جمعية المحافظة على القرآن الكريم

جمعية المحافظة على القرآن الكريم

"الهمة والمهمة"

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

تتجاوز جمعية المحافظة على القرآن الكريم بجدها وإخلاصها  وتظافر جهود العاملين فيها ، والمتعاملين معها ،  حدود عمل الجمعيات الخيرية لتنافس الهيئات والمؤسسات والوزارات ، فهي تأخذ من كل هيئة خير ما فيها ، وتنهض بالهمة لأجل مهمة وهي خدمة القرآن الكريم .

ومن يتابع أعمال الجمعية يجدها بيتاً ثانياً، ومدرسة، وجامعة، ونادياً ثقافياً، تعطي كل شريحة في المجتمع حقه، لكي ينهل من علوم القرآن الكريم، سواء أكان ذكراً أم أنثى ،صغيراً أم كبيراً ، سليماً أم من ذوي الإحتياجات الخاصة ،يلتقي على كتاب الله عالمهم ومتعلمهم ،لذلك أراها تشكل رديفاً لوزارات :التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والأوقاف، وغيرها ، فمشاريعها وقف لله تعالى ،وهي تعقد الندوات والدورات ،وتؤلف المناهج، وتعلم وتدرب .

فكانت البيت، والمدرسة ،والجامعة ،والجامع ، وهي بحق الرديف الأليف لكل تلك المؤسسات التي تعنى بالتربية والثقافة والتعليم والعمل.

وهي تسعى في أن تكون في كل قرية أو مدينة أو محافظة أو حارة بعمرانها، وتسعى أن تكون في كل بيت بإعمارها ، بمفردات الله منذ أن كانت الكلمة الأولى "اقرأ" فجراً للأمة الإسلامية، وكانت بعدها كلمات الله قرآناً يتلى آناء الليل وأطراف النهار .. وأضحى علم القرآن علوماً تجتمع عليها القلوب والعقول، وبها ترقى الأمم، وتطمئن القلوب وتشفى من أمراضها وآفاتها.

عشرون عاماً هو عمر الجمعية التي سعت في الأردن إعماراً وتعميراً وبناءً وتعليماً وتهذيباً ،عشرون عاماً مضت وهي تجمع الأجيال على كتاب الله، فكانت منارة علمية فارقة بتميزها وفرقانها ، فكسبت ثقة الفرد والمجتمع والدولة والعالم أجمع ،فما خبا لها حلم، تجمع الناس فيما ينفع الناس في دنياهم وآخراهم، تواصل الجد والعمل، وتجمع الأردنيين في يوم الوقف ليقفوا معها على قلب رجل واحد، وإذا بالشعب الأردني الكريم المضياف يتسابق عطاء وسخاء ويجود من مال الله لخدمة كتاب الله، فيلتقي النقاء والصفاء، والجد والعمل، وتزدهر الجمعية وهي تكبر بهمة القائمين عليها والمتعاملين معها، فتؤتي أكلها كل حين ، هي الصدقة الجارية التي التقى عليها الأحياء والأموات، والكبار والصغار، وهي المنارة التي تنير كل بيت.

إن العين لتدمع فرحاً وهي تتابع جهود الجمعية واقبال الناس عليها متبرعين ومساندين ، وإن القلب ليخفق حباً وهو يرى الشعب الأردني يتسابق إلى هذه الجمعية كرماً وسخاءً للمحافظة على القرآن الكريم !!