الصليبيون الجدد روم اليوم والفرس

الصليبيون الجدد روم اليوم والفرس

سائرين على نفس الدرب في الشام

موسى عبد الشكور

ان من مهمات الامم الحيه ولتسهيل الوصول للهدف، والتي تعمل جاهدة لتحطيم العقبات والمعوقات التي تمنع تحققه هو دعم الجهة المخلصة والساعيه باقصر الطرق للوصول فها هم اهل الشام الجهة الاقرب والجاده للوصول الى تحقيق هدف امة الاسلام بتحكيم شيريعة الاسلام واقامة دولة الخلافه الراشده 

فقد ورد في السيرة النبوية الشريفة كيف كان عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة منصب على العمل لإيجاد الارضيه الداعمة للعمل، من تثقيف منظم للمسلمين يودى الى إيجاد الوعي العام والاتصال بوفود العرب واهل القوة في موسم الحاج لتحقق النصرة، وذهابه إلى الطائف لدعوة ثقيف ومحاولة الحصول على نصرتهم، وكان ايفاد مصعب بن عمير إلى يثرب كذلك.

وقد صاحب ذلك كله وعود الرسول صلى الله عليه وسلم وبشائره للمسلمين، وهم في اشد انواع الابتلاء والضعف ومنها فتح القسطنطينية وروما والقدس، وزوال كيان فارس، فكان الامل مصاحبا للاعمال المنتجه ولم تكن من طريقته أبداً الاعتماد على الآمال والأوهام والأحلام فحسب بل قد حارب ذلك وحال بين أتباعه وبين ألأخذ بها، رابطاً بين الأسباب ومسبباتها

ولا ننسى كيف تم تكنيس التتار والمغول والصليبيين من بلاد الشام والعراق سابقا فقد تم نصر الله لعباده المؤمنين وباذنه سينصر عباده المخلصين في الشام قريبا ولكن اذا تحققت شروط النصر والتمكين فقد اعيد بناء بغداد ودمشق وغيرها وتم تحريرهما من دنس الكفار المجرمين ولي بالدعاء فحسب وانما بالاخذ بالاسباب والاعداد 

فلا يكفي من المرء ان يتوجه لله تعالى بالدعاء والصبر والصلاة، وقراءة القران او قراءة صحيح البجاري او منتظرين الرايات السود والعمائم السود بل لا بد من ربطً الأسباب بمسبباتها، ومتلبسينً بالعمل الجاد لعودة صادقة للمسلمين لأوامر الله ودعوته، مستبشرين ببشائر النصر التي وعد الله ورسوله، وملتمسين ً التقيد بالحكم الشرعي في كل تصرفاته، نادماً مستنجداً وضارعاً لله آملاً نصراً من عنده،متبعين طريقة الإسلام في التفكير والعمل، والاخذ باسباب النصر والاعداد للملحمة الكبرى على ارض الشام فقد رمتنا امة الصليب الكافرة بقيادة امريكا واعوانهم من الفرس عن قوس واحدة 

فما يحدث في الشام هو حرب صليبية على أرض الشام فقواتهم تتاهب في الاردن والعراق وتركيا ومن خلفهم مصر وقطر ودويلات الخليج والسعوديه بتعاون ورضي وتاييد من حكام المسلمين العملاء مع الصليبيين يحضرون لحرب ضد ثوار الشام فكان لا بد من من ان يتنبه المسلمين وأن يتقيدوا بطريقة الرسول في التفكير والعمل، لنصرة اهل الشام 

ابشروا يا اهل الشام فإن انتصار الإسلام هو سنة إلهية وحتمية تاريخية وكما انتهت الحروب الصليبيه والفارسيه لصالح الايسلام فانها ستنتهي اليوم ايضا فالتاريخ يعيد نفسه للمسلمين وستنتهي الاسلام الى ما انتهي اليه الخف والحافر كما جاء في الحديث قال تعالى :{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣]، ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حقق الله له النصر على كل من ناوأه، وخُتمَت حياته صلى الله عليه وسلم ببشارة النصر الذي اقترن بفتح القلوب بالتوبة قبل أن يقترن بفتح البلدان بالغزو، فقال - سبحانه -: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} ومثلما وعد الله رسوله بالنصر، وعد أتباعه به ما استقاموا على دينه وسنته، فقال - سبحانه -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

«وقال صلى الله عليه وسلم "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو ذلِّ ذليل؛ عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر»[