خواطر فؤاد البنا 877

كان الحسن البصري دائم الحزن كثير البكاء، فسُئل عن سبب ذلك، فقال: "أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي". هذا وهو سيد التابعين ومن قيل بأن كلامه يشبه كلام النبوة. واليوم نجد أناساً مقصرين في جنب الله بل قد نجد بعضهم مثخَنين بالشرور ومثقَلين بالمعاصي، ومع ذلك يعيشون في طمأنينة كاملة، غافلين عن آيات الله التي تمور حولهم ومضيعين لكثير من الفرص والمواسم التي منحها لعباده، كموسم رمضان وفرصة ليلة القدر. وربما وصل الأمن من مكر الله  بأحد هؤلاء إلى درجة أنه لا يشك لحظة واحدة بأنه من أهل الجنة، رغم أنه قد يجعل حياة الضعفاء جحيماً لا يطاق !

*********************************

كم أتعجّب من أناس يهفون ل(السكن) في الجنة، لكنهم (يَسكنون) عن عمل الصالحات، و(يستكينون) في مواجهة الظالمين، ولا يبذلون أي جهد حقيقي لنصرة (المساكين)!

*********************************

(يتلهف) لنيل مرضاة الله دون أن يُغيث (ملهوفاً).. يدعو بحرقة لاستنزال رحمة الله لكنه لم يرحم موجوعاً .. يطمع في دخول الجنة دون أن يطعم جائعاً!

وسوم: العدد 877