عودة صلاح الدين

عودة صلاح الدين

رقية القضاة

اختلاف النهار والليل ينسي فاذكروا لي بربكم مجد أمسي 

وصفوا لي مرابعاً عمرتها أمةَ المصطفى بأطيب غرسِ

وبلاداً ترنمت في هواها بالمواويل طيرها والمجـسِ

عاش فيها من الكماة رجال كلهم اهل عنفوان وبـأس 

غير أن الهوان قد دب فيهم واتباع المجون واللهو ينسي

إنما الدهر بين يومين يمضي يوم سعد ويوم بؤس ونحس

فإذا اليوم غابت الشمس عني فلوجهي ستنجلي ألف شمس

ها اصيخوا لصرخة المجد سمعا فصلاح اتى ليرفع راسي

قال سيفي لشرع احمد وقف وفدى القدس والعقيدة نفسي

إنما العدل شرعتي وطريقي وبعدل الجهاد يكمن باسي

طال سيفي الرهيف نحر الثريا ولنحر الغزاة سددت قوسي

عشت فوق الحصان طيلة عمري لم أجد في القعود واللهو انسي

حين كانت قيد الاوابد عرشي سيفي الصولجان والتاج ترسي

جئت حطين طارقا بعد نأي لأرى بيرقي ومطلع شمسي

فإذا وجهها الجميل حزين إذ غزت روضها جحافل غرس

وحمى القدس مرتع مستباح في يد الغادر الأثيم الاخس

عاد ارياط يملأ الارض جورا عاد باسم اليهود بذرة رجس

عاد أرياط فالحرابة إرث من حقود لدغمري اخس

مت لكن سيرتي اليوم نهج لليوث الطعان عنوان حبس

وجهتي القدس والمفاتيح سيفي يخسأ الطامعون فالقدس قدسي

ولي المسجد الحرام وأرضي حرم لا تطاله رجل نجس

عائد جيشي العرمرم ناف خلفه غير آسف كل نكس

عائد يشعل البحار جحيما مُنزل باليهود وقعة حَس

فيه من خيرة الرجال أسود بينهم والفداء اصدق حلس

آزرتهم واحيت المجد فيهم طاهرات الذيول أكرم شمس

لن يعيد البلاد يا قوم منا غارق القلب بين عود وكاس

إنما النصر للذين افتدوها دمهم في الجهاد لمسة رأس