همسات القمر (3)

همسات القمر (3)

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

كلمات متناثرة .. امتزجت أحرفها بشعاع من قمر .. فكانت تلك الهمسات التي صاغت من بحر المعاني كلمات و كلمات ...

* كلماتنا و حروفنا

تروي الحكايا و الأنين

همساتنا طعنت بحقد

من أُناس غادرين

يا رب غوثك لم أعد

أقوى على الظلم المبين

أصبحت جسما ساكنا

فبظلمهم قطعوا الوتين

* عندما تستقر مشاعر الصدق والإخاء في نفوسنا ..تبدأ بغرس بذورها الرائعة لتنبت لنا أجمل الزهور و ألذ الثمار ..

و كم يطيب لنا الاسترواح في ظلها و الخلود إلى جمالها و أُنسها . 

*  كم ذا ننادي شوقنا ..

في أن يداري ضعفنا..

لكنه في قسوة ..

يبقى يغذي عجزنا 

* عندما نصبح مجرد هياكل .. أو صورا ورقية في نظر الآخرين ...

و عندما تغادر أجسادنا و أرواحنا مكانها 

و عندما نضع نفوسنا في مكان ليس مكانها 

و عندما يصبح الكلام نوعا من العبث الذي لا طائل منه

عندها لا بد من أن نأخذ حروفنا معنا إلى زنزانة الصمت والنسيان ... فلا البوح يجدي و لا الهذيان ..

* عندما تختلط الرؤية .. و تتكدر سماؤك بغيوم لا ترغب فيها .. ليس لأنك لا تحب الغيوم وما تحمل من مطر .. ولكن لإدراكك أنها غيوم عقيمة .. ليس لها من فعل سوى حجب النور والضياء عنك .. تراها بحجمها الكبير و مظهرها المهيب .. فتظن أنها هي الخير و كل الخير .. ولكن انتظارك يذهب أدراج الرياح .. و حلمك يتهالك سُدى .. و تتهاوى آمالك العظام التي بينتها على هذه الغيمة .. عندما تدرك حقيقتها المرة .. و لكن هيهات .. فقد فات الأوان .

* يا من يرى مني ابتسامات الصباح

أو زهرة تزهو على كل البطاح

هلاّ سألت الروح مني ما خفا

فلعلها تخفي عظيما من نُواح

لا يخدعنك جميل ما يبدو ولا

تأخذك مني بسمة رغم الجراح 

* لولا الأمل .. لكنا صحارى قاحلة متجردة من كل زينة أو مظهر بهي

و لولا الأمل .. لغدونا كأشجار غاب عنها ماؤها و فقدت نضارتها 

و لولا الأمل .. لقبعنا في زنازين صلدة قاسية تعذب نفوسنا و تترعها بالآه تلو الآه

ما أعذب الأمل و ما أجمل عطاءه 

* هذي حروفي صغتها من مدمعي

خرجت برغم توسلي فلترجعي

لكنها ألقت رجائي جانبا

ورمتني من شرر يؤرق مضجعي

إيهٍ حروفي لا تكوني جمرة

أحكمت قيد النار حول مواجعي

و وقفت في حلقي كشوك جارح

أدمى المشاعر يا حروفي فاهجعي

* حينما يتنفس الصباح نافثا نسائم عطره في الكون .. تتجلى فراشات تتهادى على هون .. وتزدان الأزاهير

 بأزهى وأبهى لون .. و ترتل الطيور ألحانها تطرب مسامع المتفائلين المتعلقة قلوبهم بالرحمن يرجون منهكل توفيق و عون ..فما أجمله من صباح .. و ما أعذبه ينعشنا  بأريج الأقاح

* و كأن إصرار الشمس على كسر حاجز الظلام و تمزيق ستاره كل يوم .. رسالة تفاؤل و أمل .. أن لايأس .. لا إحباط .. لا دموع خالدة في المُقل .. 

و كما للشمس موعد ننتظره .. للفرج موعد ينتظرنا و يعد العدة للقائنا .. فاجعله اللهم قريبا ..