أعتذر أني إسلامي

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

كم يركبني الخزي والعار عندما أري أناس ينتسبون إلي كونهم إسلاميون ولكنهم يخذلون الإسلام من ثغرتهم التي يقفون عليها .

إن تزين الإنقلاب العسكري بالدين الإسلامي في صورة شيخ الأزهر الذي رضي الدنية في دينه ونطق لسانه تزييفاً أنه أخذ بأقل الضررين ، وحزب النور الذي باع دينه قبل أن يبيع وطنه ومن ثم باع آخرته بدنيا غيره حيث أنه إدعي أن درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة لهو خيانة دينية قام بها هؤلاء تدليساً وتزييفاً لأناس يظنون فيهم خيراً فخدعوهم في صورتهم الإسلامية.

إن النصاري والليبراليين والعلمانيين والبوذيين والماسونيين يقولون أن الإنقلاب أسقط الإسلاميين، وسيسقط المظاهر الإسلامية في الفترة القادمة فلن تجد للمنتقبات مكاناً، كما لن تجد للمحجبات طريقاً يسلكونه، لأنهم يعتبرون هذا نوعاً من التخلف والرجعية .

إن صوت النصاري الذي تكاتف معه حزب النور وشيخ الأزهر وحزب مصر القوية نادي بأعلي صوته أن ثورة 30 يونيو ستكون علي الإسلام [ الإسلام السياسي كما ادعي جورج إسحاق ].

لقد بارك ضاحي خلفان للجميع سقوط الاسلاميين من الحكم  في مصر قبل خطاب الجيش بعدة أيام وبيعت مصر للنصارى والعلمانيين أصدقاء السياسة الأمريكية وأن الإسلاميين ليس لهم مكان في الدول العربية ولا غيرها!

إن الأسي يملأ قلبي عندما وجدت علماء أجلاء ينقلون لنا الدين في صورته الراقية ومظهره الجميل ولكنهم عند أول نصرة للإسلام يتخلون عنه بمجرد أن قالوا لهم لن تظهروا في وسائل الإعلام ثم أوقفوهم عن برامجهم الفضائية.

إن الشيخ محمد حسان وحسين يعقوب وأبي إسحاق الحويني رفضوا الإنقلاب العسكري والغدر بالرئيس الإسلامي ووقفوا وقفة سعدنا فيها بعلماءنا أنهم يوجهون الأمة نحو دورها الحقيقي، ولكنهم بمجرد أن جلسوا مع رجال أمن الدولة الذي عادوا من جديد وحذروهم من مناصرة الثوار وجدنا أراءهم قد تغييرت، وإلتزموا الصمت علي ما يفعله الإنقلابيون ، بل أن منهم صرح بكلام مخزي ولكنه أصبح كطوق النجاة للإنقلابيين وخاصة العسكر ، فهاهو أبو إسحاق الحويني يقول موجهاً كلامه للثوار في ميدان رابعة العدوية : " إن تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال السنة الماضية  قد منحها الله إياهم، وعندما أخفقوا، سلبها منهم لكي يتعظوا"،

ثم استطرد يقول:  "كأن الله أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام، أدنها لكم سنة.. ما نفعتوش، نسلبها منكم، لتتربوا وترجعوا، وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية ".

ومن كلامه للأسف الشديد : "لو صرتم عباداً لله، مكنكم حتى بلا أسباب" فأي مكان لهذا الكلام في مجال الجهاد لنصرة الإسلام والعمل علي ترسيخ الحرية والديمقراطية؟!

(إنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) سورة ص.

وصمة العار التي أجدها علي جبيني أيضاً كوني إسلامي أن هناك أفراداً كانوا ينتسبون إلي الإسلاميين خدعوا الناس بكلامهم ومظاهرهم وإنتسابهم إلي بعض الإحزاب ذات الوجه الإسلامية ثم تجدهم يقفون ضد الإسلام بكل الطرق، ويستخدمون كل الوسائل حتي لا تقام للإسلام قائمة ، فقد قدموا مصلحتهم الشخصية علي مصلحة الدين سواء في مناصبهم أو الوصول بأحزابهم إلي سدة الحكم، أو محاولتهم السيطرة علي مقاليد البلاد بعد أن يضحوا بالإسلاميين الذي وصلوا إلي الحكم من خلال صناديق الإنتخابات ، ولكن هؤلاء يريدون أن يصلوا بالخداع والمكر والخيانة التي ارتكبوها في حق كل إسلامي وفي حق الدين قبل أن يرتكبوها في حق الوطن الذي يعيشون فيه.

إنني أعتذر أني إسلامي حيث أن قائمة الإسلاميين تضم في صفوفها أناس مخادعين ثم أصبحوا خونة بعد تعاونهم مع أعداء الإسلام ومنهم: أحمد الطيب، ياسر برهامي ، جلال مرة، نادر بكار وعبدالمنعم أبوالفتوح، فلا حسرة ولا ندامة علي هؤلاء الخونة الذين تتنظف صفوف الإسلاميين منهم بعد أن بينتهم المحنة علي حقيقتهم،

(لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ويُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (24) سورة الأحزاب.