الإخوان المسلمون وتعظيم الشعائر الإسلامية ..

 

الإسراء والمعراج وأقصانا الأسير وقدسنا الجريح

لقد عظم الإخوان المسلمين الشعائر الإسلامية والتي كادت تختفي في المجتمع بسبب سياسة المستعمر البريطاني والذي كان يعمد إلى طمس الهوية الإسلامية في البلاد، فعمدوا لذلك عن طريق التعليم الأزهري، والتعليم عموما لجموع الشعب واقتصر فقط على بعض الطبقات التي تسير في فلكه والذين لا يمثلون قيم المجتمع ولا القيم الإسلامية، وحينما نشأت جماعة الإخوان عمدت إلى تعظيم هذه الشعائر وإحياءها مرة أخرى والاحتفال بها. 

الإخوان والإسراء وفلسطين

لم يكتف الإمام البنا بالكلمات لشرح القضية بل إن الجماعة بدأت حملة شعبية للتوعية بالقضية الفلسطينية، فاحتفل الإخوان المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج في 27 من رجب 1932م لينبهوا المسلمين ويستحثوا عواطفهم، ويدفعوهم للجهاد بالنفس والمال وبكل جهد ليؤدوا واجبهم نحو فلسطين، واستمر إحياء هذه المناسبة كل عام تذكرة وذكرى لأولي الألباب. 

وبعد سنوات كتبت مجلة الإخوان المسلمين تحت عنوان يوم فلسطين [27 رجب 1358 - 5 سبتمبر 1939]: 

جاء شهر رجب 1358 الموافق أغسطس 1939، وكان الإخوان المسلمون على أهبة الاستعداد لنصرة فلسطين المجاهدة، فجعلوا من يوم 27 رجب يوم فلسطين، ومن ذكرى الإسراء والمعراج منطلقًا لبدء حملة كبيرة من الدعاية لقضية فلسطين. 

وفي هذه الأثناء كان الأستاذ المرشد حسن البنا يقوم بجولته ورحلته الصيفية الطويلة والمعتادة في مدن وقرى الصعيد، ومن هناك بعث إلى الإخوان يذكرهم بهذه القضية الخطيرة ويحملهم التبعة والمسئولية، ويحفزهم للحركة والجهاد والتضحية، وهذا نص كلمته التي كتبها تحت عنوان:

*في 27 رجب.. إلى الإخوان المسلمين*

*(خطاب من الإمام حسن البنا)*

أيها الإخوان..

بين هذه التنقلات الدائمة في مدن الصعيد المبارك وقراه أذكِّركم من كل قلبي بيوم فلسطين يوم 27 رجب، فلسطين الباسلة المجاهدة الشهيدة، تدعوكم بلسان المسجد الأقصى المبارك، وبلسان الشهداء من أبنائها المجاهدين، وبلسان أراملها الطاهرات وأطفالها الأبرياء، الذين جنت عليهم القوة الغاشمة والجبروت الظالم فأصبحوا ولا عائلَ لهم ولا سند، وبلسان هذا العدوان الصارخ من الصهيونيِّين شذَّاذ الآفاق وحثالة الشعوب، وبلسان الأخوَّة الإسلامية التي تجعل من المسلمين جسمًا واحدًا، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. 

فلسطين الباسلة المجاهدة الشهيدة تدعوكم لتُثبتوا وجودكم، ولتُظهروا غضبكم، ولتقدموا مساعداتكم حتى يعلم الغاصبون الطامعون أنَّ المسلم لن ينسى أخاه، ولن يقصر في واجبه.

ابعثوا بالاحتجاجات الكتابية، وألِّفوا اللجان، اجمعوا الإعانات، تنازلوا عن النعيم والترف يومًا واحدًا في سبيل فلسطين، وابعثوا بما تقتصدونه وتجمعونه من الأهالي إلى اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين بدار الإخوان المسلمين؛ لتبعث بالأموال المجموعة إلى الأرامل والأيتام من أبناء المجاهدين.

وإن اللجنة لتنتظر منكم بيانًا وافيًا بأسماء أعضاء لجان فلسطين الفرعية، وبالوسائل العملية الإيجابية التي ستساعدون بها إخوانكم المجاهدين في يوم الإسراء المبارك.

احذروا أن تقصروا فتندموا أشدَّ الندم، وتُسألون عن ذلك في الآخرة.

وفَّق الله المسلمين لخيرهم وتحرير أوطانهم واستعادة مجدهم.

والله أكبر ولله الحمد

المرشد العام للإخوان المسلمين - "حسن البنا"

**********************

كما تكونت جبهة الدفاع عن فلسطين وقد تشكلت هذه الجبهة بعد انتهاء عمل اللجنة العليا الموحدة، وأصدرت بيانًا يحدد فعاليات حركتها بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج نشرته النذير، وكان نصه: 

"قررت اللجنة المشكلة من مندوبي جمعيات الشبان المسلمين وحزب مصر الفتاة والإخوان المسلمين اتخاذ القرارات الآتية بمناسبة ليلة الإسراء المباركة التي اتخذت لإظهار شعور المسلمين في أنحاء العالم نحو إخوانهم المجاهدين عن المسجد الأقصى في فلسطين وهي: 

•  القيام بصلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين عقب صلاة الجمعة في يوم 24 رجب الموافق 8 سبتمبر في الجامع الأزهر الشريف.

•  عقد اجتماع بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة في مساء الاثنين 27 رجب، وسيدعى حوالي ثلاثين ألفًا.

•  إصدار عدد خاص من جريدة مصر الفتاة عن القضية الفلسطينية وحال المجاهدين والمنكوبين في يوم 27 رجب.

•  جمع اكتتابات من المسلمين في اليوم المذكور لمنكوبي فلسطين بواسطة صناديق مغلقة ومختومة بالشمع الأحمر يحملها رجال من المتطوعين ومعهم الشارات المميزة لهم.

14 رجب سنة 1358 - 29 أغسطس 1939 

سكرتير اللجنة: عبد القادر العبد 

ولقد كان الإخوان يجعلون من هذه الاحتفالات منبرًا لتذكير المسلمين بما يحدث فى فلسطين من اعتداءات العصابات الصهيونية على المسلمين العزل فى بيوتهم وأرضهم.

وسوم: العدد 820