لروح القائد/ لواء ركن / إبراهيم صيدم

لروح القائد/ لواء ركن / إبراهيم صيدم

(أبو الخل)

م. زياد صيدم

[email protected]

ثقيل هذا الصباح الخامس من فبراير لعام 2013 ..جاء محملا بالنبأ وأى نبأ يا قائدى وصديقى وحبيبى ...لكنه الموت الحق "" وكل نفس ذائقة الموت"" صدق الله العظيم..سأختصر الكلمات لأنها سيرة نضال وبطولات وفداء لا تتسع صفحة رثاء لسردها ولن نوفيك حقك لكنه القلم يكتبك الآن بفيض من دموع قد استحقت لك يا معلمى فى المثل العليا والانضباط وبدايات التنظيم فى حركة فتح على يديك الطاهرة منذ كنت شابا يافعا لم ابلغ العشرين بعد..هذه الفتح  والثورة التى امضيت عمرك وشبابك ومشيبك فيها مناضلا  وفدائيا بصمت .. كنت قائدا محبوبا من كل من عرفوك وعاشروك..منضبطا ومثقفا واسع الحكمة والمعرفة .. عسكريا ومنظرا بامتياز ..كنت من الرعيل الاول فى القيادة العسكرية لحركة فتح الابية..مسئولا عن جهاز التسليح المركزى حين تواجدت الثورة فى لبنان..وقبلها فى الاردن وبعدها تنقلت فى معظم الجغرافيا تعيد تمركز مخازن تسليح الثورة بصمت وعمل دءوب تتنقل بصمت وتفانى بين مقاتليك اللذين عرفوك دمث الخلق خفيف الروح تجامل الجميع بروحك السمحة وإخلاصك وانتمائك وبطيبة قلبك الذى اوهنته سنين العمل والنضال حتى صمت عن الخفقان.. اصبحت عضو المجلس العسكرى الاعلا للثورة وعضو المجلس الثورى لفتح منتخبا ..

عرفتك عندما كنت فى التاسعة عشرة من عمرى.. وعلى يدك كان قسم الولاء والعهد لحركة فتح فى بداية  العام 1982 فى بيروت فكنت قائدى ومعلمى ومعا كنا فى حصار بيروت نتقاسم رغيف الخبز وكنت الوالد والأخ الاكبر قبل أن تكون قائدى المباشر فترة شبابى الأول..وأنت من أصر على أن استمر فى تحصيلى العلمى بعد أن علمت بتفوقى فى الثانوية العامة وانت من حاضر فى ذات ليلة لن انساها وشرحت لى بان النضال لا يكون فقط بالبندقية التى عشقناها وما نزال ولكن بالتحصيل العلمى وخدمة الشعب بطرق متعددة فاقنعتنى يا معلمى...وكيف لى إن انسى ذاك المساء وبيدك تذكرة السفر لتزف لى بشرى قبولى كمنحة دراسية فى ايطاليا لاعود كما كنت تريد لى إن اكون..وبعد ثلاثة عقود كنت أنت مع العائدين الى ارض الوطن وكان اللقاء وكان العناق ..فكانت كل البيوت لك بيتا وحضنا دافئا نفرح لمجيئك وان غبت لأيام نعتب عليك ونعاتبك..ثم انتقلت فى السنوات الاخيرة بعد تقاعدك الى الاردن  وها انت على عمر يناهز ال 73 عاما تصعد روحك لبارئها وتبقى الذكرى خالدة ويبقى العمل الطيب مغروسا عبر الاجيال المحبة لك ..وتبقى سيرتك العطرة تعطر تاريخ فتح الاصيلة والأبية والشامخة...فلها الفخر ولنا الاعتزاز.. فلروحك السلام يا ابن العم والى جنان الخلد بإذن الله..