رحيل رائد الفكر التربوي

رجل فريد من نوعه من طراز خاص،  أعجمي فاق العرب، درس في  ثلاث كليات أصول الدين بالأزهر ودار العلوم بجامعة القاهرة والتربية بجامعة عين شمس، مؤلفاته فاقت الستين مؤلفا، رحل من أوروبا لآسيا ومنها لإفريقيا بحثا عن المعرفة والعلم، اعتبره من المجددين في علم التربية والفكر الإسلامي، رجل بأمة، حمل على كاهله أمانة ورسالة غايته خدمة الدين وخدمة الأمة، قد تجاوز  الثمانين، فقد ولد سنة ١٩٣٧كان أول رسالة ألفها عام ١٩٦٩ بعنوان التربية في القرآن الكريم ثم ثنى برسالة البيت الإسلامي كما يجب أن يكون، ولد بتركيا ونشأ في أسرة متدينة وأبوه كان رجلا ثريا يملك أرضا وحديقة واسعة  ، تعلم مبادئ اللغة العربية في تركيا وحفظ نصف القرآن ولكنه أراد المزيد فذهب لسوريا وتعلم في معاهدها ثم حداه الشوق لبلد العلم والعلماء بلد الأزهر إلي أرض الكنانة فدخل كلية أصول الدين وظل فيها ٤ سنوات وبتوازي قدم في كلية دار العلوم وأخذ الدبلوم العام والخاص في كلية التربية جامعة عين شمس  وأنهى الماجستير في دار العلوم  قسم الفلسفة عام ١٩٧٠ وكان المشرف على  رسالته أ. د محمود قاسم والمناقشان هما شيخ الأزهر العلامة  أ. د عبدالحليم محمود والعلامة أ. د محمد رشاد سالم وحصل على الدكتوراة عام ١٩٧٦،ثم ذهب للعمل بجامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية كلية العلوم الإجتماعية عام ١٩٨٠ وحصل على جائزة الملك فيصل عام ١٩٨٨ بالمشاركة مع المربي العلامة محمد قطب رحمه الله، وظل الفارس يدرس ويكتب وينشر فألف في مشكلات العالم الإسلامي وفي الأخلاق الإسلامية، واهتمامه الأكبر كان منصبا على التربية فألف فيها مايزيد عن ٥٠ مجلدا في سلسلة التربية الإسلامية وسلسلة تربيتنا ثم هاهو يقوم بعمل مركز في أنقره

هدفه نشر الكتب في التربية أسماه

(وقف أبحاث الحضارة والتربية والثقافة النموذجية)

رحم الله العلامة المربي المصلح الأستاذ الدكتور مقداد يالجن التركي الأصل، ومن أراد الاستزادة في معرفة سيرته فقد كتبها في مؤلف بعنوان رحلة الدكتور مقداد يالجن في ٤٥٠ صفحة وله سيرة صوتية على موقع الألوكة وهناك رسالة ماجستير بعنوان الفكر التربوي عند مقداد يالجن للطالب رشاد قائد مهدي أحمد نوقشت في جامعة صنعاء عام ٢٠٠٩.

هذا رجل بأمة

وكثير من طلبة العلم حتى المتخصصين في المجال التربوي والنفسي لا يعرفونه، وهو علم من أعلام الفكر والتربية في هذا العصر، عليكم بكل كتبه ومحاضراته ففيها نفع جم وعلم غزير، فالرجل موسوعة علمية تمشي على الأرض.

رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

وسوم: العدد 903