السيسي قدم لهم خدمات جلّى- لكن نتنياهو كالقِطط يأكل ويُنكر!

لقد أدلى رئيس هيئة الاستعلامات المصرية التصريح ردًا على الجانب الإسرائيلي، فيما ادعاه من تهريب الأسلحة إلى غزة عبر الحدود المصرية، ومن الواضح أن الهزيمة والفشل في تحقيق أي انتصار دفعا القوم لنشر الادعاءات يمينًا ويسارًا، ومثل هذه الادعاءات تعالج بتصريحات دبلوماسية ترد دون أن تقول شيئًا، أو أن يتم تجاهلها تمامًا؛ لأنها لن ترتب أثرًا في العلاقات بين البلدين!

بَيدَ أن رئيس الهيئة، ورئيس لجنة الحوار الوطني، والوزير القادم بإذن واحد أحد، كشف عن إنجازات أهل الحكم في هذا المجال،وقد جاء ليهش ذبابة من على وجه أهل الحكم، فهشم عظامهم، وجعلهم بين الحياة والموت! بقوله -: «إن بلاده دمرت على مدى العشر سنوات الماضية 1500 نفق، وقامت بتعزيز الحدود بجدار خرساني، على طول الحدود الممتدة، وهي 14 كيلومترًا، وأنهم أنشأُوا منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات».

وهو تصريح مثّل مادة دسمة للمعارضة، لتصول وتجول؛ لأنه يمثل دعمًا للادعاء الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بأنهم لا يمنعون وصول المساعدات لأهل غزة؛ لأن مصر من تحاصرهم وسيادتها على معبر رفح كاملة، فجاء الرد نحن لا نحاصر القطاع، لكننا عزّزنا حصاره!

عندما قال ممثل إسرائيل ما قال، فإن من ردّ عليه (مع اختفاء كامل للسلطة) قال: إنهم سيرسلون خطابًا للمحكمة يردون به على هذه المزاعم، لكنهم لم يفعلوا إلى الآن، وكنت قد كتبت منذ هذه الطلعة الجوية الأولى: إنهم لن يفعلوا، وهو ما حدث فعلًا، فقد علمنا منطق القوم!

وبعد أيام من الوعد بالردّ، وفي مقابلة تلفزيونية سُئل رئيس الهيئة عن الرد، فتجاهل الأمر، ولم يقل إنه لا «جواب» ولا «كتاب» لكنه قال: إن جنوب إفريقيا تعرف الحقيقة. وهل الخصومة المحتملة ستكون مع رافع الدعوى أم مع المحكمة، إذا أخذت بالدفع الإسرائيلي بما يمهد لمحاكمة السلطة في مصر مستقبلًا؟!

لم تجد الأبواق الإعلامية في القاهرة ما ترد به على الإمساك في الدفع الإسرائيلي، الذي أبدته أمام المحكمة، إلا أن المعارضة تصدق إسرائيل وتتبنى روايتها، كما لو كانت السلطة في مصر تقف على خط النار في مواجهة تل أبيب، وها هي تصريحات ذات رئيس الهيئة تعزز من الادعاء الإسرائيلي!

كل هذه الإنجازات قدمها القوم لإسرائيل؟ ليكون السؤال: من تحمل كلفتها، البلد التي تعيش على الديون، وقد قدم هذا «عربون محبة» للجانب الإسرائيلي، ألم يكن من اللائق أن يدفعها الجانب المستفيد بحصار غزة وشعبها؟!

يا إلهي! كم كلفة هدم 1500 نفق، والجدار الخرساني بطول الحدود، والمنطقة العازلة مع غزة، وبعد كل هذا لا يعترف نتنياهو بالجميل ويتحرش بالقوم!

إن نتنياهو كالقِطط يأكل ويُنكر!

وسوم: العدد 1068