سألوني عن معنى الأخ ... فقلت
كلمة’ أخ كلمةْ من نور ، منحها الأب والأم لأولادهما لتكون لهم نسباً ، هذه الكلمة نسيج حروفها الدم والعظم ،ورباطها حنان الوالدين , يسقي غراسها حليب صدر الأم ، هذا النسب لا يميحه الزمن ، ينمو هذا النسب في شجرة الحياة ، حتى ترتفع على مناكب الجبال . إذا تعهد الأخوة نسبهم بالرعاية والحب سطعت في قلوبهم شمس السعادة ، ماء الحب إذا جرى بين قلوب الأخوة تذوقت أرواحهم أزهار الوداد وثمار فاكهة العيون ، وأصبحت قلوبهم ساحات متصلة تمرح فيها فرسان الآمال والأحلام ، وترتفع فوق اسطحتها غيوم السعادة ، شجرة الأخوة يتدلى منها قناديل براقة ، نورها هم أبناء الأخوة فإذا تحدث قلوبهم ، تفجّر عنها كوكب وهّاج ، ينير مسير حياتهم بالألفة والسعادة ، وهجُ حب الأخ الصادق لا يطفئه الزمن ، فسيدنا يوسف عليه السلام ابتعد عن أخيه سنوات عديدة ، ولكن لم يجف من قلبه محبة أخيه ( آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك غلا تبتئس بما كانوا يعملون )
الله جل جلاله وصف المؤمنين الصادقين المتحابين المتعاونين بأجمل وصف وأقواها عندما قال ( إنما المؤمنون إخوة ) .
الشقاق والنفاق والبغضاء والفراق والخصام ، هذه الصفات ليست من صفات الأخوة بل هي من أمراض قلوب الأخوة ، سرت إلى أرواحهم وأجسامهم ، فأصابتهم بالعلل والأمراض وأمراض القلب هي أشد من أمراض الجسد ، ومريض القلب يرى اللون الأبيض أسود ، ويرى أزهار الخير حنظلاً .
وقد ضرب سيدنا موسى عليه السلام مثالاً للإنسانية في كل العصور على حرص الأخ بأخيه والسعي معه ليكونا معاً يداً واحدة على ظروف الحياة ، حين خاطب موسى ربه : ( واجعل لي وزيراً من أهلي هرون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ) وقد وافق الله على طلب موسى لأن التعاون مفتاح الخير ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) .
لينظر الناس إلى منهج شريعتهم وليلتزموا نورها حتى تكون الأخوة في النسب سنابل تطعم القلوب والنفوس السعادة والمحبة ، ويكون المسلمون جميعاً كالبنيان المرصوص .
وسوم: العدد 661