أمريكا تبيد المسلمين بأيدي عملائها، مصر وسوريا نموذجا

رئيس «السي أي أيه» السابق: دعمنا السيسي بسبب تصريحاته عن ثورة دينية

باريس - وكالات

نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات ووكالة الأمن القومي الأمريكية مايكل هايدن، قوله، إن القرار الأمريكي باستئناف الدعم للنظام العسكري الحاكم في مصر؛ جاء بعد خطاب السيسي حول "الثورة الدينية" في جامعة الأزهر، إذ إن ذلك مكنه من الظهور كقائد يدعم الإسلام المعتدل، وتقديم نفسه كخيار مقبول لدى الغرب، وذلك رغم قسوته وسوء إدارته للشأن المصري.

وأضاف هادين في حوار خاص مع الصحيفة أن "العالم يشهد أخطر المنعرجات على الإطلاق، وخاصة في الشرق الأوسط الذي يمر بفترة تشوبها تعقيدات كبرى، حيث كثرت الأطراف المتنازعة، وخاصة في كل من سوريا والعراق، بسبب وجود تنظيمي الدولة والقاعدة، والمشاكل بين الأكراد والسنة والشيعة والعلويين".

وأشار هايدن إلى الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في رسم سياسات خارجية واضحة، في ظل "اندثار الدولة في كل من سوريا والعراق"، وضعف لبنان، والوضعية الحرجة في ليبيا، وهو ما اعتبره نتيجة لـ"حدود سايكس بيكو التي لم تأخذ خصوصيات المنطقة بعين الاعتبار".

وتوقع هايدن، بحسب الصحيفة، أن يستمر الوضع على حاله بالمنطقة لمدة قد تتجاوز الـ20 سنة، في ظل استحالة توقع ما قد يحدث، وصعوبة نجاح أي محاولات لإخماد هذه الصراعات.

وندد الرئيس السابق للاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية، بالسياسات الخارجية لإدارة الرئيس باراك أوباما، على اعتبار كونها السبب في الامتناع عن مد القوى المعتدلة بالأسلحة، في سبيل "إنقاذ العراق وسوريا"، واعتبر أن الأكراد هم من يجب التحالف معهم، بسبب ما تقتضيه مصالحهم في المنطقة من ارتباط مع الغرب.

وانتقد هايدن تعويل الإدارة الأمريكية على الجيش العراقي، الذي يراه عاجزا عن الوقوف أمام زحف مسلحي تنظيم الدولة، دون الاعتماد على دعم المليشيات الشيعية، واصفا إياه بأنه "غير جدير باستعادة محافظة الأنبار، أو مدينة الموصل".

وذكّر هايدن، بحسب "لوفيغارو"، بما كانت عليه العراق إبان الحكم العثماني، حيث كانت تنقسم إلى ثلاث ولايات كردية وسنية وشيعية، وهو ما اعتبره الأنسب لها اليوم، خاصة مع استحالة استعادتها هي وسوريا لاستقرارهما، وهو ما يفسر دعمه لخيار تسليح الأكراد.

وحول سبل هزيمة تنظيم الدولة في ظل عجز الأكراد عن ذلك؛ أكد هايدن على ضرورة زيادة كثافة القصف الجوي على مواقعه، والحد من تقدمه بالمنطقة، والدفاع عن الدول "الحليفة" مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وغيرها، علاوة على مساعدة من وصفهم بـ"المسلمين الحداثيين".

وشبّه ما يحصل في العالم الإسلامي بحرب الثلاثين سنة؛ التي خاضتها المسيحية في القرن السابع عشر، وانتهت بفصل الكنيسة عن الدولة، مشددا على ضرورة الانتصار لما اعتبره "الوجه الحداثي" للإسلام.

من جهة أخرى، عبّر الرئيس السابق للاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي الأمريكية، عن قلقه حول الاتفاق الدولي المزمع عقده مع إيران بشأن ملفها النووي؛ وقال إن الشكوك تراوده بشأن ما إذا كانت إيران تجسد دولة أم مشروعا أيديولوجيا، ما يفسر قلقه بشأن إمكانية السماح لها بالمضي في برنامجها النووي، أو رفع حظر شراء الأسلحة عن طهران.

وبالحديث عن قضية الإسلام في أوروبا؛ أفصح هايدن للصحيفة عن تحذير كان قد وُجه له من قبل محللين تابعين لجهاز الاستخبارات الأمريكي، حول اكتساح الدين الإسلامي لأوروبا، وما يمثله ذلك من خطر على أمريكا، مشيرا إلى تجاهل الولايات المتحدة لهذه المعطيات التي بدأت تطفو على الساحة الأوروبية.

هيومن رايتس: اغتصاب كامل لمعتقلين في سجن

العقرب بمصر

الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 14:09

 أكثر من 200 مواطن مصري مات تحت التعذيب بالسجن

السبيل -  قال أحمد معتقلي سجن العقرب لمنظمة "هيومن رايتس مونيتور" إن "عدداً كبيراً من السجناء تم اغتصابه بشكلٍ كامل وليس مجرد تحرش جنسي من قبل ضباط وعساكر السجن.

وتابع حديثه، في تقرير نشرته المنظمة أمس الأحد على موقعها الالكتروني تحت عنوان "الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري، قائلًا: "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوعٍ جديدٍ من الإذلال والتنكيل بنا"، وشدد على أن أنواع التعذيب المختلفة تقتلهم بالبطيء يوميًا.

وتالياً نص التقرير كما نشرته المنظمة:

تصاعدت وتيرة الانتهاكات الممارسة بحث المعتقلين على خلفية سياسية خلال احتجازهم داخل السجون المصرية، حيث تزايد العنف الشرطي المستخدم بحق معارضي السلطات المعتقلين في السجون المختلفة دون مسائلة عادلة لأيٍ من الضالعين في تلك الانتهاكات.

رصدت منظمة هيومن رايتس مونيتور تعرض المعتقلين إلى معاملاتٍ قاسية، من الضرب المبرح والتعذيب لمحاولة انتزاع اعترافات والذي راح ضحيته ما يزيد عن 200 معتقل منذ أحداث 30 يونيو\حزيران من العام 2013، بالإضافة إلى احتجاز في أماكن غير آدمية، والإهمال الطبي وتردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون للمعتقلين المرضى بأمراض مختلفة كالقلب والسرطان وأمراض أخرى خطيرة ما تسب في وقوع عشرات الموتى ضحية لذلك.

تمارس الانتهاكات بشكلٍ شبه يومي في مختلف سجون الجمهورية المصرية، وتزيد وطأتها وحدتها على المعتقلين في سجن العقرب الموجود بمجمع سجون طرة، حاولت المنظمة رصد جزء من تلك الانتهاكات الضخمة التي تمارس بهذا السجن لإظهار مدى الدرجة التي وصل إليها العنف الشرطي المستخدم في السجون المصرية، الذي لا تتخذ السلطات المصرية أي خطوات جادة لحله، أو مسائلة عادلة للمسؤولين عن وقوع عشرات القتلى داخل السجون المصرية، في تستر واضح من الأجهزة القضائية المصرية على تلك الجرائم.

 إذ وصلت عدة استغاثات متكررة للمنظمة من داخل سجن العقرب ومن أهالي المعتقلين بالسجن تروي تفاصيل الانتهاكات الممارسة، فقص أحد المعتقلين في عنبر H1 بسجن العقرب أنهم يتعرضون بشكلٍ دوري للضرب المبرح بالعصي والهروات كما يتعرضون للصعق المتكرر بالكهرباء في مختلف أنحاء الجسد ويزيد في الأماكن الحساسة، بالإضافة إلى تعليق معظم المعتقلين لساعات طويلة في الحائط وربما تتجاوز تلك المدة عدة أيام.

وأضاف المعتقل في روايته للمنظمة أن عدد كبير منهم تم اغتصابه بشكلٍ كامل وليس مجرد تحرش جنسي من قبل ضباط وعساكر السجن، وتابع حديثه لمندوب المنظمة قائلًا: "عدد منا أجبروه على الجلوس على أربع كالحيوانات وقاموا بوضع العصي في دبر المعتقلين كنوعٍ جديدٍ من الإذلال والتنكيل بنا"، وشدد على أن أنواع التعذيب المختلفة تقتلهم بالبطيء يوميًا.

كما لفت الحديث إلى أن عدد كبير من الموجودين داخل السجن مصابين بأمراض مزمنة تستوجب إجراء جراحات وعمليات عاجلة ومتابعة طبية خاصة إلا أن إدارة السجن تتعنت في إجراء تلك العمليات، وأشار إلى أن أحد المعتقلين يحتاج بشكلٍ عاجل إلى إجراء عملية أسترة بالقب وتم منعها دون سبب واضح، ما يشكل خطرًا على حياته.

المعتقلون بسجن العقرب لا يتم التنكيل بهم وقتلهم بالبطيء وفقط، بل يتم أيضًا تهديدهم باغتصاب زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم أمام أعينهم أثناء الزيارة شبه الدورية - والتي توقفت تماما قبل بداية شهر رمضان وحتى الإن- حال تفوه أحدٌ منهم بأي كلمة عن الانتهاكات التي يتعرضون لها لأي من الحقوقيين.

 هذا دون التطرق للحديث عما تعانيه الأسر خلال الزيارات السابقة الذي وثقته المنظمة سالفًا من منع إدخال الطعام والدواء والمسلزمات الخاصة، والطوابير الطويلة والإهانات المتكررة والتفتيش الشبيه بالتحرش، والحرمان من التواصل مع المعتقل وأهله حيث يحول بينهم لوح زجاجي وتكون الزيارة من خلال سماعة هاتف مراقبة، فضلًا عن منع إدارة السجن لزيارة عدد كبير من أهالي المعتقلين مرات عديدة دون سبب.

كما زاد التعنت ضد المعتقلين في شهر رمضان حيث تم منع جميع الزيارات إلى أجل غير معروف بالإضافة إلى حرمان المعتقلين من تلقي وجبات الإفطار والسحور في أوقاتها مع تقليل كميتها بشكل مبالغ فيه واقتصرت بعض الأيام على تلقي وجبة واحدة فقط كما تم منع الوجبات تماما لمدة ثلاثة أيام بعد اغتيال النائب العام مما أدى إلى تجهور صحة المعتقلين بشكل كبير وخاصة المرضى منهم.

إضافة إلى ذلك تمت مصادرة الساعات من المعتقلين لمنعهم من معرفة وقت السحور والافطار وتجريدهم أيضا من النظارات والأحذية لتترك الزانازين فارغة من كل شئ إلا المعتقلين.

كما تواصلت المنظمة مع أسر بعض المعتقلين بالسجن للوقوف على الأوضاع داخل السجن، فتروي الأسر أن المعتقلين يتعرضون للتهديد المستمر بالتصفية المباشرة، ويقوم ضباط السجن بتهديدهم بالقتل ويخبروهم عن قتل القوات الأمنية لـ9 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المعارضة للسلطة داخل شقة سكنية قبل أسبوعين، ويهددوهم بأن يلقوا نفس المصير في القريب العاجل.

وأشارت الأسر كذلك إلى أن المعتقلين محرومون من طعام الزيارات التي تحضره الأسر، كما أن إدارة السجن تتركهم لأيام عديدة دون طعام، بالإضافة إلى إدخال طعام غير آدمي دون ملح بعد عدة أيام من تجويع المعتقلين وحرمانهم من تناول الطعام، الأمر الذي أثر على صحة عدد من المعتقلين المرضى، وعانى غيرهم من من آلالام العظام والأسنان لندرة الملح.

تعبر المنظمة عن قلقها الشديد إزاء تزايد الانتهاكات بهذا الشكل المرعب الذي سيودي بحياة كافة المعتقلين داخل السجن ان استمر، وتدين المنظمة مخالفة السلطات المصرية لنص المدة 40 من دستورها، بأن كل من يُقبض عليه، أو يحبس، أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، ولا يجوز تعذيبه، ولا ترهيبه، ولا إكراهه، ولا إيذاؤه بدنيًا أو معنويًا، ولا يكون حجزه، أو حبسه إلا في أماكن مخصصة لذلك لائقة إنسانيًا وصحيًا، تلتزم الدولة بتوفيرها، ومخالفة شيء من ذلك جريمة يعاقب مرتكبها وفقا للقانون ولا تسقط بالتقادم.

مشددةً على ضرورة احتفاظ السجناء بحقوق الإنسان والحريات الأساسية المبينة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبروتوكوله الاختياري، والمباديء الأساسية لمعاملة السجناء، وغيرها من الحقوق المبينة في عهود ومواثيق أخرى للأمم المتحدة والتي وقعت عليها مصر.

كما تطالب المنظمة بالتحقيق بشكلٍ عاجل في تلك الانتهاكات، والتدخل الدولي العاجل لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم البشعة، كما تؤكد على ضرورة تحسين ظروف الاعتقال، والإسراع في إقامة محاكمات عاجلة تتمتع بالنزاهة والعدالة للمعتقلين، حيث لا يجوز استمرار حبسهم على ذمة قضايا سياسية، وتهم لم تثبت بحقهم.

وسوم: العدد 624