هشاشة ساسة السودان

يمكننا  القول إن أغلب الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية قد تاجرت بمواقفها التي ارتأت ضرورة استغلالها، فساهمت بذلك في معاناة السودان، فبعض القيادات و التنظيمات التي تتصدر المشهد السياسي الآن باتت مطية لبعض دول الخليج وليس في زعمنا هذا افتئات أو تجني، وحقيقة أنا أعجز عن تعريف دقيق لهذا الهوان الذي انتهجته هذه القيادات التي تعتبر هي الخاسر الأول في الحاضر، وفي سجلها التاريخي حينما تنحسر عنها الأضواء ويندثر ذكرها، فأنا إذا تحاشيت عن الصاق صفة العبودية السياسية التي أراها متطابقة مع سيطرة العواصم الخليجية فلن أتحرج عن وصفهم بالهشاشة والضعف السياسي وأن كل حججهم ومسوغاتهم التي دفعتهم للذوبان في تلك الدول هي التي شكلت هذا الصراع المحموم، والمنافسة الحادة على قيادة هذا البلد الذي تركض فيه المصائب وتتسابق إليه النكبات.

نريد أن نعرف أيها السادة ما هي أسباب ارتماء الفريق البرهان ونائبه في أحضان صاحب الرفعة والشموخ محمد بن زايد؟، ولماذا يفرض عليهم الاستسلام لرؤيته؟، ولماذا وصل ساستنا إلى هذا الحد الفاضح من الارتهان لحكام الإمارات؟ ولماذا ظلت هي تفرض عليهم أسلوب التناوب على قصعتها؟ أنا وغيري من فئات عريضة من هذا الشعب نجهل سر هذه الاستدعاءات المستمرة من حكومة أبوظبي للبهاليل السادة، والكرام الزادة، والحكام القادة، في وطني، ولكن لدينا يقين راسخ بأن السيد محمد ابن زايد وطغمته قد ثبتت مسؤوليتهم عن تأجيج الخلافات، وتعقيد العلاقات في عدة محاور ودول رفضت الوضع السياسي السائد وانتفضت من أجل أن تتنسم عبير الحرية، وليس حاكم الإمارات الفعلي هو الوحيد الضالع في كل هذا بل مخابرات السيسي التي تمتهن أهمية التعبير عن الرأي وجدواه، نجدها هي الأخرى تطور وتبني معاييرها الجديدة التي مجها الطاغية البشير وكان يرفضها لأن الحاضنة التي كان يرتكز عليها ترفض تغلغل مصر الرسمية في الشؤون الداخلية للسودان حتى ولو جاء في نطاق ضيق.

أما الآن فمضايقات الإمارات ومصر والعدو الإسرائيلي يجبرنا على أن ننظر للبرهان وحميدتي ومن هم على شاكلتهم نظرة دونية واحتقار فقد بات ضعفهم وخوارهم أمرا غير مستاغا عندنا ولأنهم أيضا لم يسمحوا للديمقراطية أن تشب وتترعرع في مناخ سليم.

وسوم: العدد 973