الاستاذ محمود حامد سليمان..تربوي رائد في ذاكرة القرية
الاستاذ محمود حامد سليمان..
تربوي رائد في ذاكرة القرية
نايف عبوش
استكمالا للمقال المنشور بموقع البيت الموصلي بتاريخ 12-3-2012 بعنوان(الاستاذ المربي محمود حامد سليمان الطائي) بقلم الكاتب قصي حسين الفرج،اود الاشارة الى انني سبق ان نشرت مقالا بعنوان(مصلحون من ذاكرة القرية)بتاريخ 4-6-2011،في عدة مواقع على الانترنيت،نوهت فيه بالدور التنويري الرائد للأستاذ محمود حامد سليمان ،اطال الله في عمره،ومنحه الصحة والعافية.فقد تم افتتاح مدرسة السفينة الابتدائية في أوائل العام1954. وكان المعلم الرائد ،والتربوي ألحاذق، الذي أفتتحها ، ودرس الجيل الأول فيها، هو الأستاذ محمود حامد سليمان، الذي رسخ تقاليد تربوية، ومعايير مدرسية راقية ورصينة، أنتجت جيلا من التلاميذ، بمستوى عال من التعليم،فعلق في ذاكرة الجيل كأستاذ مقتدر،ومعلم كفوء،وتربوي فاضل.حيث لازالت تذكر مآثره التربوية بالإطراء حتى الآن. وقد كان حريصا يوم ذاك، على تسجيل كل شباب القرية، والقرى المجاورة، ممن هم في سن الدراسة، أو خارجه، وإلحاقهم بالمدرسة، وشجعهم على مواصلة الدراسة.وقد تخرج بفضل هذا الحرص، جيل لامع من القادة، والمفكرين، والكتاب، والأكاديميين، والأطباء، والمهندسين، والمعلمين. كما حرص في نفس الوقت، على تعليم البنات، وتشجيعهن على الدخول إلى المدرسة أيضا، في سابقة تقدمية لم تكن مألوفة يوم ذاك، ساهمت في تعليم البنات، وإنقاذهن من الجهل والأمية ،وقد تخرج منهن فيما بعد معلمات، وطبيبات، واختصاصات أخرى.
على ان مما يذكر له، انه كان حريصا على صحة التلاميذ بشكل خاص،والصحة العامة لأهالي القرية بشكل عام،فاهتم بنظافة الطالب، والارتقاء بوعيه الصحي،وعمد الى استجلاب الفرق الصحية، لمكافحة الامراض المتوطنة والمعدية،وتلقيح التلاميذ وجمهور القرية ،ضد الامراض السارية ،كالجدري والحصبة، والسعال الديكي،فنجح في تحصين المدرسة،ومجتمع القرية من المرض والجهل معا،في وقت مبكر.
وقد اهتم بترسيخ قيم النظام، واحترام الزمن،فحرص على مكافحة السلوك الفوضوي للتلاميذ ،ورسخ نظام الحضور بالوقت المحدد للدوام، والاصطفاف ساعة الانصراف بطابور جماعي، يتفرق التلاميذ منه ، عند مثابة محددة ،خارج باحة المدرسة الى اهليهم، يمينا وشمالا، كل حسب وجهته ،التي يولي وجهه شطرها، بعد انتهاء دوامه، بهدوء كامل، وانضباط تام.
ولازال وفاء الجيل، ممن درسهم الاستاذ محمود حامد ،او من كبار السن من اهل القرية ،قائما حتى الان ،حيث انهم ما فتئوا يكنون له كل المودة ،والاحترام ،والتبجيل،وينزلونه منزلة خاصة،اذ يستذكرونه في المناسبات العامة، ويدعونه للحضور.وكان تكريمهم له مؤخرا، من قبل مدير الشرطة، وأهالي القرية، واعتزازهم بحضوره معهم،عند تسجيل حلقة تلفزيونية، عن قرية السفينة،قامت بها فضائية الموصلية، في منتصف ايلول من العام المنصرم، واستأنسوا بحديثه المؤثر في الحلقة،عن ذكرياته معهم ،يوم افتتح مدرسة القرية ألابتدائية في خمسينات القرن الماضي، وكيف سكن بين اهالي القرية للتدريس يوم ذاك، دليلا على وفائهم لهذا المربي الكبير،ووفائه لهم.انها حقا قصة وفاء متبادل، في مسيرة بناء حياة عصرية متعلمة،بين اهالي القرية،وهذا الرائد التربوي الكبير، الذي ترك بصماته الجليلة حية دوما،في ذاكرة القرية.