الشاعر الإسلامي المعاصر د. صابر عبد الدايم يونس

sfgsfgfw1020.jpg

(١٩٤٨م - معاصر)

  هو الشاعر الإسلامي المصري المعاصر، غزير الإنتاج، عميق الفكرة، رشيق الأسلوب.

اسمه، ونشأته:

  والشاعر أ.د. صابر عبد الدايم يونس من مواليد محافظة الشرقية بمصر 15 / 3 / 1948م

المؤهلات العلمية:

دكتوراه فى الأدب والنقد مع مرتبة الشرف الأولى من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر سنة 1981م.

أعماله، ومناصبه:

عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق.

عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ، ومقرر لجنة فروع الاتحاد بالمحافظات ، وعضو لجنة الشعر باتحاد الكتاب.

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

رئيس مجلس إدارة جمعية الإبداع الأدبي والفني بمحافظة الشرقية سابقا.

عضو مجلس تحرير مجلة “الثقافة الجديدة” بمصر، ومستشار التحرير لمجلة “أوراق ثقافية” ومجلة “أصوات معاصرة “.

عضو مجلس إدارة مجلة «صوت الشرقية».

عمل أستاذا مشاركا بجامعة أم القرى فى الفترة من 1984 ـ 1988م.

حصل على درجة الأستاذية فى الأدب والنقد عام 1990م.

وكيل كلية اللغة العربية ـ فرع جامعة الأزهر بالزقازيق ” 3 فترات” فى الأعوام 92/ 93 / 94″ ثم من 2001م ″

عمل أستاذا زائرا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فى الفصل الدراسي الثاني من عام 1413هـ ـ 1993م.

عمل أستاذا فى كلية اللغة العربية ـ جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة ـ قسم الأدب ـ وقسم الدراسات العليا فى المدة من 1994م ـ 2000م.

شارك فى كثير من المؤتمرات الأدبية والشعرية فى داخل مصر وخارجها، ومنها:

مؤتمر العقاد بأسوان 1990م ـ مؤتمر د. زكى مبارك عام 1991م.

مؤتمرات أدباء مصر فى الأقاليم: بأسوان سنة 1990م ، وبورسعيد 1991م والإسماعيلية 1992 ، ومؤتمر العريش 1993 ومؤتمر الفيوم عام 2001م والمؤتمر العام لأدباء مصر بالإسكندرية 2002م.

أمين عام مؤتمر الأدباء الثاني الذي أقامته وزارة الثقافة بالزقازيق أبريل 2002م.

مهرجان الهيئة العامة للكتاب سنة1992 ـ 1993م.

مؤتمر الأدب الإسلامي بجامعة عين شمس سنة 1992م.

مؤتمر الأدب الإسلام بمدينة استانبول بتركيا 1994م.

مهرجان الانتفاضة باتحاد كتاب مصر عام 2002م.

مهرجان الجنادرية بالسعودية سنة 1993 ـ 1413هـ.

مهرجان الجنادرية بالسعودية سنة 2003 ـ 1423هـ.

مؤتمر الأدب الإسلامي فى القاهرة 2002م.

مؤتمر ” الاتحاد العام للكتاب العرب بتونس ” سنة 2003 ” موضوعه” التضامن والتكافل فى الحضارة العربية والإسلامية.

  أشرف على عديد من الرسائل الجامعية فى مرحلتي الماجستير، والدكتوراه فى مصر والسعودية منذ عام 1985م.

عضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة، والأساتذة المساعدين بجامعة الأزهر منذ عام 1998 ” لجنة المحكمين”

  مدير تحرير ” المجلة العلمية لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 92 ـ 93 ـ 94م 0 ثم من عام 2001 حتى الآن ″

  رشحه اتحاد كتاب مصر للمشاركة فى مؤتمر ” التكافل الاجتماعي فى الإسلام” الذي سيقام بتونس فى نوفمبر سنة 2002م.

  ناقش كثيرا من الرسائل الجامعية فى جامعة الأزهر ، وجامعة الزقازيق بمصر وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكلية التربية للبنات بجده ـ ومعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة.

مؤسس الصالون الأدبي بالشرقية . ويعقد بمنزله شهريا فى مدينة الزقازيق ـ مصر.

 يشارك فى البرامج الأدبية والدينية فى إذاعات مصر ـ البرنامج العام ـ صوت العرب ـ البرنامج الثقافي ـ إذاعة القرآن الكريم .. وغيرها.

 يشارك بالأحاديث والحوارات الأدبية والفكرية والدينية فى قنوات التليفزيون .. الرابعة والثانية، والسادسة والأولى وبعض القنوات الفضائية

  نشر نتاجه الإبداعي والنقدي فى كثير من المجلات والجرائد المصرية والعربية . ومنها : الأهرام ـ الأخبار ـ الجمهورية ـ 

عقيدتي ـ آفاق عربية ـ الأزهر ـ صوت الأزهر ـ الشرق الأوسط 

ـ الهلال ـ إبداع الشعر ـ الندوة بمكة ـ المدينة السعودية ـ الثقافة بدمشق ـ الأبناء بالكويت.

فاز فى كثير من المسابقات الشعرية فى مصر والسعودية.

  كتبت عنه دراسات عديدة فى المجلات والدوريات المتخصصة.

  يشارك فى تحكيم كثير من المسابقات الأدبية فى الشعر والقصة والبحوث والمقالة ، وشارك فى لجان ترقية الأساتذة ، والأساتذة المساعدين فى مصر والسعودية.

  رشحه مجلس جامعة الأزهر لنيل جائزة مبارك فى الآداب لعام 2003م ، وجائزة سلطان العويس عام 2001م.

  حصل على درع التكريم من وزير الثقافة فى مصر لجهوده فى خدمة الحركة الأدبية عام 1993م ، كما حصل على درع التكريم فى مؤتمر الأدباء بالشرقية عام 2002م.

مؤلفاته:

أولا : دواوين شعرية:

ديوان ” نبضات قلبين ” بالاشتراك مع عبد العزيز عبد الدايم ، عام 1969 مطبعة الموسكي بالقاهرة.

ديوان ” المسافر فى سنبلات الزمن ” عام 1982م مطبعة الأمانة بالقاهرة.

ديوان “الحلم والسفر والتحول ” عام 1983م وزارة الثقافة بمصر.

ديوان ” المرايا وزهرة النار ” ، الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة 1988م.

ديوان ” العاشق والنهر” ، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 1994م.

ديوان ” مدائن الفجر ” نشر وطبع “رابطة الأدب الإسلامي العالمية” دار البشير ـ عمان ـ الأردن 1994م.

مسرحية ” النبوءة” مسرحية شعرية ( مخطوطة ).

ديوان ” العمر والريح ” نشر الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 2003 سلسلة الإبداع الشعري.

الدكتور صابر عبد الدايم يونس شعره وإنسانيته ، واستشرافه للمستقبل.

كتب د. فؤاد حمدو الدقي:

  بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم يونس رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة شرفنا بحضور احتفالية تكريم ومناقشة أعماله الشعرية الكاملة بمشاركة السادة النقاد: أ.د. خالد فهمي أستاذ الأدب والنقد بجامعة المنوفية وأ.د. علي عبدالوهاب مطاوع أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بجامعة الأزهر حيث أسهب كل منهما في الحديث عن المدرسة الشعرية التي انتهجها الشاعر الكبير وتحدث كل منهما عن جانب من جوانب المحتفى به إنساناً ومعلماً وأكاديمياً وشاعراً كما تحدثا عن مواقف جمعتهما بالمحتفى به في مصر وخارجها وحللا بدقة وموضوعية وبمنهجة علمية وخلفية أكاديمية بعض قصائد وأشعار الأستاذ الدكتور صابر عبدالدايم يونس ،وكذلك تحدث أ.د. بسيم عبد العظيم أستاذ الأدب والنقد بجامعة المنوفية الذي تساءل لماذا لا تكون مثل هذه الاحتفالية في المجلس الأعلى للثقافة، ولماذا لم يحصل الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم يونس على جائزة الدولة التقديرية وهو جدير بها وأهل لها بدرجاته العلمية وأعماله الشعرية الكاملة التي وصلت أربعة عشر ديواناً ومشاركاته العالمية من خلال رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

  وأعلن الأستاذ الدكتور بسيم أنه من مكانه هنا في الرابطة يرشح المحتفى به للحصول على جائزة الدولة التقديرية ووافقه الحضور بدوي التصفيق في القاعة لهذا المقترح، كما تحدثت الأديبة والناقدة أ.د. نوران فؤاد أستاذة علم الاجتماع السياسي فأشادت بأستاذية المحتفى به وعرجت على بعض قصائده ،وتحدثت أيضاً الشاعرة والناقدة نوال مهني نائبة رئيس الرابطة، رئيسة اللجنة الفكرية باتحاد كتاب مصر ودار حديثها حول الطفرة الكبيرة التي أحدثها المحتفى به من وقت ترؤسه الرابطة وكيف أنه انطلق بها للعالمية.

  ومن منصة التكريم تحدث أيضاً الشاعر والناقد المتميز الدكتور صلاح عدس، وهو صاحب ست مسرحيات شعرية وناقد ملء السمع والبصر، وأنا أحييه تحية خاصة وأُكْبِرُ موقفه الفاضح لأدعياء الثقافة والمتاجرين بالشعر والشعراء والمتربحين من وراء ذلك علاوة على موقفه المشرف من قصيدة النثر فمن وجهة نظره التي توافق وجهة نظري أن الأدب العربي شعر ونثر فقط ولا وجود لما يسمى بقصيدة النثر فقال: لدينا في الجنس البشرى الذكر والأنثى بينما قصيدة النثر هي الخنثى فلا هي ذكر ولا هي أنثى فهي لا شيء، ونحن في سورية الحبيبة نسمي الخنثى (شَكَر)وأنا أعقب قائلاً: لا فُضَّ فوك أيها الناقد الكبير، وهنا أقول: لو قمنا بسؤال الذين يَصفُّون الكلمات ويكتبون قصيدة النثر عن بحور الشعر سنجدهم لايعرفون عن تلك البحور شيئاً وإن عرفوا فقد يعرفون النزر اليسير.. أما من عرف البحور و درسها وأتقنها ونظم شعره من بحورها المختلفة ثم أحب أن يواكب المألوف الآن والسائد ويركب قطار الحداثة وما هو دارج هذه الأيام، فنظم كلاماً وربط جملاً على غرار ما يسمى قصيدة النثر فأهلاً ومرحباً به لأنه ليس دخيلاً؛ ولكن والله ولست حانثاً في قسمي السواد الأعظم من الذين كتبوا قصيدة النثر هاربون من بحور الشعر لأنهم جهلاء بالشعر وببحوره ولم يسمعوا عن الخليل بن أحمد الفراهيدي.

  حضر الاحتفالية التكريمية كوكبة من الشعراء والمفكرين والأدباء والباحثين وأدارها ببراعة وإبداع وسمو روحاني الإذاعي القدير والشاعر الكبير السيد حسن وذلك بمقر رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة.

   وقد تمحور حديث الحضور وشعرهم حول الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم القيمة والقامة ودواوينه الشعرية منها:

ديوان ” نبضات قلبين ” بالاشتراك مع عبد العزيز عبد الدايم ، عام 1969 مطبعة الموسكي بالقاهرة.

ديوان ” المسافر فى سنبلات الزمن ” عام 1982م مطبعة الأمانة بالقاهرة.

ديوان “الحلم والسفر والتحول ” عام 1983م وزارة الثقافة بمصر.

ديوان ” المرايا وزهرة النار ” ، الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة 1988م.

ديوان ” العاشق والنهر” ، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 1994م.

ديوان ” مدائن الفجر ” نشر وطبع “رابطة الأدب الإسلامي العالمية” دار البشير ـ عمان ـ الأردن 1994م.

مسرحية ” النبوءة” مسرحية شعرية ( مخطوطة ).

ديوان ” العمر والريح ” نشر الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 2003 سلسلة الإبداع الشعري.

ومن أبرز قصائده:

أين الطريق إليك؟

أشواق حجازية الإيقاع

القبو الزجاجي

العهدة العمرية.. قراءة عصرية..

لقاء..

الظلّ الأخضر..

الشهيد والسلام الذبيح

الهويّة..

أنشودة البراءة

مدائن الفجر

  وقد تزاحمت مشاركات الأساتذة والنقاد والشعراء القادمين من المنيا والبحيرة والمنوفية والشرقية والمنصورة وغيرها من باقي المحافظات وأثرت هذه المشاركات الاحتفالية حيث كانت جميع المشاركات حول شعر الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم يونس وشاعريته وإنسانيته واستشرافه للمستقبل من خلال القصيدة التي خاطب فيها حفيده الطفل الرضيع آنذاك كريم والذي هو الآن في السنة الثالثة بكلية الهندسة، وتحدث في شعره منذ عام ١٩٧٢ عن القرن الواحد والعشرين وكأنه عايشه قبل أن يأتي إلينا.

   وخلص المحتفلون والمكرِّمون والمتحدثون والمشاركون إلى حقيقة أن الشاعر المسلم والأديب والمفكر المسلم الملتزم _ غير المتاجر بالدين طبعاً _ بإمكانه أن يكون عالمياً وليس شرطاً للوصول للعالمية أن يتخلى الإنسان عن إسلامه؛ بل كلما ازداد تمسكاً بدينه وأخلاقيات الإسلام ومبادئ الدين وأساسياته رغم كل المغريات من حوله كلما كان طريق وصوله إلى العالمية أقصر وأيسر.

  وازدانت الاحتفالية بإلقاء الإذاعية الكبيرة جيهان الريدي ثلاثة قصائد قصيرة بصوتها العذب من أشعار الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم يونس.

  وأثناء الاحتفالية قامت الأستاذة الدكتورة نوران فؤاد والأستاذة نائبة رئيس الرابطة الشاعرة والناقدة نوال مهنى بتقديم درع تكريم للأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم يونس.

حوار مع الأديب الإسلامي الدكتور صابر عبد الدايم

حوار : محمد شلال الحناحنة 

ـ الشعر هو الأفق الأرحب الذي تنطلق فيه أسراب انفعالاتنا ومعاناتنا مع الواقع المحموم الذي نعيشه!.

ـ دعائم الأدب الإسلاميّ ومقوماته لا تنفصل عن خصائص التصوّر الإسلاميّ بكلّ شموليّته.

ـ الأديب المسلم يسمو بوجدانه فوق الرغبات الدنيا بكلّ ما يحمله من خير للإنسان.

ـ الأدب الإسلاميّ أدب عالمي؛ فلا تعوقه أسوار، ولا محيطات، ولا تأشيرات!.

ـ مُلتقى الأدباء الشباب برابطة الأدب الإسلاميّ يعدّ حقلاً خصباً لنمو أشجار الإبداع نموّاً صحيّاً!

الأديب الإسلاميّ الدكتور (صابر عبد الدايم) له أكثر من عشرين كتاباً: شعراً ونقداً، كما أنّه أستاذ للأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويُشرف على ملتقى الأدباء الشباب بالمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلاميّ العالمية بالرياض، فهو عضو بهيئة تحرير مجلّة الأدب الإسلاميّ، ويحمل الكثير من الآراء وهموم الأدب الإسلاميّ، وقد التقيناه بعد ندوة ثقافية بمدارس الرشد بمشاركة الأديب د.ناصر الخنين، نائب رئيس المكتب الإقليمي للرابطة في الرياض، وكانت بعنوان:

  (الفصحى من الدِّين) حضرها جمهورٌ من المهتمينَ والمثقفين، فكان لنا معه هذا الحوار: 

* قالوا: "في شعر (صابر عبد الدايم) غُرْبةٌ روحية خاصة، ووجدان إنساني مفتوح على هموم الأمة في الوقت نفسه"، ما مدى صحة هذه المقولة؟

** اسمع واقرأ هذه الأبيات:

معلقٌ بين تاريخي وأحلامي وواقعي خنجرٌ في صدر أيامي

أخطو فيرتدُّ خطْوي دون غايته وما بأفقي سوى أنقاض أنغامي!

تناثرتْ في شعاب الحلم أوردتي وفي دمائي نمَت أشجار أوهامي!

مدائنُ الفجر لم تُفتح لقافلتي والخيل والليل والبيداءُ قُدَّامي

والسيف والرمح في كفَّيَّ من زمن لكنني لم أغادرْ وقْع أقْدامي!

وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني وفي انحراف الزوايا غاب إقدامي!

وغبت يا وطناً ضاعَتْ هويَّتُهُ والأرضُ تنْبُشُ عن أشلاء أقوام!

* أنْتَ أديب إسلامي، لكن مصطلح الأدب الإسلاميّ ما زال غائماً وغير متفق عليه كما يقال حتى لدى رابطة الأدب الإسلامي، إذْ يثار أحياناً، كيف ترد على ذلك؟

** الأديب المسلم في غمرة تجاربه الإيمانية والتأملية لا يكون بمعزل عن واقع الحياة، ومشاغل الإنسان وآماله وأحلامه؛ فهو في سلوكه الإيماني يتأمل ما خفي من أسرار الكون، وهو في تأملاته يستجلي أسرار الحياة، ويبحث عن منافذ الخلاص للإنسان عبْر رؤية إسلامية متميزة منفردة تُصاغُ معالمها في قالب فني مؤثر.

  وأرى أن دعائم الأدب الإسلامي ومقوماته لا تنفصل عن خصائص التصور الإسلامي التي تمثل إطاراً حضارياً لأبعاد الشخصية المسلمة في كل أحوالها، وهي: التوحيد ـ الربانية ـ الثبات ـ التوازن ـ الشمولية ـ الواقعية ـ الإيجابية.

والأديب المسلم حين يمتزج وجدانه بأضواء الحقائق السابقة، وتتشرب مشاعرُه معالمها تأتي تجاربه شاملة متنوعة مؤثرة، تتجاوز الخاص إلى العام، تسمو فوق الرغبات الدنيا، وتشتاق إلى معانقة الوجود ـ المثال ـ؛ الوجود المسلم بكل ما يحمله من خير للإنسان، وخصوبة للمشاعر، ونقاء للأحاسيس، وبذلك ندرك أهمية تعرف الشباب المسلم على هذه الخصائص، والسير في ظلالها، وفي أضوائها حين يسافر في مدائن التجارب الإبداعية محمَّلاً بشحنات العواطف وثمار الأقطار.

ودلالة المصطلح ليست غائمة ـ كما يثار ـ لدى رابطة الأدب الإسلامي؛ ومن يقرأ ويتأمّل ويعي «النظام الأساسي» لرابطة الأدب الإسلامي العالمية يدرك أن المصطلح ليس غائماً، وإنما تؤطره عدة مبادئ وردت في المادة «الثانية عشرة» من مواد النظام الأساسي، وهي مبادئ تشكل نسيجاً متكاملاً متجدداً لمصطلح الأدب الإسلامي، ولا بُدَّ من تكامل هذه المبادئ لدى من يلتزم بالمنهج الإسلامي في مشروعه الأدبي والنقدي، وهذه المبادئ هي:

1 ـ الأدب الإسلامي: هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفْق التصور الإسلامي.

2 ـ الأدب الإسلامي حقيقة واقعة منذ انبلج فجر الإسلام، وهو يستمد عطاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة.

3 ـ الأدب الإسلامي ريادة للأمة، ومسؤولية أمام الله عزَّ وجل.

4 ـ الأدب الإسلامي أدب متكامل، ولا يتحقق تكامله إلا بتآزر المضمون مع الشكل.

5 ـ الأدب الإسلامي يفتح صَدْره للفنون الأدبية الحديثة، ويحرص على أن يقدمها للناس وقد بَرئت من كل ما يخالف دين الله ـ عزَّ وجل ـ، وغنيت بما في الإسلام من قيم سامية، وتوجيهات سديدة.

6 ـ الأدب الإسلامي يرفض النظريات والمذاهب الأدبية المنحرفة.

7 ـ النقد الأدبي الإسلامي ضرورة لترشيد مسيرة الأدب وترسيخ أصوله.

8 ـ الأديب الإسلامي مؤتمن على فكر الأمة ومشاعرها، ولا يستطيع أن ينهض بهذه الأمانة إلا إذا كان تصوره العقدي صحيحاً، ومعارفه الإسلامية كافية.

9 ـ الأدباء الإسلاميون متقيدون بالإسلام وقيمه، وملتزمون في أدبهم بمبادئه ومثله.

* لك الكثير من الدراسات النقدية الجادة؛ تُرى: أين يمضي النقد الأدبي مقارنة بالإبداع؟ أليس هناك فجوة بين الناقد والمبدع؟

** المنهج المتكامل اعترف به كثير من النقاد العرب والغربيين، وفي مقدمتهم (ستانلي هايمن) في كتابه: النقد الأدبي ومدارسه الحديثة.

وقد أشاد بهذا المنهج الدكتور (شوقي ضيف) والأستاذ (سيد قطب)، وغيرهما من النقاد العرب المحدَثين، وأرى أن النقد الأدبي قد أَغْرق النقادَ في المصطلحات الغربية، أو غرَقوا هم فيها.

والنقد في توجهاته الحديثة لم يعد استكشافاً للنص؛ وإنما أصبح تعقيداً للنص؛ وذلك لأن النقاد لا ينطلقون في تحليلاتهم من داخل النص في ضوء جماليات اللغة العربية، وإنما يُكَرِّسون كل جُهْدهم النقدي في إخضاع النصوص للرؤى والمصطلحات المستوردة.

وأزمة النقد تتمثل في تعصب بعض النقاد لمنهج واحد لا يعترف إلا بلون واحد من الإبداع، وتعصب هذا الفريق ناشئ من الانتماء إلى بعض المذاهب النقدية الغربية التي ازدهرت في بلادها، ثم خبا وتوارى شعاعها.

وأرى أن النص الأدبي يحتاج في تحليله إلى رصيد معرفي وجمالي وتراثي، وإلى مَلَكَة نقدية، وكل ناقد عليه أن يحدد مدخله الجمالي إلى النص من خلال الرؤية النقدية التي يتبناها، فهناك: (النقد التكويني)، و(النقد القائم على التحليل النفسي)، و(النقد الموضوعاتي)، و(النقد الاجتماعي)، و(النقد النصِّي)، وكلها مداخل يمكن أن يستقل الناقد بمدخل منها، ويمكن أن تتآزر عدة مداخل في استشكاف معالم النص وإضاءته.

وجهود بعض النقاد تضيع في التنظير، ولا تثمر شيئاً ذا قيمة جمالية في التطبيق.

وإذا نظرنا إلى تقسيمات النقد النظرية، وما يتفرع عنها سندرك سرَّ أزمة النقد والنقاد.

- فالنقد الواقعي: تندرج تحته هذه المعالم والظواهر النابعة من الكلاسيكية الجديدة، والظواهر هي: التجريبية، الصورة الذهنية، الصورة البصرية، المحاكاة، نقد الصورة.

-والنقد التاريخي: تتموج في دائرته هذه المعالم والمذاهب: الوضعية، الطبيعية، البرناسية، الصورة، النقد التاريخي.

- والنقد الشكلي: يئن تحت ركام هذه الضغوط المذهبية، والعوالم الفنية، ومنها:

الوضعية المنطقية، التحليل اللغوي، وظيفة اللغة، الصورة، البناء الفني، المفارقة، التناقض، التوتر.

وأما النقد المضموني: فيرزح تحت أثقال هذه الاتجاهات: الفلسفة الماركسية، المادية الجدلية، المادية التاريخية، المضمون والإيديولوجية.

وهناك اتجاهات نقدية أخرى تضاف إلى هذه الغاية النقدية ومنها: النقد الرومانسي، والنقد الرمزي، والنقد التعبيري، والنقد التفسيري، والنقد الموضوعي.

وهذه الاتجاهات السابقة تندرج في إطار النقد المثالي، كما يرى مؤرخو النقد.

 وهناك النقد المعتمد على السيرة، والنقد القائم على الموروث الشعبي، وهناك البنيوية، وما تفرع عنها وما تصادم معها.

إن هذه التيارات والمناهج المتعددة أحدثت فجوة بين الناقد والمبدع، وكان من المنتظر أن تحدث مصالحة ـ وقرباً جمالياً ـ إذا أخلص النقاد في تعاملهم مع النص الإبداعي، وانطلقوا من رؤية نقدية تجمع بين القراءة الجيدة لمعالم التراث النقدي عند العرب وبين التفتح على آليات النقد الحديث، واصطفاء القيم والمصطلحات التي تتسق مع طبيعة اللغة العربية وجمالياتها، ومع جماليات البيئة وأعرافها، وتطور الدلالات والمفاهيم والرؤى والتصورات.

* يقولون: «أضحت العولمة واقعاً نعيشه في جوانب كثيرة»، كيف تنظر إلى مستقبل الأدب الإسلامي في ظل هذه العولمة؟

** وهذه الهيمنة الطاغية تضع أمام الأدباء المسلمين معوقات أكثر طغياناً، وعليهم أن يثبتوا، وأن يقاوموا، وأن يقدموا أدبهم تقديماً فنياً جمالياً متفتحاً على هموم الإنسان المسلم في كل بقاع الأرض.

وهذا التفتح الإبداعي والنقدي لا بد له من وسائل ودوافع تضمن له التواصل والبقاء ومن هذه الوسائل والدوافع:

1 ـ تجويد الإبداع ومواكبة كل حركات التجديد العالمي في فنون الإبداع.

2 ـ تقوية الصلات بين أدباء العالم العربي وكل أدباء العالم الإسلامي في الشرق والغرب.

3 ـ العناية بحركة ترجمة الأعمال الإبداعية والنقدية من العربية إلى كل لغات الشعوب الإسلامية وإلى اللغات العالمية الحيَّة، وكذلك ترجمة آداب الشعوب الإسلامية إلى اللغة العربية.

4 ـ إنشاء المواقع الخاصة بالأدب الإسلامي على الإنترنت، وتبادل المعرفة والإبداع بين الأدباء الإسلاميين عن طريق هذه المواقع.

5 ـ واستكمالاً لمسيرة رابطة الأدب الإسلامي في ترسيخ دعائم الأدب الإسلامي؛ عليها أن تقوم بمدِّ الجسور بين الرابطة، والجامعات العربية والإسلامية والهيئات الفكرية والأدبية.

6 ـ تقوية الصلات الفكرية بين المفكرين الإسلاميين، والأدباء الإسلاميين، والمشاركة في المؤتمرات التي تعقدها الهيئات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي؛ لأن كبار المفكرين والدعاة الإسلاميين لا يَعرفون قيمة الحركة الأدبية الإسلامية، ولا يدركون قيمتها، ولا يعرفون الأدباء والنقاد الإسلاميين، والرابطة تبذل جهوداً كثيرة في مجال الاتصال بالهيئات العلمية والفكرية، والتعرف على أنشطتها الإسلامية، والتعاون معها في الجهود الدعوية عن طريق الكلمة المبدعة.

ومن البارزين في هذا المجال (الدكتور عبد القدوس أبو صالح)، و (الدكتور عبد الرحمن العشماوي)، و(الدكتور وليد قصاب)، و(الدكتور عماد الدين خليل)، و(الدكتور عبد الحليم عويس)، و(الدكتور حسن الأمراني)، و(الدكتور مصطفى العليان) وغيرهم، ولكن على الرابطة أن تضاعف جهودها في هذا المجال؛ لأن الفكر الإسلامي هو الأفق الأرحب التي تتضوأ في عوالمه تجارب أدباء الإسلام.

* منذ سنة تقريباً، وأنت تشارك في نقد «ملتقى الأدباء الشباب» برابطة الأدب الإسلامي العالمية، ما رأيك بهذا الملتقى؟ وما تقويمك لإبداعات الشباب فيه؟

** هذا الملتقى مضمار للتنافس بين شباب الأدباء في مجال الإبداع، وتقديم التجارب الجمالية السامقة في ظل الرؤية الإسلامية المتفتحة على ما في السماوات وما في الأرض من مظاهر جمالية تنطق بقدرة الخالق عزَّ وجل.

وكذلك عالم الإنسان، وصراعاته، وما يموج به العالم من فتن وحروب، وما يموج به الوجدان من رؤى وأحلام، تتصادم مع الواقع أو تتصالح معه.

كل هذه الآفاق يقدمها الشباب في هذا الملتقى ـ وهم القادمون من كل فج ـ تجمعهم الكلمة المؤمنة، والوجدان الإسلامي.

ففي الملتقى الواحد تجد أدباء من: السودان، وسوريا، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسعودية، واليمن، والمغرب، ولبنان، وهذا أمر يدعو للإعجاب.

ومما يعطي لهذا الملتقى قيمته؛ التفاعل بين الأدباء والمشرفين على اللقاء الذين يشاركون في تقويم تجارب الأدباء تقويماً إيجابياً بدافع من الحب والطموح إلى الأفضل، ومشاركة (الدكتور حسين علي محمد)، و (الأستاذ محمد شلاّل الحناحنة)، و(الأستاذ شمس الدين درمش) في الإشراف على هذا الملتقى بصفة دائمة يعطيه مزيداً من التواصل والإيجابية.

وللدكتور (وليد قصاب)، و(الدكتور عبد الله العريني)، وكاتب هذه السطور جهود في إثراء هذه الملتقى، وأدعو الزملاء الكرام من أساتذة الجامعة لمزيد من المشاركة في هذا اللقاء الأدبي الذي قدم مواهب أدبية جادة واعدة تعد بمستقبل إبداعي مرموق في جميع الفنون الأدبية من: شعر، وقصة، ومقالة، وخاطرة أدبية، وغير ذلك من الفنون القولية.

* أخيراً: لعلك تعرفنا على آخر مشاريعك الأدبية الجديدة.

1 ـ ديوان «الأعمال الكاملة» وهي الأعمال الشعرية، ولكن متى يَصْدر؟ وكيف يُوزَّع؟ ومن سيطبع؟

2 ـ ديوان «العمر والريح» قيد الطبع بالهيئة العامة للكتاب بمصر منذ أكثر من أربع سنوات، وينقصه الغلاف!.

3 ـ «الشيخ: محمد متولي الشعراوي»، وهو قيد الطبع بدار الشروق بالقاهرة، وينقصه الغلاف منذ ثلاث سنوات!.

4 ـ كتاب «العصف والريحان»، وهو محاورات ومواجهات معي أعدها الشاعر (د.حسين علي محمد)، وقد صدر بحمد الله عن سلسلة أصوات معاصرة، بمصر/ يناير 2006م، ونسأل الله التوفيق والسداد.

(مجلة البيان - 227 - رجب - 1427 هـ، ج227 ص14)

كتب صابر عبد الدايم يونس قصيدة مدائن الفجر يقول فيها:

معلقٌ بين تاريخي وأحلامي

وواقعي خنجرٌ في صدر أيامي

أخطو فيرتدُّ خطْوي دون غايته

وما بأفقي سوى أنقاض أنغامي!

تناثرتْ في شعاب الحلم أوردتي

وفي دمائي نمَت أشجار أوهامي!

مدائنُ الفجر لم تُفتح لقافلتي

والخيل والليل والبيداءُ قُدَّامي

والسيف والرمح في كفَّيَّ من زمن

لكنني لم أغادرْ وقْع أقْدامي!

وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني

وفي انحراف الزوايا غاب إقدامي!

وغبت يا وطناً ضاعَتْ هويَّتُهُ

والأرضُ تنْبُشُ عن أشلاء أقوام!

هذا لسانُك مسجون تقيّده

مواقف الوهم من زيف وإحجام

وذي خطاك بلادرب يصاحبها

وذي رؤاك بلا لون وأعلام

وذي حدودك بالنيران مضرمة

وخلفها الناس ترعى مثل أعنام

غيّر تجلدك،لاشيءٌ أميّزه

به سوى أنه من صنع أعجام

أعرتهم منك أُذنا غيرَ واعية

فحنّطوك ، وقالوا : الصاعد النامي

وماوعيتَ سوى امشاج فلسفة

وكنت سهما بها لم يرمه رام

وكنتَ قردا نمت أظفاره صُعدا

حتى غدا في دجاها العنصر السامي

وكنت تخطر في الأرجاء منطلقا

فصرت" عبدَالحدود " الحارس الحامي

فكم رُميتَ على الشطآن ياوطنا

ضاعت هويّته في تيه آكام

  الشاعر: صابر عبد الدايم يونس

*مواليد محافظة الشرقية بمصر 15 / 3 / 1948م

*دكتوراه في الأدب والنقد مع مرتبة الشرف الأولى من كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر سنة 1981م

وكيل كلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بالزقازيق "3 فترات" في الأعوام 92/ 93 / 94" ثم من 2001م

*عمل أستاذا زائرا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الفصل الدراسي الثاني من عام 1413ه 1993م.

*عمل أستاذا في كلية اللغة العربية جامعة أم القرى مكة المكرمة قسم الأدب وقسم الدراسات العليا في المدة من 1994م 2000م

دواوينه شعرية:

نبضات قلبين، المسافر في سنبلات الزمن، الحلم والسفر والتحوّل، المرايا وزهرة النار، العاشق والنهر، مدائن الفجر، العمر والريح.

كتبه الأدبية والنقدية :

محمود حسن إسماعيل بين الأصالة والمعاصرة.

الأدب الصوفي : اتجاهاته وخصائصه.

فن كتابة البحث الأدبي.

حفظ الله الأديب الداعية د. صابر عبد الدايم يونس.

مصادر الترجمة:

١- الموسوعة التاريخية الحرة. 

٢- غلاف كتبه.

٣- رابطة الأدب الإسلامي العالمية. 

٤- رابطة أدباء الشام. 

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1020