جمعة العشائر ومكاسب الثورة وبشائر النصر فيها

جمعة العشائر ومكاسب الثورة وبشائر النصر فيها

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

إخواني وأخواتي وشعبي الحر الثائر بارك الله فيكم وعجل لكم النصر ورحم الله الشهداء وعافى الجرحى بالقريب العاجل

السؤال الذي يطرح نفسه حول الآحداث التي جرت في جمعة العشائر المباركة البارحة وأحداثها والتي لم تزل مستمرة على الآرض هو:

من المنتصر الشعب أم النظام؟

فالجواب من منطلق تحليلي على أرض الواقع  , من حيث خارطة الحراك الشعبي في المحافظات السورية كانت كالتالي

درعا البطلة تحركت بعد قمع شديد ووقف الجيش والآمن عاجزين عن التصرف لقمع الحراك فيها , وامتدت المظاهرات لباقي حوران وريف دمشق وفي دمشق ذاتها , فالمنطقة الجنوبية قد خرجت عن السيطرة بكاملها تقريبا وفقد النظام المجرم قوته في معظم مناطقها

المنطقة الوسطى حمص وحماه هي أيضاً خرجت عن نطاق السيطرة بشكل شبه كامل وهذا مانراه في الرستن وحمص والمظاهرات المستمرة فيها , وفي حماه أيضا

المنطقة الشرقية وغياب الجيش وقوات الآمنن اللعينة عن التصدي لآهلنا هناك

المنطقة الساحلية تتراوح بين السيطرة في بعض المناطق وعدم السيطرة في مناطق أخرى والسيطرة الآمنية هنا لاتعني أنها مطلقة وإنما هي مؤقتة وكذلك هي هشة أيضاً وتظهر ملامح هشاشتها في بانياس وجبلة واللاذقية

محافظة ادلب هي الآن نقطة الإرتكاز في الصراع بين الشعب الحر والنظام الفاجر الغاصب , ولم يبق بيد هذا النظام إلا هذه المنطقة  ويراهن عليها فإن خسر السيطرة عليها فسوف تكون نهايته لامحالة وقريباً جداً بإذن الله تعالى , وإن استطاع إخماد حركتها لاسمح الله فسوف تكون نهايته بعيدة نوعا ما

أما محافظة حلب فهي بالآصل خارجة عن سيطرة القيادة المركزية والمسيطر عليها هم أهلها , ولو أراد أهلها الخروج بقوة كما خرجت درعا البارحة لسيطروا عليها كلها في ساعات معدودة

استخدام الطائرات والدبابات في معرة النعمان وجسر الشغور , وفي اللاذقية والذي استخدم الجيش فيها لآول مرة الطرادات البحرية

فالسؤال هنا :

هل يحتاج الجيش لاستخدام هذه الآسلحة الثقيلة ضد متظاهرين عزل ؟

فالجواب المنطقي في هذه الحالة لايحتاج لهذا أبداً , إلا على نطاق ضيق جداً , كما حصل في درعا عند ملاحقته للجنود المنشقين

ولكن الآكيد أن استخدام الآسلحة الثقيلة ناتج عن معارك بين الجيش المنشق وبين الجيش الموالي للمجرم

نصل بالنتيجة المنطقية إلى أن الثورة في سورية أصبحت في مرحلة متقدمة جداً وقوية جداً , والمؤيدون القتلة في موقف ضعيف جداً

فالجيش السوري العقائدي والمبني في عقيدته على حماية النظام فقد هذه العقيدة  وتحول الجزؤ الآكبر منه لعقيدة أخرى هي أن الجيش هو لحماية الشعب والوطن فقط

وهذه النقطة بالذات هي من أهم الدلائل والتي تشير على بداية السقوط لنظام الإجرام في سورية , ولا يمكن لجيش ولا لفرد حتى أو مجموعة أن تقاتل بدون عقيدة فكرية أو نفسية أو دينية أو مادية , وبدون ذلك يكون وجوده وعدم وجوده سواءاً بسواء

إخواني الثوار فلا أحد يعتقد أن النظام المجرم غابت عصاباته يوم جمعة العشائر في الكثير من المدن السورية تنازل منه من موقف قوي , وإنما كان من ضعفه الشديد وتهاوي قوته تحت وطأة أقدامكم الراسخة والقوية والمثبتة بالجذور الممتدة من أعماق هذه الآرض الطيبة والخيرة

وقد لايمتد وجود هذه العصابات الإجرامية في سورية حتى نهاية هذا الآسبوع لنحتفل سوية بجمعة بناء نظام حر أبي في سورية هو منها وينتمي لتلك الجذور الآصيلة الممتدة عبر تاريخكم المشرق الجميل , بأن يستمر الزخم والمظاهرات والحركة طوال الآسبوع ليلاً ونهارا , وجحافل من جيشنا الحر الآبي تدافع عنكم بقوة والنصر حليفها وقريباً بإذن الله وهو يحتاج الآن لدعم الجميع حتى يتمكن من الدفاع عن شعبنا وفي نفس الوقت يزداد مناصروه