الرئيس والإمام

الرئيس والإمام

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

غريبة أن يتحول من كانوا في عهد المخلوع يحملون علي الإسلام‏,‏ ويعدون الأزهر مؤسسة رجعية ظلامية‏,‏ إلي مدافعين عن الأزهر وعن شيخه‏,‏ وعن مرجعيته‏,‏

 ويعدونه رمزا للإسلام الوسطي المختلف عن إسلام الآخرين المتطرفين المتشددين! بعض هؤلاء لا يعرف الركوع لله وإن كان يركع للطغاة, وحراسهم ولو كانوا بدرجة نفر.

لقد استغلوا حادث تسمم طلاب الأزهر ليواصلوا مهمتهم غير النظيفة بالوقيعة بين الرئيس والإمام, ويشيعوا أن تسمم الطلاب يهدف إلي عزل شيخ الأزهر والانتقام منه. لماذا؟ لا ندري!

لقد وصلت الجرأة ببعضهم إلي كتابة مقالات عناوينها اتهام صريح للإخوان يوجب المساءلة القانونية, مثل عنوان يقول: الإخوان يسممون مياه الشرب لطلاب الأزهر! اعتمد كاتبه علي ما ذكره موظف في مطبخ الجامعة من أن غرباء( لم يقل إنهم اتحاد طلاب الجمهورية) بينهم فتيات( لم يقل طالبات في الاتحاد) اتجهوا إلي المدينة الجامعية بجامعة الأزهر, قاموا بالتفتيش علي صهاريج المياه والمطبخ ورفعوا الغطاءات من فوق الأواني ثم انصرفوا دون أن يعرف أحد من هم( ؟). بعدها عاد التسمم السياسي للطلاب! حتي من تناولوا وجبتهم من غذاء اشتروه من الخارج أصابهم التسمم(!). حيث تم وضع السم للطلاب كنوع من الانتقام من شيخ الأزهر لأنه سافر إلي الإمارات ليتسلم جائزة قدرها مليونان من الدولارات. أعلن تبرعه بها لمشروع خيري في قريته القرنة بالقرب من الأقصر(؟)!

هكذا يكون النضال ضد الرئيس بالكذب الصارخ, ومن أجل الوقيعة بينه وبين الإمام, ومواصلة الجريمة التي يقترفونها وهي إسقاط الدولة. ونسي هؤلاء الذين صاروا أرامل المخلوع أن الدستور الجديد حصن شيخ الأزهر من العزل, وأن الإخوان والإسلاميين عامة يضعون الأزهر في مكان التوقير والاحترام والمرجعية, ولعل توجيه قانون الصكوك إلي الأزهر يدحض مفتريات أرامل مبارك.

التسمم حالة تعبر عن إهمال مسئولين, ومتعهدين منهم لله. أما اتهام الإخوان بتسميم المياه فأمر يوجب المساءلة القانونية, لمعاقبة المتهمين إن كان الاتهام صحيحا أو الكاتب إن كان اتهامه كاذبا.