هذه قصائدهم

خلَصَتْ لي من ديوان أوس بن حجر أربع وخمسون قصيدة، في اثنين وخمسين نمطا عروضيا، بثمانية وثلاثين وخمسمئة بيت، في ستة وعشرين غرضا (ثلاثة عشر متنا، وثلاثة عشر حشوا). وخلصت لي من ديوان البهاء زهير ثمان وخمسون وأربعمئة قصيدة، في سبعة وتسعين وثلاثمئة نمط عروضي، ببيتين وثمانمئة وثلاثة آلاف، في ثلاثة وعشرين غرضا (ثمانية عشر متنا، وخمسة أحشاء). وخلصت لي من ديوان علي محمود طه ثلاث وتسعون قصيدة، في خمسة وثمانين نمطا عروضيا باثنين وثمانين وثلاثة آلاف بيت، في ثمانية وأربعين غرضا (أحد عشر متنا، وسبعة وثلاثين حشوا). وهي معطيات بيانية لا تستغني قبل الاستنباط عن التوضيح.

إذا كانت غرض القصيدة مصطلحا على رسالتها التي أراد الشاعر إرسالها إلينا، فمتن هذا الغرض فصل من القصيدة يصيب به الشاعر عين هذه الرسالة، وسواه حشو، دون أن يعني الحشو عدم الإفادة؛ فمنه ما عُرف بالإفادة من قديم. وإذا كان عروض القصيدة مصطلحا على وزنها وقافيتها اللذين جرى عليهما كل بيت من أبياتها، فنمطها العروضي بحر بيتها وطوله وصفتا عروضه وضربه وروي قافيته ومجراه وردفها أو تأسيسها أو تجردُّها منهما ووصلها وحركته إذا تحرك أو سكونه.

بتغيير هذه الخصائص الوزنية والقافوية كلها أو بعضها يستحدث الشاعر لقصيدته نمطًا عروضيًّا خاصًّا، حتى إنه ليستحدثه بلزومه ما لا يلزمه منها، كأن ينظم قصيدتين تنفرد إحداهما وزنًا بلزوم صورة تفعيلة كان غيرُها معها جائزا؛ أو قافيةً بلزوم حرف أو حركة كان غيرُهما معهما جائزا، بمثل هذا اللزوم الذي لا يؤبه به يستحدث الشاعر لقصيدته نمطًا عروضيًّا خاصًّا؛ فكيف بما هو أكثر تغييرا!

وسوم: العدد 917