مدلولات شعار الانطلاقة الـ 58 لحركة فتح " ديمومة الثورة لإقامة الدولة "

لأنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني ولأنها مفجرة الثورة الفلسطينية في عيلبون والكرامة والانتفاضة والقرار الفلسطيني المستقل حتى الدولة الفلسطينية. هذه فتح التي رسمت رموز شعار انطلاقتها الـ58، شعار حاز على رضا وإعجاب كل من شاهده وتعمق فيه ولاحظنا أن صفحات الفيسبوك والتوتيروانستجرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وكافة الأدوات الالكترونية على الصعيد الفردي والجماعي؛ اعتمدوا هذا الشعار إما بروفيل أو تصميم بصورهم الخاصة ، اعتزازا وايمانا بالثوابت والدلالات والرمزية التي أعلنت من خلالها حركة فتح أنها ذاهبة لمهرجان ايقاد الشعلة والاحتفال بالانطلاقة 58 في ساحة الكتيبة في مدينة غزة في تمام الساعة 3 عصرا من يوم السبت إيذانا بعام جديد من الثورة الديمومة والإصرار على الصمود والمقاومة حتى الدولة الفلسطينية المستقلة.


ومن هنا انطلقت في كتابة مقالي هذا ، استند تصميم الشعار على 8 بنود رئيسية وهي : الدولة الفلسطينية المستقلة والسيادة فوق فلسطين التاريخية، فوق فوق الأرض الفلسطينية. وظهرت هنا خارطة فلسطين واضحة من رأس الناقورة شمالا حتى رفح جنوبا. وبهذا ارتبط تصميم الشعار بقضية اللاجئين التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية ولأن حق العودة ليس بدعة أو تسولا ، وإنما هو أساس من أساسيات مبادئ حركة فتح ولا تزال تتمسك به في كل خطاباتها ويتم تأكيده في كل خطابات الأخ الرئيس محمود عباس "أبومازن" والقيادة الفلسطينية.

وبلا شك أن " ديمومة الثورة للدولة الفلسطينية" تلك العبارة التي كتبت بالحروف الثورية في الشعار تدلل على الانتصار للحقوق الفلسطينية، وهو انتصار مبادئ الثورة الفلسطينية التي أعلنت منذ انطلاقتها الأولى حتماً سننتصر إننا لمنتصرون وأكدت في كل المواقف والمنعطفات ومن وسط الصعاب والتحديات أن حركة فتح وجدت لتبقى ولتنتصر لشعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، وإننا حتماً لمنتصرون.

إذن انه الانتصار بالدولة في ذكرى الانطلاقة الـ58 لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، ومن هنا ظهر الرقم الذي توسط الشعار بتصميم يوحي بالإبداع الثوري والحركي والتصميم.

الثورة مرتبطة بالدولة، وهذه من ادبيات حركة فتح في كل مؤتمراتها الحركية والبندقية واضحة في الشعار دلالة على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال، وهذا وفق كل ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال العسكري.

الثورة والدولة ، قرار فلسطيني مستقل يعلن اننا هنا باقون فوق ارضنا مهما حاولت أمعن الاحتلال وتعمد ممارسة كل صنوف الضغط السياسي والنفسي واستخدام الأسلحة الفتاكة على اختلافها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والحصار والعزل والعقوبات الجماعية واقتحام المدن والمخيمات والقتل العمد والاعتقالات اليومية.

ولأنها الدولة فالقدس هي العاصمة ولهذا وجدت قبة المسجد الأقصى دلالة على القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ، القدس التي حوصر من أجلها الرمز الشهيد الرئيس ياسر عرفات "أبوعمار"وبل استشهد لأنه رفض لاءات قادة الاحتلال " لا للدولة الفلسطينية ، ولا لعودة اللاجئين ، ولا لسيادة فلسطينية على القدس " لهذا قالت فتح في انطلاقتها الـ 58 وعبر شعارها ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وان فلسطين من بحرها إلى نهرها تكسوها الكوفية الفلسطينية كوفية الثوار ورمز القضية في كل العالم .

ولأنها فتح التي رفعت صوتها دائما وهتفت نادي فلاسفة السلاح ورددي عاشت رجال الفتح عاصفة القتال كانت البندقية حاضرة في الشعار ، بندقية تمثل ألف الدولة وتتصل بالقدس والمقدسات حيث العاصمة وقلب القضية ، إنها فتح التي تؤكد من خلال انطلاقتها الـ58 أن بندقية الفتح ديمومة الثورة وتؤكد أن غصن الزيتون لا يعني إسقاط البندقية وحين حملت فتح غصن الزيتون كانت العمليات الفلسطينية تعبر إلى قلب المحتل وتوجعه.

وتقدم فتح في انطلاقتها الـ 58 تحية الإجلال والإكبار لكل الأبطال في المعتقلات الاحتلالية ، ويظهر رمز الحرية من خلال الطائر الذي يفك قيده ويتحرر مغردا في سماء الحرية متجها الى القدس العاصمة التي تم الرمز لها بقبة الأقصى، ومزهوا بالعودة والانطلاقة ،ومتجها ببصره الى ذكرى الانطلاقة الـ58 حيث الشمس التي تتوهج فيها فتح وتدفئ القلوب. وقبة الصخرة ايضا تشير ان القدس في العيون وان عيوننا ترحل إليها كل يوم وانه لن يكتمل حلمنا الا بدولتنا والقدس عاصمتنا وانه لا سلام ولا استقرار بدون القدس وهي بوصلة العمل الفلسطيني بكل ألوانه وتنوعاته

إن الشعار يتميز بالبساطة من حيث التصميم وتجانس المحتويات ورمزيتها وتجانس الألوان وواقعية وسيادية القضايا التي تناولها واشار لها، ولكنه عميق المعاني والرمزية. وهكذا دوما فتح ديمومة الثورة للدولة الفلسطينية.

وسوم: العدد 1012