إلى كل من يحلم أن يقود المرحلة القادمة في سورية
فاطَّلع على شروطنا
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
الشعب السوري لم يخضع في يوم من الأيام لظالم أو حاكم مستبد , فقد يقول قائل :
كلام تضحده الوقائع , فمنذ ثمانية وأربعون سنة يخضع لحزب وقائد واحد , نقول له لو سبرت في أغوار هذه الحقبة لرأيت من شعبي السوري الحر العجائب, لقد ملت السجون والمعتقلات ومل المجرمون والقتلة من دماء الأحرار , وامتلأت الدنيا من أحرارهم
إن أردت الدليل فلن أطيل في سرده يكفي كلمات تعبر عن مقاومة قام فيها كل حر من شعبي الثائر
فهذه تدمر بقبورها شاخصة ,آلاف وآلاف قضوا وهم في صحرائها في مقابر جماعية تقول نحن شعب من الشام حر ولم نرض بذل وظلم هذا أو ذك الحافر
في حلب والمزة وحماة أم النواعير وشقيقتها حمص وكل شبر في الوطن يضم بحنان جسد أو رفات من أجساد بطل وحر ومجاهد
وتستمر الثورة ويستمر تراب الخير يضم بين حباته طهر من النساء والرجال من كل مكان ثائر
هذه هي مقدمة , فمن أراد أن يتولى القيادة مابعد هذا الآهبل الحافر فشروطنا هي :
وليس شرطي أنا شرط شعبي الحر والأبي الثائر
إولاً : سنبرم معك عقداً بيننا وبينك هذا العقد سينفذ بحذافيره وإن خالفت جزءا من شرط ولو كان قليل الأهمية فسوف يكون مصيرك كمصير سابقك في المزابل
ثانيا : أن تقسم على أن تكون خادما لهذا الشعب وليس لك إلا عبارة عن وظيفة تقوم فيها لقاء أجر يدفعه لك هذا الشعب الكريم المصابر
ثالثاً: ستقدم كشفا بحسابك كل سنة , وكل هدية تقدم إليك فليس لك فيها متاعاً فلولا أن نصبك الأحرار في هذا المكان فلن يعبرك هر ولا حتى شاعر
رابعاً : القانون ينفذ عليك قبل غيرك , ولن يكون عندك إلا حارس شخصي واحد وسيارة تابعة للقصر تنقلك للوظيفة وتعيدك للمكان المناسب
خامساً :إن جاءك شخص يقول لك أنا مظلوم فانتصر , فقل له أمامك القاضي والقانون فليس عندي سلطة تعلوهما , وليس لي عليهما منة لافي الحاضر ولا في القادم
سادساً :أربعة أشياء مطلوب منك توفيرها :
1- رواتب القضاة والمعلمين والمدرسين والشرطة عالية وعناصر الجيش , فالعدل لايكون بوجود الرشوة لحاجة القضاة للمال , والتعليم لايكون نافعا مالم يكن المعلم مرتاح المعيشة ويعيش في أمان , والرشوة والفساد ينعدما عندما يكونا عناصر الأمن والجيش في عيشة طيبة , فالجيش مهمته حماية حدود الوطن وتدخله في حال الأزمات والكوارث , والأمن مهمته توفير أمن الشعب وحمايته من المجرمين وفض النزاعات بين الناس
2- الخدمة الإلزامية لاتزيد عن ستة أشهر وميزانية الجيش لاتزيد عن ميزانيات الوزارات الخدمية الأخرى إلا في الظروف الاستثنائية والكوارث والحروب
3- التعليم مجاني بجميع مراحله , وإن وجد فائض يوزع على المحتاجين من الطلاب , وغرف الفصول لاتزيد عن خمسة عشر طالباً في الفصل ,وتخصيص مبالغ من الميزانية لمراكز البحوث العلمية , ودعم المواد الغذائية الرئيسية والمحروقات للمواطنين
4- الإهتمام بالقطاع العام وتطويره وأن يكون منافساً قوياً للقطاع الخاص , وحرية ارتباط الجامعات والمراكز البحثية بالشركات المختصة والمؤسسات , واستقلالية الجامعات عن السلطة المركزية وتوفير كل مستلزماتها ومستلزمات المدارس للتطوير العلمي والبحث وتطوير الدراسة لتكون مناسبة لتطورات العصر
سابعاً :تعطى فرصة أربعة سنوات فإن وجدنا منك عدم خروجك عن بنود العقد سنعطيك فرصة أربعة سنوات أخرى لتكمل خدماتك , ومن ثم بعدها مهما كان سلوكك جيدا ستغير , لكي لايحل الروتين والبيروقراطية في دوائر الدولة ليحل دماءٌ جديدة تقوم بما كنت قد قمت فيه ولكن بصورة مختلفة
ثامناً , إن قدمت خدمة جيدة تعم فيها الفائدة على الجميع سيتم مكافأتك كأي موظف نشيط قد تصل إعطاء راتب شهر علاوة على ماقدمت
ثاسعاً: أن تقض على ظاهرة التسول وذلك من خلال تخصيص رواتب كافية لأصحاب العاهات والعجز والمرضى والذين لايستطيعون العمل لتأمين الحياة
عاشراً : حرية الصحافة وحرية الإعلام وحرية النشر والمطبوعات وحرية تشكيل الأحزاب يستثنى فقط من هذه الحرية مس المشاعر الدينية المقدسة ولجميع الأطراف , والقذف والتشهير بدون دليل , وحرية تأسيس الجمعيات والنقابات والمؤسسات
والخلاصة إن مايبديه هذا الشعب الحر من بطولات وتضحيات ورجولة , وحرائر أخوات الرجال لهو حري بقيادة تخدمه وتحميه وتوجهه , وليس لقيادة تقتله وتنهبه وتذله وتستعبده , فالشعب هو الذي يوفر لك سبل الحياة والخير لك ولجميع من تعوله , وفي مقابل ذلك لصفات قيادية وهبها الله لك فقد صار مستعداً أن يكتب معك العقد على هذه الشروط
وهو نداء موجه لكل من يجد عنده المقدرة على تنفيذ هذا العقد فليتقدم ليكون خادما لهذا الشعب الحر الأبي شعب سورية العظيمة المباركة.