكون النهاية السعيدة بأن يرتطم رأس بجدار..

رحبوا بكل نسمة تلحق بعالم الحرية. وأخيرا وصل غودو، بعد طول انتظار، فلعله يستحق الترحيب. الترحيب لا النكير!!

نقطة أول السطر..

الدول العربية التي تقول إنها خاب ظنها في تجاوب بشار الأسد مع خطة الاصلاح!! قالوا له: قديش الك في القصر؟؟ أجابهم: البارحة العصر!! ليس من فراغ ثار السوريون بل من يأس. لا بأس عليكم إن فكرتم بحلب الذبابة، فيجب أن تكونوا صابرين. ضعف الطالب والمطلوب.

نقطة من أول السطر

نكرر شكرنا للدولة التركية على استقبال مرضى السرطان، نتنمنى أن بعض أهل الرشد يتابعون خطة الاستقبال، وخطة العلاج، من الدخول إلى الخروج؛ مثلا يحتاج إلى نظر الراشدين تحديد أعداد المرضى المستقبَلين!!

يحتاج إلى نظر الراشدين تحديد حق المريض المدنف أو المتعب في المرافق (المدنف مريض السرطان المشرف على الشفاء بإذن الله)

هل الطفل المريض فوق الثامنة يستغني عن رعاية والديه أو أحدهما؟؟. هل كان أحدنا سيرسل ولده الذي في التاسعة، إلى المستشفى منفردا!!

تحتاج إلى نظر الراشدين مراكز استقبال الأعداد الكبيرة من المرضى، وكل ما يصاحبها، وما ينتج عنها، وما يترتب عليها..

ليتفاعل الراشدون مع القضية بعقل وقلب.

ولا نملك إلا أن نقول شكرا.، فمن ذكرني ببندقة اعتبرته أعزّ الصدقا..

نقطة من أول السطر..

أصبحت عنوان إعادة الإعمار في سورية تعلّة ومشغلة وتُكأة وعقبة؛ وهو الذي يجب أن يكون حافزا

باختصار شديد ومكثف..

امنحوا السوريين أمنا وأمانا وحرية فكرية وسياسة واقتصادية، في ديارهم، وانتظروهم على صفحات مجموعة غينيس، انركوا مشروع إعادة الإعمار عليهم، وسوف يتذكر الحلبيون جميعا أنهم كانوا في خمسينات القرن الماضي، يدخلون المضمار مع مانشستر واليابان..

على الله تعود على الله..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1043