هذا بيان للناس وللأحباب جميعا على جميع الضفاف

الجهاد ضد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" وغيره من هيئات وهياكل المعارضة باطل .. باطل.. باطل..

لن أقول لأحبابي الجادين، لا تضيعوا أوقاتنا، بل سأقول: لا تضيعوا أوقاتكم- اللهم بارك لنا في أوقاتنا-

وليكن لكل فرد، لكل فئة، لكل مجموعة منا، مشروع وطني عام جاد، مشروع جاد كلي أوجزئي لا بأس، ولكن النفخ في هذه الرغوة أو عليها، لم يعد مجديا، بل وأقولها بصراحة واضحة: إن الاشتغال بهم والاشتغال عليهم مثل الاشتغال معهم. ويكفينا ويكفي ثورتنا ويكفي وطننا منهم ما لقينا، خلال عشرة أعوام..

إكرام الميت دفنه. ولا عزاء بعد ثلاث.

ومن كان منا جادا، وكثير منا كذلك بفضل الله علينا؛ فليجد لنفسه عملا مفيدا نافعا، فرديا أو جماعيا، فليقدمه في سبيل النفع العام..الثغرات في وطننا مفتوحة ومخلاة..

يقول تعالى (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ..)

يا إخوة.. يا أحباب .. يا أصحاب .. يا شيوخ.. يا شباب.. اتركوهم لما تولوا..

يا إخوة هؤلاء المساكين لا يملكون نفعا فينفعون، ولا ضرا فيضرون، والاشتغال بهم نوع من العبث.

الطفل اليتيم يدرك خلال ثلاثة أيام أو ثلاثة أشهر أنه كان له أب فمات..وأن عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه ومسؤولية أخيه الرضيع!!

أيها الأحباب كفّوا وعفّوا.. جزاكم الله خيرا..

كنا نقول: مصائبَ الدهر كُفّي، فإن لم تكفُي، فعُفي..

ثم إلى القائمين على الائتلاف من الذي قد يصلهم هذا الكلام، هذا ليس طعنا فيكم، ولا هجوما عليكم، ولا فيه تخوين ولا تهوين. هذا نصح للسوريين، وحرص على ما بقي من شربهم أن يكدر.

وأنا المواطن الضعيف المستضعف أتابع كل يوم بعين إيجابية كل ما يصدر عنكم.

نحن مهما قيل عن المريض: مدنف، ومشرف على الموت، وداخل في غيبوبة، وتحت الانعاش نظل نقول، بروح الفأل عافاه الله، وأحيانا نقول بلغة اليأس الملفع بالشفقة: نسأل الله له اللطف، ومرمى اللطف هنا بعيد: أسأل الله لنفسي اللطف ولكم ولجميع السوريين..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1046