إلى أحبة القلب بجماعة الإخوان المسلمين

إلى أحبة القلب بجماعة الإخوان المسلمين

محمود القلعاوي /مصر

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

[email protected]

إخواني في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه رسالتي لأحبة القلب ورفاق الدرب ونور العين .. إلى مَن عشت معهم وشرفت بصحبتهم وتعلمت منهم .. منهم الحبيب والطبيب والأب .

إخواني بعد أن ظهرت نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية بمصرنا الحبيبة أردت أن أرسل لكم رسالتي المتواضعة من أخ محب لكم فالنصيحة حق في رقابنا لابد أن نؤديه .

أحباب القلب لحظات الانتصار لها نشوتها الرائعة ، نشوة قد تجعل صاحبها يشعر بالغرور والإحساس بالنفس والانتقام مِن كل مَن خالفه ، وكم حفظ لنا التاريخ جبارين وسفاحين سفكوا وبطشوا وقتلوا وانتقموا مِن كل مَن خالفهم عندما مُكن لهم وانتصروا ..

أحبة الفؤاد منذ أن أعلن فوز الدكتور محمد مرسى وأنا أتأمل صورة الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو داخل مكة فاتحاً مظفراً بعدما خرج منها مهاجراً بدينه بعد اضطهاد وحرب شرسة سُفكت فيها الدماء وهُتكت فيها الأعراض ونُهبت فيها الأموال  ، تعذيب واستهزاء ، بشاعة ما بعدها بشاعة ، وبعد كل هذه السنوات الطوال العجاف في مرورها عاد فاتحاً منتصراً  ، إذاً أين مخالفوه في الرأي سفاكو الدماء  .. منتهكو الأعراض .. محاربو الله ورسوله ؟ لقد صاروا تحت إمرته ومع كل هذا دخل متواضعاً حتى رَفعه لرأسه لم يفعل ، ترى لحيته صلى الله عليه وسلم تلمس رحلَ ناقته تواضعاً لربه وخشوعاً .

أحبة الفؤاد لنتواضع لمن حولنا ولنحذر من دخول أي شعور يفسد روعة اللحظة ، لكم أحسست ببعض الأشياء تجري بداخلى فقد أخذ من حولي يقدمون التهاني بالنجاح المبهر الذي تحقق ، ولكن قفي يا نفسي واحذري شعوراً بعجب يُضيع علينا خير الدنيا والآخرة .

أحبتي في الله أحذِّر نفسي وحضراتكم من غرور قد يتسرب لنا دونما شعور منّا ، ولنجعل استقواءنا بالخالق وليس بالمخلوق - مهما كانت قوته - فأين قوته من قوة الخالق  ، نعم لننعم بأمان غاب عنا من سنوات ، نعم لنأخذ حقوقنا التي حرمنا منها من زمان ، ولكن بتواضع تعلمناه في مدرسة أحب الخلق إلى الخالق محمد صلى الله عليه وسلم  ، وها هو أمْر السماء لنبيه صلى الله عليه وسلم :- " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " لين الجانب والمحبة والإكرام والتودد .

* عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.