سأل الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد العارفين

استنصح الخليفة عمر بن العزيز بعد أن بويع للخلافة، أحد العارفين بالله ، فقال له:

" لقدْ ابتليتُ بهذا الأمر؛فدلني على من يعينني في تصريف أمور المسلمين من أهل الصلاح".

فأجابه قائلاً:" يا أميــر المؤمنين، أهـل الدنيا لا تريدهـم، وأهــل الآخرة لا يريدونك، ولكن عليـك بكرام النّاس ووجهائهم ،وأهل الشّرف فيهم، فإن فيهم من الحَياء ما يردعهـم عن كثير من الدّنايا، أو شيء بمعناه".

وقـد دلّ هذا على أنَّ من لا شــرف له في قومه عديم الشّـرف في غير قومه،ومن لا كرامة له في محيطه لا يأبه بكرامته في غير محيطه،وأن أراذل الناس هم وحدهم من يقدر على تحقيق مآرب أعدائهم بأوطانهم وشعوبهم.

____________________________

* عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي، ثامن الخلفاء الأمويين.

ولد سنة 61 هـ في المدينة المنورة،ونشأ فيها عند أخواله من آل عمر بن الخطاب، فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، وكان شديد الإقبال على طلب العلم. وفي سنة 87 هـ، ولّاه ا الوليد بن عبد الملك على إمارة المدينة المنورة،ثم ضمّ إليه ولاية الطائف سنة 91 هـ، فصار والياً على الحجاز كلها، ثم عُزل عنها، وانتقل إلى دمشق. فلما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة قرّبه إليه،وجعله وزيراً ومستشاراً له، ثم جعله ولي عهده،فلما مات سليمان سنة 99 هـ تولى عمر الخلافة التي تميزت بعدد من المميزات، منها: العدل، والمساواة،وردُّ المظالم التي كان أسلافه من بني أمية قد ارتكبوها، وعزلُ جميع الولاة الظالمين ومعاقبتُهم،كما أعاد العمل بالشّورى، ولذلك عدّه كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين، كما اهتم بالعلوم الشرعية، وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف.وتوفي يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رجب سنة 101هجـ على أصح الروايات، واستمر معه المرض عشرين يوماً، وتوفي بديــر سمعان من أرض معرة النعمان في الشام، بعد خلافة لم تزد على سنتين وخمسة أشهر، وأربعة أيام، وتوفي وله تسع وثلاثين سنة، وخمسة أشهر، وقبره في مدينة إدلب السورية.

وسوم: العدد 703