مؤتمرات للمعارضة السورية .. يا باغي الخير

مررت فيما مررت به هذا الصباح بمقال، "لمعتبَر سوري" تحت عنوان "موسم مؤتمرات المعارضة السورية" يحصي فيه مؤتمرات المعارضة خلال أشهر ، وينتقد، ويؤلم، وتكون زبدة كلامه أن كثرة الكلام مع قلة الفعل تضر ولا تنفع..!!

وأنا لا أدري ماذا يضير هذا الإنسان أن يجتمع السوريون، فيتعارفوا ويتآلفوا ويتداولوا على أي مستوى من المستويات!!

نعم كثرة الكلام مع قلة الفعل مضرة. ولكن غياب الفعل وغياب الكلام أشد ضررا. تأملوا الجملة الأخيرة فهي مهمة. وعليها مدار عمل الكثير من الناس. لا يقدر على فعل، ويأبى القول، فكأنه ما كان "فص ملح وذاب" "لسان الفتى نصف"

وقال:

لا خير عندك تهديهـــــــــــا ولا مال

فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

والسوريون عاشوا أكثر من نصف قرن في ظل قانون الطوارئ، الذي كان من بنوده فيما أذكر: حظر اللقاء على أكثر من خمسة أشخاص!! حتى فقد الناس قواعد التعامل الاجتماعي والأدبي في "الأوض" والدواوين.

أي ضير لو اجتمع كل يوم فريق من السوريين، وكان من ثمرة لقائهم أنهم اجتمعوا، وأنهم تعارفوا، وأنهم شربوا القهوة أو الشاي معا؟؟

المجتمع السوري في حالة تصحر اجتماعي. وللاجتماع الإنساني أبعاده الاجتماعية، الفكرية، السياسية..فمدوا ظلالها.

لو اجتمع خصومك أو مخالفوك، فاتفقوا على رأس، فإن التعاطي معهم سيكون أسهل عليك!!

يقولون في ديوان الحكمة:

وإن النار بالعودين تُذكى

وإن الحرب مبدؤها كلام

أول الخير كلام

وأول الشر كلام

والصمت موت.

ولا تعجلوا على بعضكم. ولم أكن مدعوا لأي من هذه المؤتمرات. ولكنني أدعو لباغي الخير بالخير

يا باغي الخير أقبل..ويا باغي الشر أقصر..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1043