حكم السلاطين

حكم السلاطين

احمد العراقي

عجبا على المثقفين وعلى  الذين يملكون الفضائيات ويدينون بالاسلام ولا ينتصرون للمظلومين من ابناء شعبهم ....وهم يذبحون كل يوم في الشوارع وفي الساحات العامه

ولا تتحرك أقلامهم وضمائرهم على ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان وحقوق المرأه والطفل ....يضحكون على فقراء شعبهم المرضى والقتلى ألا ترون المجازر في

سوريا والعراق؟ القتل للانسان بالجمله وبدم بارد والتدميرالعلني للمدن والاحياء ...ماذا تنفعكم الفضائيات يوم حساب الديان؟ وانتم تعرفون القاتل ومن يحرك القتل انكم تداهنون

هل اصابكم الصمم والعمى؟ ...عجبا على من يتاجرون بالاحرف العربيه ...والكلمات الفلسفيه ...التي تنطلق من أفواه شعراء الملايين الاجنبيه في المواقع والروابط الالكترونيه ...ويحملون الاسماء الالمعيه ...وأقلامهم كلماتها ثوريه ...جهوريه ...سوطيه تدغدغ ولا تخيف المجاميع المليشياويه ...لماذا أيها الروابط العربيه الثقافيه الاسلاميه الدينيه؟ ...الا تعرفوا ان تختاروا اناس يكتبون بأخلاص للقضيه؟ ...هل كلماتنا غير سحريه ؟ ...والذي قالها ليس شاعرا من شعراء المعلقات الملحميه ...لماذا أيها الروابط العربيه؟ أختاروا ولو كلمة واحدة تعرفون فيها الحقيقه ...ولو حرف واحد ينبض تقاءا للقضيه ...!أنا قطعوا أناملي حتى لا أكتب قصيده فيها ينام الحرف في جرح طفلة عربيه

...أصابتها رصاصة من بندقية مرتزق أجير ...لا يعرف سوى قتل الروح الالهيه ...قطعوا أناملي حتى تموت القضيه وتضيع الكلمات من فم قلمي ...وتموت في ضميري الابجديه ...وحتى لا اعرف الالف من الياء ...ويكون السكون قاتلا في عيون أمي العربيه ...وتموت في قلبها الضحكات السومريه ...ويموت التاريخ وتموت القضيه ..!!المصيبه ان في بلادنا العربيه الحاكم سلطان ...يحب الديمقراطيه السلطويه ...ويتحدث عن مشاريع وافكار جهنميه ...تفرح الشعوب وتجعلها تحلم بحياة سعيده أبديه ..وعندما

يتربع هذا الحاكم على الكرسي يفرض قوته وسطوته ويجعل له جيوش واسلحه ومجاميع مخابراتيه ...عندما يركب على كرسي الرئاسه ...كأنه يركب على ظهر شعبه ليقطع أنفاسه ...فلا يتكلم عن عن ارادته الحره ...وعن ماذا يريد في هذه الحياة ...في ظل المفاهيم المذهبيه الطائفيه ...!يركب على هذا الكرسي كحصان طرواده ...يظلم العباد ويسرق الاموال ويحمي السارقين والمفسدين والفاسدين ...ويتعامل مع الخائنين ...ويبيع البلاد للاجنبي ...ويبيع المباديء والدين ...ويكون راعيا للطامعين ..وتكون البلاد ضيعة

مملوكه له الى أبد الابدين

  فلا يرى ولا يسمع فتصبح البلاد في عهده كلها مفاسد ومظالم  ...ويكثر فيها السارقون والمرتشون والقاتلون والغاصبون والمجرمون ...فيكون البلد في أحط مراحل الانحطاط والتخلف فلا علم ولا علماء ولا ثقافه ولا مثقفين ...وتنتشر الاميه بين المسلمين ...!اين نحن من أفريقيا؟  التي كانت تسودها الامراض والتخلف والعبوديه ...أنظروا

الى جنوب افريقيا ...وماذا فعل مانديلا ...الزعيم التاريخي لشعب جنوب افريقيا بعد الانتصار على العنصريه ...هذا الرجل الاسطوره ...انتخب بالاجماع رئيسا لجنوب افريقيا

...هذا المناضل العظيم ...هذا الرجل ذو القلب الرحيم ...هزم سجانيه بهدوء نظرات عينيه ...هدم وسحق جدران سجنه بنغمات كلماته القويه بالحق ...هزم الباطل بحجة الالام لشعبه عندما يقبل عليك تراه وكأنه نفحة من نسمات الربيع ...وأذا تكلم تدخل كلماته مباشره الى قلوب الاخرين لصدقه ....واذا أنحنى ليجلس تراه كأنه يركع لله رب العالمين ...واذا جلس فأنه كالطفل البريء في حضن أمه الارض ...واذا نظر اليك فيمتلاء قلبك حبا له بدون حواجز ...هذا هو ملك أفريقيا بدون عرش ...فأين الطليان المتخلفين السلاطين المتسلطين على رقاب شعوبهم من رؤوسائنا العرب وأين الضبع في سوريا من هذا الاسد.