قوس قزح السوري

قوس قزح السوري

سليمان بدرخان

جاء في الأثر : (أسطورة أو خبراً أو خيالاً) ، أن السيد المسيح سيقوم ويتجسد ليعيد الحق إلى أصحابه ، وسيكون نزوله أو قيامته أو تجسده ؛ في المنارة البيضاء (مئذنة الباب الشرقي في دمشق) ، وهي المئذنة الواقعة بين مدخل باب شرقي وكنيسة الزيتونة .

ولقد صدقت الأسطورة إذ قام السيد المسيح وتجسد في أبناء وطنه سوريا، وانطلق انطلاقته الأولى بصدر عارٍ ، وإيمان إلهي ، ليلاقي كَرَّة ثانية وحده ودون سلاح ، جبروت روما الخاطئة ، روما التي تجسدت بسيئاتها كلها من خلال نظام وحشي يقوم الآن بمحاولة صلب المسيح ثانية .

إلا أن المسيح المتجسد والمتعدد ، لن يُصلب ثانية ، فما قام اليوم ليصلب ، بل قام المسيح الشعب ليصلُب وسيرفع الصليب الحديدي فوق قمة قاسيون ، وتبشَّم المسامير في أيدي عناصر النظام الوحشي ، ولن يتشرف هذا النظام وهو على الصليب باسم المسيح عيسى ، وإنما سيكون مسيحاً مصلوباً ولكن باسم المسيح الدجَّال ، وهل هنالك دجلٌ أكثر من أن تقلَب معاني اللغة فيصبح الهمود صموداً والتردي تصدياً ، وتصبح المصانعة ممانعة ، وتصبح الخيانة بطولة ؟! .

نعم وأيم الحق ، إنها المعركة الأخيرة بين الشعب المسيح والنظام الدجَّال ، وعليها وعلى الانتصار فيها سيتوقف مصير الإنسانية أجمع . فمن سوريا ابتدأ التاريخ الميلادي ، ومنها وفيها سينتهي أو يستمر وتستمر الحضارة .

هل بدعاً أن أقول ذلك ؟

أبداً ، فعقيدة الخلاص والفداء عقيدة سورية بامتياز اتضحت بفداء سيدنا عيسى لآلام الإنسانية ، عندما صعد الجبل وافتداها .

وتجسدت كذلك عقيدة العَوْد والقيامة ، برمز الفينيق ، الطائر الذي يخرج من الرماد . وهل هنالك عودة وانتفاضة أكثر من عودة شعب احترق وترمَّد لمدة أربعين سنة ، ثم قام من تحت الرماد طائراً عنقاء ، طائر نار اسمه الفينيق احترق فصار ناراً ملتهبة تُبيد أعداءه .

وهل هنالك رمز أبلغ من رمز النار التي انطلقت من جسد البوعزيزي لتحرق الطغاة ؟

والبوعزيزي من أحفاد فينيق السوري الذي أسست ملكة فينيقيا (أليسار) محطتها الأولى في البحر المتوسط (قرطاجة) ثم كانت المحطة الثانية لفينيق آخر هو (هانيبعل) والذي أطلق عليها اسم قرطاجة الجديدة (قرطاجنة) .

فينيق / الشعب / المسيح ، قام وستحترق روما الخاطئة التي عادت متلبسة وجه أنظمة شوهاء في شرق المتوسط ، وشرق المتوسط حاضرة فينيقية لن تسمح بقيام مدينة (الخُطاة) .

إنه صراع تحاذفي بين المدينة الفاضلة (مدينة الشعب) والمدينة الخاطئة (مدينة الحكام الطغاة) ، وعلى شرفاء العالم مساندة الشعب في معركته الأخيرة .

استناداً إلى ما قدمت أقول :

ليس على العالم المسيحي أن يخشى شيئاً أو أن يقلق على مستقبل إخوتنا المسيحيين في سوريا ؛ لأن الثورة ثورتهم ، وروحها روح المسيحي بإطلاق ، ومن الغريب ألا يشارك فيها المسيحيون وهي منهم ولهم ، وإن تلونت بألوان الطيف السوري .

فهذا الطيف كله من سنيّ وعلوي ودرزي وإسماعيلي ، وكذلك من كردي وآشوري وأرمني وشركسي ؛ هذا الطيف كله يشكّل قوساً واحداً هو قوس قزح السوري ، الذي سيلمع في سماء سوريا بعد هذا المطر الثقيل ، مطر دم الشهداء الأحمر الذي أهرقه المسيح الدجَّال الذي اغتال براءة الطفل / الحمل ، طفل المغارة الذي قام من الجنوب السوري مسيحاً هادياً اسمه : حمزة الخطيب وبصحبته حواريوه من أطفال سوريا .

أطفال سوريا وأمهاتهم المريميات الحرائر ، سيبرقون فجراً جديداً زاهي الألوان اسمه : قوس قزح السوري ذي الألوان السبعة .

سُنّي

علوي

درزي

إسماعيلي

يزيدي

يهودي

مسيحي

عربي

كردي

أرمني

آشوري

شركسي

سرياني

تركماني

وأقول للعالم الحر :

على أرض سوريا يتصارع مسيحان : عيسى والدجَّال فانصروا الشعب ؛ لأنه المسيح الحقيقي .