عيونُ القدس
13نيسان2013
رأفت عبيد أبو سلمى
عيونُ القدس
رأفت عبيد أبو سلمى
(1)
عيونُ القدس ِ باكيةٌ ٌ يكفكفُ دمْعَها رَجُلٌ فكم تاقتْ له زمَنا ً و تحيا في مشاعِرهِ ينامُ الناسُ قاطبة ً يعانِقُ بدْرَها الدَّاجي حزينٌ أيُّها الأقصى متى يوما ً إذا جئنا | وَكمْ سالتْ بدمِّ الحُرِّ يَرويها تناديهِ يُنادِيها ! ويحيا في مآسيها ويَسْهَرُ في حواريها ويُبْحرُ في لياليها أما سَامُوكَ تشويها تتيهُ بنصْرنا تِيها | مآقيها
(2)
عيون ُ القدْس تائهة ٌ وكم أنتْ مواجعُهُا وكم غابتْ مواكبُها عيونُ القدْس باكية ٌ فهلْ يوما ً يصالِحُها تعودُ القدْسُ في ثقةٍ وإن القدْسَ أغنية وإن القدْسَ أمنية ٌ | يُمَزِّقُ سِحْرَها أسىً ، بالحُزنُ تحتر قُ وحاصَرَ فرْحَها القلقُ كأنَّ جفونها الشَفقُ رجالٌ بالهُدى ائتلقوا لها مِسْكٌ ، له عَبَقُ إلى العلياء تنطلِقُ لها بالله مَنْ يثقُ | الأرَقُ
(3)
عيونُ القدْس ِ ذابلة ٌ فهل يوما ً تعاودُها غفا بل غابَ فارسُها و هلْ للمَجْدِ قافلة ٌ وصوتُ الحَقِّ لو يعلو ترى الآلامَ راحلة ً ومِن بيْن ِ المُنى توّا ً عيونُ القدْس ضاحكة ٌ | فأين الجُندُ و الحَرَسُ سيوفُ العز ِّ و الفرَسُ ؟ فمَنْ للصَّيدِ يفترسُ ! تسيرُ إذا خبا القبَسُ فصوْتُ الشرِّ يَحْتبسُ ومنها البُرْءُ يُلتمَسُ يزولُ اليأسُ و الغلسُ بها الأنوارُ تنبَجسُ | ؟
(4)
عيونُ القدْسٌ شاردة ٌ تنادي كلَّ مَن غفلوا بدار السَّلم ِ قاطبة ً ألا هبوا بلا كسَل ٍ أعيدوا أمَّة ً كانتْ صلاحُ الدِّين عَوَّدَهَا كفى فخراً بما صنعَتْ نعانقُ عِزَّنا الماضي | مِن الأحزان ِ في ألم ِ من العربان والعَجَم ِ أيا أحفادَِ " معتصم ِ" وفي عِز ٍ وفي شمم ِ تفدِّي الحقَّ بالهمَم على الأعلى مِن الشِيَم ِ يدُ الأسلافِ مِِن أمم ِ بعِز ٍ غير ِ مٌنصَرم ِ |
(5)
عيونُ القدس ِ سابحة ٌ فهل مِن عاشق ٍ دان ٍ يُفدِّي عِرْضَها الغالي يداوي جُرْحَها القاني نزيفُ الجُرْح ِأرهقها أيا عَبْلَ الهوى صَبْرا ً إذا أهدَاكِ مِن دَمِهِ فقرِّي قدْسَنا عَيْنا ً | تنادي نصْرَهَا يُعَانقُ قلبَها الأخضرْ وغصْنَ كفاحِها الأنضرْ وَ كمْ جرح ٍ بها أغورْ وفجَّرَ دَمَّها الأعطرْ فكلُّ رجالِنا " عنترْ" مَعَاذ َ اللهِ يستكثرْ فإنكِ بالفِدَا أجْدَرْ | الأكبَرْ