الشيخ الداعية سامي محمد قطيع

dfsfgfs1026.jpg

(١٩٤٢ _ ٢٠٢٣م)

    هو الشيخ الداعية نسر من نسور إدلب، وعلم من أعلامها، وبطل من أبطالها الأستاذ سامي محمد قطيع أبو البراء.

المولد؛ والنشأة:

ولد أبو البراء سامي بن محمد قطيع بإدلب عام ١٩٤٢؛ وترعرع فيها؛ ونشأ في بيت الشيخ حج محمد قطيع وشب على حب الحق والكرامة وهو من اوائل المثقفين الذين ادركوا خطر عصابة الأسد على سوريا ؛ وكان من المعارضين الأوائل؛ وغادر سوريا إلى السعودية عام ١٩٧٩ ومازال فيها حتى وفاته عام ٢٠٢٣م.

  هو رجل حكيم له نصائح كثيرة ذاق مر الغربة والم الفراق امنيته الخلاص من حكم أل الأسد.

إنه سيف من سيوف الحق.

  لا يخاف في الله لومة لائم؛ ولا يهادن؛ هين لين وقور بسيط يأخذ الأمور بالتأني؛ ويضع الحلول معتمداً على علم ودين وتربيه كلامه أحلى من العسل مقامه عال، محبوب من كل من عرفه وسمع عنه انظر إلى السماحة والنور الذي حباه الله به.

  وهو مصلح داعيه مناظر قوي متمكن في الدفاع عن الدين والحق صبور شكور.

  لا يغضب إلا غيره للدين والحق؛ لا يتسع المقال لمقامه ومزاياه وسجاياه.

دره تضيئ طريقاً محفوفه بالمخاطر والسواد

  والشيخ سامي محمد قطيع من مواليد مدينة إدلب في شمال سورية في ٢٧ كانون الأول عام ١٩٤٢م.

الدراسة؛ والتكوين:

 درس مراحل التعليم المختلفة في مدارس إدلب حتى حصل على شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي عام ١٩٦٩م؛ ثم ترك الدراسة .

وعمل في التدريس في مدرسة لمدة ٦ سنوات.

أجرى مسابقة مراقبين فنيين، وفصل بسبب انتمائه الإسلامي.

غادر سورية إلى السعودية في يوم الثلاثاء ٥ تشرين الأول ١٩٧٧م.

شيوخه:

  تلقى العلوم الشرعية والعربية على الشيخ محمد نافع الشامي، والشيخ محمد حكمت معلم، والشيخ سعيد مبيض وعلى أخيه الشيخ الداعية أحمد محمد قطيع.

 وكان يحضر دروس العلماء والدعاة في حلب بشكل متقطع.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل مدرسا في مدارس سورية لفترة من الزمن ( ٦ سنوات).

هاجر إلى السعودية؛ وعمل في المقاولات في السعودية.

وكان يعطي الطلاب دروسا في الرياضيات في المسجد محتسبا.

حياته الأسرية:

  وهو متزوج من السيدة الفاضلة (وفاء سنبل) مدرسة انجليزي، وشقيقة الأستاذ الشهيد التدمري زكريا سنبل، وله منها ٧ أولاد ذكور، وبنت واحدة.

١- براء قطيع: استشاري في الأمراض القلبية، ومختص والباطنية والايكو.

٢- أحمد قطيع: درس كمبيوتر، ثم الحقوق، واعتقل لمدة ٤ سنوات ونصف بسبب نشاطه السياسي.

٣- أنس قطيع: حصل على شهادة إدارة الأعمال.

٤- أسامة قطيع: طبيب يعمل في مشفى بالخرج.

٥- إحسان قطيع: درس الطب، وتخرج من جامعة أفريقيا في السودان عام ٢٠١١م.

٦- نور قطيع: أدب انجليزي.

٧- ولاء قطيع: مدرسة لغة انجليزية، وموجهة .

وفاته:

توفي الشيخ سامي قطيع يوم الأربعاء ٥ نيسان عام ٢٠٢٣م؛ الموافق ١٤ رمضان ١٤٤٤ للهجرة.

رحمه الله رحمة واسعة؛ وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

الشيخ الداعية سامي قطيع أبو البراء في ذمة الله:

  فقدنا اليوم قامة كبيرة، وشخصية مغمورة قلَّ من يعرفها، ومن خالطها من أمثالي ردحاً من الزمن، يعرف أن فقده مصاب جلل. 

 إنه المربي الفاضل والداعية الموفَّق "سامي قطيع" شقيق الشيخ الداعية أحمد محمد قطيع .

  كان رحمه الله جامعا للقلوب، ودليل صدق لأصدقائه في كل الدروب. 

حسن السمت، عميق الفكر، غزير الثقافة، بعيد النظرة. 

 من التقاه يشعر أنه أمام شخص، متواضع في سمته وحديثه وحركاته، يبدأك بالسلام، ويرحب بك ترحيباً لافتاً، فسرعان ما تفتح قلبك لصديقٍ يتحدث إليك بقلبه قبل لسانه.

  إنها لغة القيم والمبادئ التي جعلته عريض الجاه صاحب شأن وقدْر، فأضحى بها ذلك الرجل الواثق بربه، يمضي في حياته لا يلوي على شيءٍ، مطمئناً مستقراً فؤادُهُ، ماضٍ إلى غايته تتبعه العيون، وتحفُّ به القلوب.

  كم رأى عليه شأبيب الرحمة، قلوباً عليها أكنَّةً فما فتئ يعلِّمها، وما برح يصرف لها النفيس من أوقاته بغية ترشيدها، ومن هنا فإن ذاكرة الدهر تأبى أن لا تعيَ قيمته وقدره، وقد عرفته الأرض بنجَادها ووهادها، يتجول فيها داعياً إلى الله.

  كان رحمه الله، نادر المثال، صاحب مناقب وفيرة يمثل ضمير الأمة وقلعتها الحصينة.

  كما كان عليه سحائب الرضوان، كنزاً لا يقدر بثمن، ولا يساويه جيش من الرجال. بوَّأه مولاه أعلى المنازل، فكان صاحب كلام صادق، وبيان ناطق، ولفظ دافق، وأسلوب سامق. كنت أستمع إلى حديثه، فأحسُّ به حديث من صمَّم على الوصول فسلك، وليس حديث من جنح إلى الراحة فهلك. يحثُّ الخطى متجهاً نحو النور تحدوه إليه الأشواق، ويعتلج في جوانحه جوىً كان يفري فؤاده فرياً!.

  يغذُّ السير الحثيث نحو المكرمات، بخطىً ثابتةً ثبات الجبال الراسيات. يوجد في الصفوف بيدق هو الجندي الراجل، ويوجد جندي مجهول، وكان هو الثاني فأكرمه الباري بمقام مفارقة الحياة في الزمن السامي.

  رحمك الله أبا البراء، وأسكنك الفردوس الأعلى، وجمعنا معك تحت مستقر رحمته، إنه تبارك في علاه خير مأمول.

ولعل أبرز صفات الراحل هي الشجاعة وقوة الذاكرة.

  لنا ولذويه ومحبيه خالص العزاء. 

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ناداك ربّك عصرَ يومِ صيام.:

وكتب الشاعر الداعية محمد جميل جانودي يقول في رثائه: 

  ( أخي أبا البراء، مهما أوتي المرء من البلاغة والبيان، ومهما كان اليراع مطواعًا لأطيب كلام.. فلا يمكن إيفاءك الحق بما تستحقه من تقدير واحترام وإكرام...

  عرفتك منذ ما يزيد عن ستين عامًا، ومذ تعارفنا تآلفنا، وصحيح أن بدنينا قد افترقا؛ لكنَّ روحينا على مر الزمان قد تعانقا، وبكل خير وشوق كانت كل روح عن أختها ناطقة، وجمعتنا الغربة مرة ثانية، فما غيّرت وما بدلت، بل بجميع الأطايب قد أينعت وأثمرت، فربيتَ أولادك (بناتٍ وبنين) تربيةً فذة وفريدة، ونبت الجميع في روضة إيمانك نباتًا حسنًا...فكان منهم الطبيب والمهندس والمعلم، وجميعهم بدوا مصابيح هداية للناس، يعكسون ما نشّأتهم عليه، فكانوا ترجمانًا صادقًا لأخلاقك السامية، وخصالك الحميدة، وصفاتك المتألّقة العالية...لذلك كان فقدك مصيبة للجميع.. لجميع الناس، لكبيرهم وصغيرهم، لذكرهم وأنثاهم، للبعيد والقريب، للمهتدي منهم والضال، فقد كنت معينًا يروي كل صنف منهم بما يحتاجه...فلله درك من مُربٍ خبير، ومعلم قدير، ومهندس مبدع وبصير، وطبيب حاذق ماهر، وأخرى تتميز بها أيضًا فلديك ذاكرة متقدة لا تضل ولا تنسى، وما خبرته عنك أنك حافظ لتواريخ الحوادث بسنواتها وشهورها وأيامها.. والحديث عنك وعن مناقبك يطول... وله وقت آخر إن شاء الله...

رحمك الله، يا من قرأ فوعى ويا من وعى فعلم وهدى.... ورحمك الله يا من كتب فأجاد، ومما كتب نفع وأفاد...والعزاء الحار الجميل لخاصة أهلك من زوج صالحة صابرة، وأولاد كرام بررة، ولأصدقائك ومحبيك وعارفيك...فما من أحد منهم إلا وغرف من معينك الثر العذب الزلال فعرف بذلك سمو نفسك، وجليل قدرك...وكان حزن كل منهم موازيا لما نهل من عطائك ويزيد...فلهم أجمل العزاء...

  أسأل الله أن ينيلك رضاه، فهو قوام كل مبتغى لنا، نحن البشر المؤمنين به، وأن يبوِّئك من الجنة غرفًا عالية، تجاور فيها أنبياءه وأولياءه وأصفياءه، وألّا يحرمنا أجرك، ولا يفتنّا بعدك...إنه نعم المولى ونعم النصير...وإلى روحك الطاهرة أهدي هذه القصيدة تعبيرًا عن حبي لك يا أيها السامي أخلاقًا وفِعالًا...

ليلة الأربعاء 14/رمضان/1444 و 5/نيسان/2023

مصادر الترجمة:

١_ رسالة منه بتاريخ 17 – 9 – 2022م.

٢_موقع نسور الشام .

٣_ رابطة أدباء الشام: وسوم: العدد 998

٤_ صفحة الشاعر محمد جميل جانودي.

٥_مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1026